أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نتكلم من داخل برميل القمامة














المزيد.....

نتكلم من داخل برميل القمامة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في السعودية زوبعة ليست لها علاقة بالقدس والأقصى والجدار والحصار والاحتلال ، زوبعة كرتونية اخترقت الأجواء معلنة ان يرميل القمامة يمثل اهانة ويجب معاقبة المسؤولين .
الحكاية تدور حول مجموعة من الشباب ارادت ان تقوم بصنع فلم كرتوني ينتقد جهاز أعضاء هيئة الأمر بالمعروف – الشرطة الاخلاقية - يلاحقون الذين يختلطون ، من رجال ونساء ، وبطل الفلم الكرتوني احد افراد هيئة الأمر بالمعروف يطلق عليه -ابو مالك- يختبىء في برميل قمامة ليراقب الرجال والنساء ، بينما هو في مهمة المراقبة يرى امرأة تقف تحت شجرة نخيل في انتظار سيارة فيتصل بالهيئة لتأتي مسرعة وتعتقل المرأة لأنها تقف تحت شجرة نخيل ذكر ، الى هنا قد تكون القصة عادية ، لولا برميل القمامة الذي فجر العاصفة ، - مع ان برميل القمامة اصبح في نظر الفقراء سوبرماركت الجوع - .
الأحتجاج على برميل القمامة نوعاً من التغاضي عن برميل القمامة الكبير الذي نحيا فيه ، حيث تحول المواطن العربي الى اسير في برميل من الصفيح الخانق تنهال عليه القاذورات السياسية من فساد ودسائس وتطبيع وتنازل وفقر وبطالة ، بالإضافة الى مواقف ملوك ورؤساء ومشايخ وحكومات تحشر المواطن وتحوله الى شيء بدون قيمة . الى قمامة في قاموسها اللآمبالي ، لو انها لا تعتبرالمواطن قمامة لما تمادت في سحقها له وعصره في معصرتها حتى لايرفع راسه ويدفن تطلعاته وانسانيته .
ان برميل القمامة الذي اثار المشاعر المتعالية للزمرة الحاكمة في السعودية لم يحاول الدفاع عن نفسه ، ترك الهجوم عليه يتمادى في ظل لغة الأستهجان التي بدت متكبرة وواثقة من جبروتها .
ان الدولة التي يجرح مشاعرها برميل قمامة ولا يجرحها أنين الجوعى والمحاصرين والظلم الواقع على اهالي قطاع غزة ، لايجرحها هدم البيوت العربية في مدينة القدس التي تمثل حجر الزاوية في الدين الاسلامي ، اين نضعها على الخارطة اذن ؟؟



علّي الكوفيه ولولح فيها

يبكون على الكوفية الفلسطينية ويتهمون دور الأزياء الاسرائيلية والعالمية التي تسرقها وتعمل منها ميداناً للالوان لتضيع الهوية وتصبح ممزقة بين عالم فوضوي يسعى للتجارة والربح وعالم يخطط لمسح الذاكرة ويسرقون ايضا الفستان الفلسطيني الذي يواجه التحدي ويحاول التشبث بأصابع الذين يحرصون على التمسك برائحة التراب الباقي فينا ، وعندما يضيع الوطن يصبح كل شيء مباح حتى تزوير التاريخ واللباس والطعام والجغرافيا والكلام والهواء .
نعترف بمرارة وقسوة ان الذاكرة الفلسطينية في حالة رهان دائم بين النسيان والتذكر ، رغم مرور السنوات هناك من يحمي ويحرس الذاكرة وهناك من يمسك الغربال ويسقط عن قصد حتى تصبح الذاكرة ساحة للسباق وينتصر المحتل والغازي .
(حملة للدفاع عن الكوفية الفلسطينية والدبكة الشعبية ) اطلقها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والطيب عبد الرحيم ، عبر مناطيد تحمل كوفية تبلغ مساحتها 225 مترا ، ، حملة ينتصر فيها الهواء الذي يطيرها الى اعلى ، ولكن على الارض تبقى المعاني الحاسمة، هل مشكلتنا مع سرقة (الكوفية والدبكة ) فنحن لم نتخل عن الكوفية وفي المناسبات الوطنية تعود على الأكتاف مشرقة ، نابضة بالتوهج ، والدبكة تحولت الى تقليد تراثي ووطني بدون زيادة ولا نقصان ولا مساومة وابتزاز و(علي الكوفية وعلي ولولح فيها) نهز ونرقص وندوخ وننط ونحن نمسك في ازيز موسيقاها .
هل رئيس الوزراء اختصر المعاناة والوجع الفلسطيني في كوفية ودبكة ؟؟ وماهي الرسالة الوطنية التي يريد ارسالها للمواطن الذي يعاني يومياً من البطالة والحواجز ومصادرة الاراضي والمياه وهدم البيوت والسجون التي تغص بالابناء والآباء .
كيف يريد حمايتها وهو يصادر اسلحة المقاومين من ابناء الشعب الفلسطيني ، يُقتلون داخل الزنازين والسجون ؟! كيف يريد حمايتها والمدن والقرى الفلسطينية تعاني من الحواجز الإسرائيلية ومن رجال الأمن الفلسطينيين الذين ينتشرون فوق الأرصفة وفي الشوارع والأزقة مدججين بالسلاح كأنهم داخل ثكنات عسكرية ، من يتأملهم يصاب بالدهشة من الأحزمة والصدارات التي تحمل قنابل ورصاص ، ويتساءل المرء لماذا كل هذا داخل المدن الفلسطينية ، هل لترهيب وإخافة المواطن ؟ ما دام هؤلاء الجنود لا يدافعون ولا يستطيعون مساعدة المواطن خارج الحاجز فلماذا هذه الكثافة من الجنود ورجال الأمن ؟؟
إن المواطن الفلسطيني يريد مواقف سياسية تضمن له الكرامة والحق والعدل ، وهذه الكرنفالات البراقة من – اكبر صحن مسخن إلى كبر سدر كنافة إلى اكبر كوفية – قد تليق بشعوب مرتاحة وفي حالات الاسترخاء الوطني .
الكوفية والدبكة في خير ما دام الشعب في حالة مقاومة ودفاع عن وجوده ، لكن ما دام الاحتلال قائماً وهناك من يتعاون معه ويشاركه في تغذية احتلاله ، وهناك من يعتقد ان الدفاع عنهما يكون عبر إطلاق المناطيد و(الرقص بعيداً عن الذئاب) ، هو واهم وينشر ثقافة الوهم والتخدير .
كنا نتمنى أن يتبرع فياض بالكوفية (225 متر ) لعمل خيام لبعض العائلات في غزة بعد أن تمزقت خيامها نتيجة الأمطار ، بدلاً من الطيران في الهواء . كما هي المفاوضات التي تحولت إلى وعودات تطير في الفضاء السياسي .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن
- بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى
- امرأه من تمر هندي
- ثمن المطلقة الف دولار والزوجة الثالثة والرابعة خمسة الآف
- على كل عربي ان يحافظ على مؤخرته


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نتكلم من داخل برميل القمامة