أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - فضائيات تبث من تحت التنورة














المزيد.....

فضائيات تبث من تحت التنورة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان تستقيل خمس مذيعات مرة واحدة لهن الباع الطويل في الحضور والثقافة والكاريزما والإطلالة في فضائية الجزيرة ، تحمل عدة تفسيرات ، وقد قيل أنهن اعترضن على التدخل في طريقة لباسهن من قبل الإدارة التي طلبت منهن الاحتشام ، مع العلم ان لباسهن لم يكن فيه الاغراء والاغواء ولم يلاحظ احدنا ان هناك من تغازل الكاميرا لتستقطب الاعجاب ، بل فرضن حضورهن على المشاهد الذي يستمع الى تحليلاتهن والى قدراتهن على ادارة الحوار الجريء ، وطرح الاسئلة والنقاش الهادىء الواعي دون ان يجذبه ثوب او تسريحة او مكياج .
نعترف ان فضائية " الجزيرة " كانت سباقة في احداث تغير في الصورة النمطية للمرأة ، وقد أبرزت المرأة العربية كمحاورة سياسية تنافس الرجل ، وأتاحت الفرصة أيضاً لتألق المرأة وأطلقت نجمات في المجال الاعلامي ، حتى اصبحت هذه الفضائية مدرسة في دعم المرأة الاعلامية ، لتقلدها بعد ذلك فضائيات عربية اخرى .
على مر قرون عديدة هناك من حشر المرأة في صورة الاغراء والجسد وتناسى حضورها الابداعي في كل المجالات حتى اتت الثورة الاعلامية الفضائية الحديثة ، وبدأت تكشف عن القدرات النسوية وتحدد الوجه النسوي المختلف ، او الوجه الآخر للمرأة الذي هو من يحدد شخصيتها.
كان ارسطو يقول لتلاميذه – تكلم كي اراك – أي ان الكلام هو الذي يحدد هوية الشخص الحقيقية وليس ثيابه .
قد يكون هناك أسباب أخرى للاستقالة ، مثل الغيرة الرجالية من نجاح المرأة ؟ او تقليص مساحة الوجوه النسائية ؟ مهما يكن الأمر فان خروج هذا الكم النسائي مرة واحدة له اسبابه التي لانعرفها ، والتي يجب على فضائية الجزيرة التي تفتخر( بالرأي والرأي الآخر ) ، كشف عن (الحقيقة ) وتسعى دائماً لكشف المستور ان توضح الاسباب حتى لا نبقى في حالة خداع في قناة فضائية تبث من( قطر ) هذه الدولة التي تحيط بها الاسئلة ولكن مجرد وجود فضائية (الجزيرة ) يغفر المشاهد لها هذه الاسئلة والشبهات .

في كل ذلك الوقت الذي تفتح الفضائيات العربية ابوابها على عالم العري المخادع ، المعجون بعمليات التجميل الفاضحة ، وتبث برامجها ليل نهار بأسلوب الترسيخ المهين والمذل للمرأة ، لخلق اجيال تنظر الى المرأة بدونية واستخفاف وخلع المراة عن عرش الثقافة وغرسها في تربة الاغواء ، فتعاملوا مع وجودها ككيس من الحلوى الملونة ، وامسكوا بالانوثة ومرمغوها في الوحل . وعاهدوا الاجيال على البقاء في نثر رسالة الاستخفاف بها .
كيف نصدق ان (الوليد بن طلال ) الملياردير ابن العائلة الحاكمة في السعودية التي لها جيش جرار من رجال هيئة الأمر بالمعروف ، التي تصادر حريات الانسان وخاصة المراة التي تعيش تحت سيطرة فتاوى رجال الدين والعلماء الذين يسوقون التاريخ والدين حسب درجة حرارة القمع والكبت ، هذا الوليد قد حول شبكة قنواته الفضائية " روتانا " الى نهج غنائي افقد الغناء صوابه عبر تسويق واحتكار حناجر واجساد تذكرنا باسواق النخاسة ، ولم يرحم الاجواء الشبابية العربية المحبطة والظروف السياسية التي يجب ان يكون التوجه في هذه الفضائيات مساعداً لرفع قيمة الانسان العربي.
هذه عينة بسيط عن رجل متخم بالمال ومثله الكثيرون من يفتحون فضائيات لا تعالج مشاكل المجتمع بل تزيد من ازماته ولا نجد من يحاسبها بل يكون مرضيا عنها عند القادة والحكومات .
ان اكثر الفضائيات العربية تعيش الان تحت التنورة الانثوية ، والقضايا العربية الملحة الحازمة ، لم يعد لها وجود سوى في نشرات الاخبار وبعض البرامج العابرة ، وان اصغر مطرب له حضور اكبر من قائد سياسي .
الخوف ليس من استقالة (مذيعات الجزيرة ) انهن يستطعن اثبات وجودهن في أي مكان ، لكن الخوف من الجو العام الذي يوجه سهام فشله السياسي والعسكري وتواطئه مع اعدائه نحو المراة ، ذلك الكائن الضعيف الذي يواجه فشل المجتمع وفشل القيادة السياسية باحكام القبضة عليها وانسياقها في طريق الخضوع اكثر واكثر ، حيث تتحول الضحية الى مشروع تنهال عليه القرارات والاهانات ولعنات التخويف والملاحقة والقتل ، لتفريغ عقد البطولات الوهمية، المفقودة في الواقع .
يقال ان عملية قرصنة (اسطول الحرية ) التي قامت بها اسرائيل وما جرى بعدها من نقاش اعلامي ،انقذ فضائية " الجزيرة "من فتح ابواب معركة (الصدق )حول استقالة المذيعات ، لمعرفة الاسباب التي ادت الى تقديم استقالتهن ، اذا كانت الاسباب حول اللباس ، فنحن لن نصدق هذه الفضائية التي لا تتحمل راي مذيعاتها ولم تدافع عنهن ، ان الاشياء الصغيرة تدل على اشياء كبيرة .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دهشة ستذهب مع الريح
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن
- بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى
- امرأه من تمر هندي
- ثمن المطلقة الف دولار والزوجة الثالثة والرابعة خمسة الآف
- على كل عربي ان يحافظ على مؤخرته


المزيد.....




- باريس هيلتون تتألق بفستان حالم يذكّر بأميرات ديزني في القصص ...
- تقرير يكشف -الحقيقة الخفية- لزواج الأطفال..3 فتيات يشاركن مر ...
- لحظة انتشال ناجين من تحت أنقاض مدرسة منهارة في إندونيسيا
- ماو تسي تونغ: قائد -نهضة الصين- أم المسؤول عن فناء الملايين؟ ...
- الحوثيون -يعاقبون- شركات أمريكية ويتبنون مهاجمة سفينة هولندي ...
- إصابات في صفوف باريس سان جرمان قبل لقائه مع برشلونة
- مباشر: في انتظار رد حماس... الجيش الإسرائيلي يغلق آخر ممر مت ...
- الفلبين: مقتل عشرات الأشخاص وانهيار مبان جراء زلزال بقوة 6.9 ...
- الدانمارك تستضيف قمة أوروبية وسط تعزيزات أمنية مشددة
- خطة ترامب لإنهاء الحرب: خديعة سياسية ونصر إسرائيلي مزيف


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - فضائيات تبث من تحت التنورة