أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في زمن الشعير نلجأ الى الحمير














المزيد.....

في زمن الشعير نلجأ الى الحمير


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
شوقية عروق منصور

الكاتب" توفيق الحكيم"من أوائل الكتاب العرب الذين جعلوا من الحمار قيمة فكرية وأدبية وحولوه الى جسر لنقل الأفكار وايصالها للأنسان وأيضاً وسيلة للهروب من الرقابة ، وعلاقة الكاتب توفيق الحكيم بالحمار علاقة قلمية نابضة بكل المشاعر المشتركة بين الانسان والحيوان ، حتى اصبح الحمار مقروناً بمسيرة الحكيم الأدبية ، وقد تباهى الحكيم بتلك العلاقة التي فضلها على الصديق مطلقاً عنوان ( حماري قال لي) على كتابه الفلسفي الذي صدر عام 1938 .
وحمار الحكيم يملك حرية الكلام والقدرة على النقاش ، في الكتاب اظهر"الحكيم "الجانب الخفي للحمار مثل الذكاء والاحساس وبذلك فند ما كتب عنه على مر التاريخ حيث الحمار صورة للغباء وعدم الاحساس والخضوع التام والاستسلام دون تذمر وثورة .
هناك ادباء آخرون مثل الكاتب التركي "عزيز نسين" الذي الف عدة كتب عن الحمار واشهرها ( اه منا نحن معشر الحمير ) و (الحمار الميت لايخاف الذئب ) وايضاً وضع عزيز نسين الحمار في مرتبة المفكر والقوي وصاحب المقالب الذي يخدع الانسان .
وجاء في التوارة ان شمشمون الجبار قال ( بفك حمار كومه كومتين ، بفك حمار قتلت الف رجل ) أي قتل شمشون الف مقاتل بفك حمار !! وفي رسالة بطرس الثانية ( ان الحمار الابكم نطق بصوت بشري ) أي الحمار قادر على النطق .
هذا الحيوان المتعب الشقي( ابو صابر ) صاحب المعاناة على مر الوجود البشري ، ارتفع شأنه في امريكا عندما اصبح الشعار المميز للحزب الديمقراطي ، وفي مواسم الانتخابات تكون صور الحمار فوق رؤوس المرشحين والجماهير تحملها دون ان تتسلل ابتسامات الاستخفاف والاستغراب .
وفي ادبنا العربي الكثير من صور الحمير من كتاب ( رجوع الشيخ الى صباه ) الى( الف ليلية وليلة ) الى الهجاء المصنوع من المعايرة واشهرها – وابيك خلف اتانه يتقمل – من عجز بيت الشعر الذي هجا فيه الفرزدق جريراً .
هذه الأفكار روادتني عندما قرات عن الحزب الذي اقيم في كردستان العراق ويستقطب العديد من الشباب ، كان هناك انتقاماً من الوضع السياسي الدامي واستهتاراً بوجوه السياسين ،تحت اسم حزب (الحمير ).
وقد (اقيم سابقاً مثل هذا الحزب في فرنسا وموجود الآن في سوريا وفي لبنان )، ولكن الحزب في العراق من يشترط على المنتسب ان يحمل الرتب الحزبية الاولى (حمار) ثم (اتان) ثم (جحش) و(الرفسة ) من أجل الدخول والآنضمام اليه .
قد نضحك ونملىء الدنيا ضجيجاً من هذا العبث الساخر والموغل في الضحك الحزين ، لكن اليس وصولنا الى اقامة حزب" الحمير" نتيجة الياس من الاوضاع السياسية التي سئم منها المواطن العربي الذي يجد نفسه يوماً بعد يوم بين فكي الكماشة –انظمة قمع وفقر وزنازين - وحكومات تتاجر بكل شيء من القضايا الانسانية الى العسكرية الى الاقتصادية . دون ان تتاجر بالكرامة .
ان اللجوء للحيوانات طريقة قديمة لبث الشكاوى والعجز ومازال في هذا العصر من يفضل كلابه وطيوره وباقي حيواناته على مجتمعه وهذا مسالة فيها نظرة فلسفية اجتماعية لم يحلها علماء الاجتماع على مر التاريخ .
غير ان اقامة حزب خال من المعنى البشري واعلان الحمير تيجاناً على رؤوس البشر فهذه قمة الهروب وعلى الانظمة الانتباه وعدم الاختباء في زوايا الكراسي والضحك على هؤلاء ، بل يجب دراسة هذا الحزب لانه عندما يكون الحمار هو الشعار معناه ان هناك من ينافس الزعيم والقائد انه الحمار واذا وصل الامر الى الحمير وليس الاسود والخيول ! فماذا بقي للحاكم في عيون شعبه ؟؟.
تعلمنا في التاريخ ان سد مارب العظيم انهار بسبب فارة صغيرة كانت تقرض في السد ، وقد تنهار انظمة سياسية بفضل (حمار ).
وفي زمن الشعير السياسي ، وحصاد الشعير "المحبط" ماذا تتوقعون غيراللجوء الى الحمير ؟؟



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب توبة العملاء من البلاستيك
- شعوب رهينة لمزاج الحكام
- احسد شاليط
- ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
- واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية
- فضائيات تبث من تحت التنورة
- دهشة ستذهب مع الريح
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن
- بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في زمن الشعير نلجأ الى الحمير