أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - باب توبة العملاء من البلاستيك














المزيد.....

باب توبة العملاء من البلاستيك


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من 8 ايار وحتى 10 تموز 2010 مساحة زمنية تكفي لسفر او تسلق جبال او قراءة رواية او الدخول في قصة حب وتتويجها بالزواج ، لكن هذه الفترة الزمنية بالنسبة للعميل المنقوع في العمالة عبارة عن جسر ملتهب المشي عليه اعتراف وذل ومهانة وكشف قناع .
الحكومة المقالة في قطاع غزة فتحت باب التوبة للعملاء الذين يتعاملون مع اسرائيل ، وحددت المدة الزمنية حتى لا يقول احدهم انني لم اسمع مثل هذه التوبة وبقي في حالة من الجاسوسية المربحة له والمؤلمة لشعبه ، لكن حتماً سيصطادونه يوماً .
وقد اعلنت الحكومة في قطاع غزة ان التوبة الحضن المتفهم الذي سيستقبل هؤلاء العملاء الذين تعاملوا مع العدو الاسرائيلي وامدوه بالمعلومات السرية والتي ادت الى القتل والاغتيال والتدمير والملاحقة والمطاردة .
وجوه العملاء تزحف وامام باب التوبة كان الركوع والاعتراف ، والقصص المثيرة الموجعة ، اعترافات مخيفة في زمن صلبوا فيه الفلسطيني ولم يبق احد الا ودق مسماره في الجسد المثخن .
حتى اليوم لم تكشف وسائل الاعلام القادمة من غزة عن اعداد العملاء الذين اعترفوا وندموا وبكوا على الاخطاء الفظيعة التي ارتكبوها ، لكن في هذا الجو الدامي والمحاصر والفقر الملعون نغرق نحن كفلسطينيين في الخجل ، فحين نسمع ونرى ان هناك من يهبط الى حضيض العمالة ويوزع رؤوس اخوانه وجيرانه واصدقائه وبؤسهم وتعبهم على اعدائهم كي يصنعوا من انتظارهم كرة قدم تطير مع الشظايا التي تلتصق بقايا لحومهم في تصويبها المخيف .
ان الجاسوس او العميل هو الشخص الذي يعمل في الخفاء او تحت شعار كاذب ليحصل على معلومات بهدف ايصالها للعدو ، قد تكون معلومات عسكرية او اجتماعية واو اقتصادية .. الخ لكن حتماً يكون عمل العميل او الجاسوس منافياً للاخلاق والسلوكيات والادهى حين يكون الجاسوس والعميل من ابناء الشعب ويقوم ببيع شعبه للاعداء مقابل مبالغ مادية تصب في النهاية في خانة الاحتقار ، اما حين يكون الجاسوس من ابناءالشعب ويعمل ويخاطر بحياته في دولة اخرى من اجل شعبه فيصبح بطلاً وحامياً الوطن ، معادله تاريخية انسانية تفرض التأمل .
في ادب الجاسوسية مئات القصص والحكايات المذهلة والاسماء التي برزت واصبحت من ابطال الدهاء والتخفي وقوة الشخصية وقد تحول ادب الجاسوسية في الفترة الاخيرة الى ادب الكرامة والتفوق والانتصار وتحولت حياة بعض الجواسيس الى افلام ومسلسلات تشبع غريزة الشعوب خاصة المحبطة ، والحروب التي تندلع غدت حروب المعلومات والجواسيس ، والدولة المتفوقة تلك التي تملك القدرات على اختراق اكثر الدول صلابة واغلاقاً ومعرفة التفاصيل الصغيرة حتى وصل الامر الى العري ، فقد اعلن احد الوزراء في لبنان بعد انكشاف امر الجاسوس (شربل قزي) الذي كان يعمل بشركة الاتصالات و سلم اسرائيل ارقام هواتف الزعامات اللبنانية وغيرهم من ابناء الشعب وكانت اسرائيل تقوم بالتنصت على المكالمات فقد قال هذا الوزير – ان الاسرائيليين كانوا يعرفون الوان الملابس الداخلية التي نرتديها ويعرفون الطعام الذي ناكله -
ولا ننسى ان النساء كن الركن الاساسي في تمرير الجاسوسية التي قامت على اسس المال والنساء على صعيد العالمي – المرأة العربية دخلت مجال الجاسوسية واشهرهن هبة سليم وامينة المفتي - ، لكن حين نسمع ان المرأة في قطاع غزة لها دور ايضاً في الجاسوسية وان هناك العشرات اعترفن وابدين الندم نصاب بالذهول ، لأننا مازلنا نعيش في براءة المفهوم العام للمرأة المشردة صاحبة القضية العادلة .
عالم الجاسوسية والعمالة تغير واصبح له عشرات الصور ولم يعد الجاسوس الذي يراقب خلف الحيطان ويقتنص المعلومات من هنا وهناك او الرجل اللطيف الناعم الذي يرى ما لايراه الانسان العادي كما هو في الافلام ، الجاسوسية العالمية تدخل بصورة صحفي او متطوع او جمعيات خيرية او سفراء وقناصل او مؤسسات دولية ، اليوم يوجد التجسس الالكتروني واختراق اجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية والاقمار الاصطناعية – احد المتعاونين في غزة اعترف انه يملك جهازا له علاقة بالأقمار الاصطناعية حيث يرسل ذبذبات تحذر الطائرات من قصف بيته او المكان الموجود فيه ، اما الطائرات فلتقصف حارته او يقتل جيرانه واطفالهم .
لأول مرة في التاريخ يفتح باب التوبة للعملاء ، قد يكون هناك عفو او مقايضة مع جواسيس آخرين ، او عمليات تبادل مع مساجين ، اما فتح ابواب التوبة فهذه عملية مراهنة على مدى صدق التائب والخارج من مستنقع الجاسوسية ؟ وهل فعلاً سيتوب ويبتعد ام التوبة مجرد حالة نسيان مؤقتة ثم ترجع العمالة الى عهدها ؟؟
واذا كانت الحكومة في غزة فتحت ابواب التوبة فلماذا لاتفتح السلطة الوطنية الفلسطينية ابواب التوبة للعملاء في الضفة الغربية ؟؟ لان هذا الموضوع تحول الى كوابيس يعيشه الشعب الفلسطيني ولن نعرف حجم سوس العمالة الذي ينخر في خشب الصمود الا بعد سنوات طويلة ، فقط عندما تقوم اجهزة المخابرات الاسرائيلية بفتح الصفحات ، وهي دائماً جادة في نزع بعض الصفحات وبعثرتها امامنا كي نرى انفسنا في مرآة وجودنا .
على الحكومة المقالة في غزة ان لا تكتفي باعلان التوبة بل عليها المراقبة لان ابواب هؤلاء من البلاستيك الذي ينثني ويطعج ويمزق ويخترق ، والمخابرات الاسرائلية قادرة على تذويب البلاستيك واعادة صياغته من جديد على شكل حنفية معلومات حتى لوكانت هذه الحنفية مكسورة ... المهم بتنقط



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب رهينة لمزاج الحكام
- احسد شاليط
- ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
- واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية
- فضائيات تبث من تحت التنورة
- دهشة ستذهب مع الريح
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن
- بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى
- امرأه من تمر هندي


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - باب توبة العملاء من البلاستيك