أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - باب الحارة يؤدي الى الكازينو














المزيد.....

باب الحارة يؤدي الى الكازينو


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك ان المسلسل السوري ( باب الحارة ) من المسلسلات التي اخترقت المحيط الدرامي العادي ، وحولته الى قطعة من النسيج اليومي الذي يتمتع بخيوط الكرامة والشهامة والعادات الانسانية المفقودة والنبرة الرجولية الذكورية التي اختفت واصبحت جزءا من كلاسيكيات الماضي .
وللمرة الخامسة على التوالي يعود هذا المسلسل ليكمل حكاية الحارة والباب المغلق الصامد بوجه الاعداء ، ويلف ويدور حول التفاصيل العائلية الصغيرة التي احياناً تدخل في اطار الملل والتكرار الجاف ، ولكن الجو العام يبقى فيه نبض المقاومة الشعبية وكيفية الاحتفاظ بيقظة الحذر والانتباه والحرص على عدم اعطاء العدو فرصة للتسلل وانتهاك حرمة الحارة ، وقد وجد الجمهور العربي في هذه المفردات طيناً لسد الثغرات المفتوحة التي يسيل منها الضعف العربي .
من خانة الفن المزين بالحوار الرجولي والعناوين المزركشة بحركات القبضيات التي تفرض منطق القوة المطعمة بالمبالغة ، والديكورالمتواضع والذي لم يتغير طوال الخمس سنوات- بعكس الممثلين - والذي يشير الى زمن الانتداب ، الى واقع يعيش في حالة اشتهاء الى قبضاي ينتشل البؤس العربي من الوحل الذي لا يعرف مدى عمقه .
لو اسقطنا مفهوم ( باب الحارة )على ابواب الدول العربية المشرعة للقادة والزعماء اليهود لذهلنا من هذا الاسقاط الذي يسخر ويستفز ، ويثير في النفوس حسرة من تكسر الابواب وغياب عزيمة التصدي ورمي الاقفال في مجرى النسيان ، وتوصلنا الى نتيجة ان الدراما العربية لا تسير حسب بوصلة ومشاعر المواطن العربي بل هي بوصلة للتخدير والتنويم ، وايضاً تساعد الانظمة في اغراق شعوبها في الثرثرة الفارغة ، والاتكاء على تاريخ تحول الى مصيدة للعواطف وليس لزرع المواقف المؤثرة والمحفزة .
الفضائيات العربية تعلن وتكرر بين كل لحظة ولحظة ان (باب الحارة )عاد وان شهر رمضان لا يكتمل الا اذا انحشرنا بين دفتي الباب واستنشقنا رائحة المقاومة الفنية التي يزهو بها احد ابطال المسلسل عبر الأعلان اليومي – حارة الضبع فيها رجال - .
في الوقت التي يراقب ويفرح الجمهور العربي بعودة ابو عصام – عباس النوري – والعقيد ابو شهاب- سامر المصري - يناور في تصريحاته ويعلن انه لن يشترك في المسلسل لأن المخرج يفرض عليه اشياء لا يقتنع بها . ومع ان المقارنة بين ابطال الفن وابطال السياسة عبثية ، ولكن لان الواقع المعاش اصبح خليطا ويؤثر على الاجيال القادمة وعلى مدى الصمود.
وليس من المستبعد اذا قمنا بدراسة اجتماعية بين افراد الشعب الفلسطيني عن اهمية العودة الى المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وبين عودة (ابو عصام) الى باب الحارة قد ترجح كفة (ابو عصام ) على كفة (ابو مازن ) .
تعودالقيادة الفلسطينية الى مسلسل ( باب المفاوضات ) تعود باجوائه المهينة والمذله ، و طواقم الكومبارس العربي والفلسطيني، يدفعون الباب لكي يفتح مرة اخرى على الكلام واللقاءات التي لا تثمر غير التنازل والمشاهد الفلسطيني قد سئم من ترهلها والدوران في متاهاتها اللفظية .
هذا الاجماع العربي على دفع الباب وجعل الفلسطينين مجرد براغي تشد الاقنعة التي تغطي وجوههم الجافة من شدة - اليباس التنازلي- لكي يرضى الجالس في البيت الابيض وغيره .
الفنان السياسي صائب عريقات يدعو نتنياهو ( فتح الباب ) وهو يعرف ماذا ينتظرة وراء الباب - قالوا المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين - فكم سيلدغ الفلسطينيون ؟؟ ! والى متى ستبقى القيادة الفلسطينية في هذا الوضع المستسلم ؟؟؟
ويحضرني هنا انه خلال زيارة لجزيرة رودوس ، و(رودوس لها ذكريات اليمه ، فهناك وقعت اتفاقية بين الاردن واسرائيل حيث قامت اسرائيل بضم منطقة المثلث عام 1949 وقد جاءت هذه الاتفاقية بعد اتفاقيات وقف اطلاق النار في اعقاب حرب 48 ) .
قمت بزيارة المبنى الذي وقعت فيه هذه الاتفاقية التي دخلت التاريخ من اوسع ابواب التنازل المرضي عنه ، لكن اكتشفت ان المبنى قد تحول الى كازينو للقمار .
بعد سنوات طويلة من المعاناة الفلسطينية ، في الشتات واللجوء والترحيل والهدم والصمود المتعب ، هل سنجد امامنا كازينوهات تقامر بمصيرنا ؟ هل باب المفاوضات سيوصلنا الى ابواب الكازينو العربي ؟؟ ام سيلقون بنا خارجه بحجة اننا كنا فاقدي الوعي لأننا سنتمسك بباقي الكرامة ؟؟ !



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت في اسرائيل
- في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
- باب توبة العملاء من البلاستيك
- شعوب رهينة لمزاج الحكام
- احسد شاليط
- ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
- واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية
- فضائيات تبث من تحت التنورة
- دهشة ستذهب مع الريح
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن
- بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا


المزيد.....




- الحكومة اللبنانية تتحرك لنزع سلاح حزب الله... كيف رد الحزب؟ ...
- أمين عام حزب الله يهدد بإطلاق صواريخ على إسرائيل إذا استأنفت ...
- سفير إسرائيلي سابق يدعو ماكرون لفرض عقوبات على تل أبيب
- -يسرائيل هيوم-: إسرائيل عرضت على جونسون خرائط ضم الضفة الغرب ...
- زيارة جونسون إلى -أريئيل-.. تكريس أميركي للاستيطان وتحد لحل ...
- كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشمولية
- تامر شحيبر.. طفل غزي جديد يموت مُجوّعا على ذراعي والدته
- أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفر ...
- طائرات بريطانية تواصل التحليق فوق غزة.. ما الهدف؟
- مسؤولون: ترامب يخطط لتولي إدارة الجهود الإنسانية في غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - باب الحارة يؤدي الى الكازينو