أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع














المزيد.....

ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 19:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
شوقية عروق منصور


الله يجعلني غابة
والناس في حطابة

اصغيت لذلك المواطن الذي ينشد ويشد حنجرته على قهر استوطن اوتاره الصوتية وتغلغل في شيخوخته البالية التي بدت كئيبة ، مفزوعة ، مترهلة ، هاربة من واقع بائس .
لم انتبه له الا عندما انشد هذه العبارة ، ليس بسبب اللحن والايقاع وعذوبة صوت العجوز الذي هو على وشك الرحيل ، بل بسبب هذا التراخي والتنازل والقبول بفكرة ان يتحول الى أي شيء حتى لو تحول الى غابة والناس تحطمها او تحطبها ليكون خشبا للمواقد او المناجر .
السؤال هل تحولنا الى غابات راضخة لفؤوس وبلطات تجار الخشب السياسي العربي ؟ حتى الشيوخ الذين على وشك الرحيل لا يستطيعون التمرد وقول كلمة حق في وضع يجب ان يقلب او ينسف الواقع المزري .
هناك صور وحقائق وارقام ووجوه تقفز امامنا تؤكد اننا قبلنا بكل شرائع القطع والقص واللصق ، نتمتع بكوننا قابلين للكسر ، نرحب بالمسامير التي تدق فينا يومياً ، نُقبل شفرات البلطات الحادة التي تتمادى في حدتها و لمعانها كلما ازدادت عليها القبل .
موقع( ديكيليكس) ينشر وثائق فاضحة وصورا مؤلمة تظهر مدى العنف واللصوصية وجرائم القتل والحرق والتدمير التي جرت ضد العراقيين والعراق ، تبين بشاعة الاحتلال الامريكي بجنوده وزنازينه وسجونه وقتله للمواطنين الابرياء وكيفية الاستيلاء على مقدراته ونفطه وسحقه لدولة كانت شامخة .
من( سجن ابو غريب الى موقع ديكيليكس ) مروراُ بفضائح واسرار كثيرة تبعث على التمرد ورفض الانصياع لغريزة الزحف ، لكن المحير والذي يثير الغضب ان نار هذه الوثائق والصور التي نشرت مؤخرا لم تشتعل في الصدور العراقيين او الصدور العربية ، كأن هذه الوثائق لا تعنينا والصور قادمة من كوكب آخر .
هذا الصمت العربي الذي لم يعد صمتاً ، بل اصبح قاعدة تستهدف التنازل عن كل شيء حتى الغضب وحرارة التحرك ، وشعار هذه القاعدة – اذا شعرت ان الصور والوثائق تثيرك ايها العربي فدعها تمر بهدوء –
والا.. كيف نفسر الذي يجري من هتك لكل مقومات الكرامة والشخصية العربية ؟ كيف نفسر هذا الاستسلام الفلسطيني البارد وهم يرون كل شيء يتآكل ويذوب من نبض الثورة الى حلم الدولة ؟
هش ..اسكتي .. الحيطان الها دنين .. هكذا قالت لي ووضعت اصبعها على فمها ، امراة عجوز منهكة تبيع الزيتون على رصيف في مدينة طولكرم ، لم تتحمل هذه العجوز السؤال عن الذي تفعله السلطة الفلسطينية وهي ترى المستوطنين وهم يكسرون ويحطمون ويحرقون اشجار الزيتون والمساجد والبيوت ؟ في ذات الوقت تستقبل الضباط الاسرائيليين وتنسق معهم امنياً ، عدا عن زيارة الوفد الفلسطيني الذي يمثل قوى الامن الفلسطينية لمركز (تراث اسحاق رابين في تل ابيب ) في ذكرى مقتل رابين .(حسب اعتراف وسائل الأعلام الاسرائيلية التي تفتخر بهذه اللقاءات وتسخر من التعتيم الذي تفرضه السلطة الفلسطينية )
من يدخل المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية يتعجب ، لم تعد المستوطنات تغرس في صدره خناجر ولم تعد الحواجز ورؤية الجنود الاسرائيليين تدفعه للشتم والحقد بقدر ما يرى من استسلام هادىء يضغط على روحه على سلوكه ، انطفاء لشعلة كانت مرفوعة ، ترويض كامل للدخول الى قفص كبير ، لا احد يحاول القفز عن المرسوم .
من يدخل المدن والقرى الفلسطينية يرى الآف من الجنود الفلسطينيين في الشوارع والطرقات ، في لباسهم العسكري مدججين بالسلاح والذخيرة ، على الارصفة وتحت الاشجار وبين المنازل والمدارس وفي الاسواق . لماذا هذه القوات العسكرية المدججة ما دام الصمت مسيطراً ونحن اخشابا للمنشارً الامريكي وتحت البلطات العربية .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف
- قانون الجرافات فوق المواطن
- الثعلب على موائد رمضان
- -بيل غيتس- امام موائد الرحمن
- باب الحارة يؤدي الى الكازينو
- الموت في اسرائيل
- في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
- باب توبة العملاء من البلاستيك
- شعوب رهينة لمزاج الحكام
- احسد شاليط
- ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
- واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية
- فضائيات تبث من تحت التنورة
- دهشة ستذهب مع الريح
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع