أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الثعلب على موائد رمضان














المزيد.....

الثعلب على موائد رمضان


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اعترف ويعترف الملايين معي ان هذا الرجل زئبقي ، لاتستطيع ان تمسكه باليد ، لاتستطيع ان تعرف حقيقة كلماته وكيف يصرفها في بنوك التصريحات والمواقف ، فنان يجيد تمثيل كل الادوار ، يملك تحت بشرته عشرات الأقنعة ومثلما الحاوي يخرج من جيبه المناديل الملونة ، كذلك هو حيث تتحول لعبة المناديل الى عبارات فضفاضة ، تقيس درجة حرارتها فتجدها قد ماتت من اثر الخداع .
"شمعون بيرس " السياسي ورئيس الدولة العبرية المحنك الذي تعب التاريخ الحديث من خطواته ، لكنه مازال مصراً على انه قادر على المضي والركض في ملاعب السياسة ورفع اثقال القضية الفلسطينية ورميها على الحبال المطاطية حتى تطير وتطير ويتخلص منها .
في (كل عرس نجد له قرص ورقص) يلبس العمامة ويتحدث عن الشيعة والسنة ويفتي بالطبع بالكره والمزيد من التناحر ، في مصر يصبح – توت عنخ آمون – يتحدث عن مصر الفراعنة ام الحضارة وهبة النيل والدور" المباركي" في حماية الأمن الاسرائيلي ، وفي الاردن يصبح ملكياً حريصاً على مصلحة المملكة ويسبح بمسبحة الشريف حسين ، وفي دول الخليج يتحول الى امير خليجي يخاف ويرتعد ذعراً من ايران الجمهورية الاسلامية التي ستبتلع الخليج وتحوله الى لقمة سائغة تمضغها وتقذفها في وجه الاصدقاء الامريكان الذين يحرصون على حمايتهم .
اطلق" اسحاق رابين " على" بيرس " لقب "الثعبان" والبعض اطلق عليه لقب" الثعلب " لانه يستطيع خداع ومكر اكبر السياسيين بابتسامته المعهودة التي يختبىء خلفها الف قرار مناقض ، والعرب المعتدلون اطلقوا عليه "رجل السلام " رغم انه قام ببناء المفاعل النووي قي ديمونا ونجح عام 53 في الحصول على طائرة" ميراج 3" وكانت نصراً لاسرائيل آنذاك ، ولا ننسى انه من مهندسي التعاون العسكري مع بريطانيا فرنسا عام 56 والذي ادى الى الهجوم على مصر وغيرها وغيرها .
نحن حفظنا دروب وطرق الرئيس "بيرس" الملتوية ، الصاعدة الى العنصرية الهابطة الى التحريض الواصلة الى الترانسفير المقيمة في رفض فكرة الدولة الفلسطينية القوية ، جميعها حفرت فوق جلودنا من باب – اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك اتعجب- هكذا عرفنا خرائط وجهه على مر السنوات ، لكن السنوات لا ترحم وتعيد لنا الوجه دائماً بقناع ومكياج جديد .
لكن ما اسوأ ان يتحول شهر رمضان الى شهر نفاق سياسي مقيت ، جميعنا نتذمر من امطار المسلسلات التي تصل الى حد الفيضان واللهاث خلف البرامج و الفضائيات التي تتبنى شهر رمضان بطريقة تخدع الصائم حتى يصبح اسيراً لها ، واذا فتشت عن مردود الاسر تجد ان الوقت كان سيفاً ذبح الشهر بسكين الندم . لكن لماذا لانتذمر من النفاق "الرمضان السياسي" الذي يدور في اروقة السياسيين .
فبعض هؤلاء السياسيين يتحول هذا الشهر بالنسبة اليهم الى قطعة من الدانتيلا ينفذون منها ويهنئون بعضهم البعض ، قد نصدقهم واحياناً لا نصدقهم لكن نقول هذا برتوكول سياسي دبلوماسي .
اما حين يهنىء نتنياهو وبيرس وبراك الرؤساء العرب ويهنئون ابو مازن والشعب الفلسطيني فانني اشعر ان طنجرة ضغط النفاق قد انفجرت وتناثرت القطع والتصقت على السنة الفلسطينين الذين يرددون ( لا حول ولا قوة الابالله ) لكن الادهى العزائم التي يقوم بها الوزراء الاسرائيليون للمواطنين العرب .
فقضية عزومة المواطنين العرب من الداخل على موائد افطار رمضان قضية محيرة وبائسة ومستفزة ، هذا العام ، في اليوم التي تعرضت فيها قرية العراقيب للهدم للمرة الرابعة وفي اليوم تعرضت فيه مقبرة مأمن الله في مدينة القدس الى التجريف يأتي افطار "المغفرة " او الضحك على الذقون .
ومع ان" لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية " متهمة بالترهل والانسياق وراء مواقف سياسية – احياناً - غير حازمة وعدم وضع الكثير من القضايا الملحة على اجندتها ، الا انها تبقى الاطار الوحيد الذي يمثل الجماهير العربية ونحترم قراراتها لانها نابعة من حرص على وحدة وتحدي للظروف السياسية القاهرة .
لكن رئيس الدولة " شمعون بيرس " حامل جائزة نوبل في السلام "غير المفهوم " سلام الشجعان الذي هو السنة نيران تاكل الاخضر واليابس . يقوم بعزومة الشيوخ ورؤساء البلديات والمجالس العربية على مائدة الافطار في مدينة القدس .
المضحك ان رئيس لجنة المتابعة " محمد زيدان " رفض عزومة رئيس الدولة لاسباب سياسية ، من حصار غزة الى آخر سطر في القهر الفلسطيني ، واعتبر رفضه رفضاً وموقفاً سياسياً عاماً لجميع الرؤساء والشيوخ ورجال الدين ، باعتباره يمثل هؤلاء ،غير ان الذين حضروا الافطار الرمضاني ، او العشاء الابتسامي – فشر ابتسامة الموناليزا الشهيرة – تصدرت وجوههم المبتسمة وسائل الاعلام ، كانها خارجة من الصحون الطائرة ، مندهشة من الجو "البيرسي" من تواضعه كرئيس يستقبلهم و يضحك لهم ، والاقسى انهم هاجموا رئيس لجنة المتابعة كانه اذنب في دعوته للرفض ، واعتبرت جريمة يجب ان يزيلها البعض بتصريحات عنيفة حتى لا تلتصق به .
رحم الله جدتي التي كانت تقول – عند البطون تضيع الذهون – لكن نحن ضيعنا كرامتنا ، واسقطنا رئيس اللجنة التي تمثلنا كجماهير عربية تحيا بين العنصرية والعنصرية في حرج .
قد يقول قائل – من خروب حكايات البطون عنا سدة مليانة - . لكن حتى في شهر رمضان – هاي كثيرة يا عرب 48 .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بيل غيتس- امام موائد الرحمن
- باب الحارة يؤدي الى الكازينو
- الموت في اسرائيل
- في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
- باب توبة العملاء من البلاستيك
- شعوب رهينة لمزاج الحكام
- احسد شاليط
- ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
- واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية
- فضائيات تبث من تحت التنورة
- دهشة ستذهب مع الريح
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن


المزيد.....




- الحكومة اللبنانية تتحرك لنزع سلاح حزب الله... كيف رد الحزب؟ ...
- أمين عام حزب الله يهدد بإطلاق صواريخ على إسرائيل إذا استأنفت ...
- سفير إسرائيلي سابق يدعو ماكرون لفرض عقوبات على تل أبيب
- -يسرائيل هيوم-: إسرائيل عرضت على جونسون خرائط ضم الضفة الغرب ...
- زيارة جونسون إلى -أريئيل-.. تكريس أميركي للاستيطان وتحد لحل ...
- كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشمولية
- تامر شحيبر.. طفل غزي جديد يموت مُجوّعا على ذراعي والدته
- أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفر ...
- طائرات بريطانية تواصل التحليق فوق غزة.. ما الهدف؟
- مسؤولون: ترامب يخطط لتولي إدارة الجهود الإنسانية في غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الثعلب على موائد رمضان