أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية














المزيد.....

العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية – شوقية عروق منصور

في نهاية كل سنة يحاول البشر حمل المخزون الشخصي والعام واعطاء ذلك الخليط لون الفرح والاخضرار وزرع التفاؤل في الغد ، منهم من يبحر في التفاصيل الشخصية التي تعشش في خلايا ذاكرته ويدور في دائرة الذات حتى الجلد والتأنيب او يصل الى حافة اللآمبالاة ولا يحاول اصلاح نفسه،

وتكر السنوات مدموغة بذات الصورة التي تحمل البصمة المألوفة ، ومنهم من يخرج من العباءة الشخصية ويمسك الميزان ويبدأ بوزن تصرفات قادة دولته ويحاول قراءة مستقبل سياسة الدولة التي يعيش فيها وهذا النوع من البشر يشكل الصيغة الحضارية لوجود الانسان على الأرض وتكون احتفالاته عبارة عن تظاهرات قلقة اكثر مما هي احتفالات فوضوية تبتهج برعونة الأضواء والأغنيات والصرخات .
جميع شعوب الأرض تحتفل بنهاية العام ، ووسائل الأعلام تقذف الصور وتجرد احداث السنة الماضية بالارقام والوجوه واللقاءات ، ويكون للمواطن العربي حصة الأسد من صور التعاسة والأنحناء والقهر والدم .
احياناً نتساءل بحسرة موجعة ، هل قدر المواطن العربي ان يبقى في حالات الذل والهوان ؟؟ وسنة بعد سنة تكبر مصائبه وتتسع جروحه وتترهل ثقته بالمسؤولين والقادة وتتقزم احلامه حتى تصبح ( بكيني ) بعد ان كانت قماشاً وطنياً ثورياً يغطي مساحة الوطن .
اصبح النظر الى الوراء الرياضة المفضلة للمواطن العربي الذي وجد في تاريخه منفذاً للهروب من الواقع المحبط المتكىء على الأنكسارات والتنازلات حتى وصلت الى حد الخجل والهروب ، ولعنة النظر الى الوراء محفوفة عبر الأساطير والخيال بخطر الضياع والتجمد ، ممكن ان يتحول الناظر الى الخلف الى عامود من الملح كما حصل مع زوجة النبي لوط اويصاب بظاهرة ( الماضلوجيا ) او يتحول الى عنكبوت يبني خيوطه فوق البقايا والأثار ويتمتع بغطاء الخيوط الواهية .
نهاية السنة نحمل (العار الأبيض ) العار اسود قاتم ، خاصة عندما تمضي الأيام وترحل السنوات ويبقى العار راقصاً مزهواً فوق الجثث وارقام الشهداء والدمار والسجون والفقر وابتسامات الحكام الذين قاموا بعمليات قيصرية نزعوا فيها انفسهم من ارحام ثوراتهم ولجأوا الى ارحام مستأجرة، في عمليات (فندقة) تاريخيه لم تنجب سوى قادة يجرون وراءهم سلاسل المهانة ، وسنة بعد سنة تزداد حلقات المذلة ، ولا احد يجرؤ ويأخذ بالثأر ، اعترف “نحن العرب” دخلنا في نسيج العار وتغلغلنا في خيوطه حتى اصبح بالنسبة لنا قمة الألوان اللون الأبيض المندفع نحو الغرق ورفع رايات الأستسلام .
فتح رزنامة السنة الماضية وقراءة احداثها ليست بحاجة الى شجاعة بقدر ماهي بحاجة الى صبر ودموع محبوسة ستفيض حتى تغطي الكرة الأرضية والرزنامة الجديدة ستكون ابنة القديمة ما لم تنتفض الحواشي والمربعات التي تحضن الأيام والشهور ويسجل في عمق ذاكرتها التغير .
من العراق الى فلسطين الى اليمن الى لبنان الى سوريا الى دول الخليج الى السعودية .. الخ لن نضحك على عبارة ( من المحيط الثائر الى الخليج النائم ) لأن المحيط والخليج والصحراء العربية جميعها في قافلة الجمال الأمريكية بصحبة(حادي العيس) الصهيوني .
السنة التي مضت اصبحنا (كفلسطينين ) نعرفها حق المعرفة و نعرف حصارها ولهاثها خلف عظامنا التي طحنت وهي تنتظر من يحمل طحينها الى مخازن الشرف ويعجنها في معاجن العز ويخبزها في مخابز التقدير ، لكن حولوا العظام الفلسطينية في ( حكاية الفولاذ المصبوب في زمن الفسفور المسكوب ) الى فولاذ يحاصر الحصار ويشد البراغي الأسرائيلة بأيدي عمالة مصرية مئة بالمئة ، والسنة الجديدة ستكون شاهدة عيان على اشياء كثيرة ، لكنها جميعاً توضع في كيس الهم العربي الذي يحمل ثقله المواطن .
هذه السنة وصل موضوع الأحتباس الحراري الى درجة الخوف والرعب العالمي ولكن اتمنى ان يتغير مناخ بلادنا العربية ونصاب بالاحتباس الحراري ( ليس فقط احتباس الكرامة ) لعل جليد الأمة العربية يذوب وتتغير جغرافية الأنظمة الحاكمة التي عجزت سلالم (ريختر) والمراصد التي تتنبأ بالتغيرات الجوية عن معرفة متى سقوطها وانزلاقها وتسونامي شعوبها وبراكين شبابها وزلازل نسائها .
(العار الأبيض )هو ما نملكه الآن ومسافات صلة الدم والقرابة تقلصت ، اصبح ويكليكس قريبنا ، من عائلة الكشف التي نتمنى ان تزداد فروعها ، الذي يكشف عار القادة وغيرهم .

احرار العالم اليوم اقرب الينا من شيوخ لا يملكون الا شهادات التواطؤ مع حكامهم ضد الشعوب ولم تعد كلمة حق في سلطان جائر في قواميسهم .
المصيبة الأكبر اننا امة تحتفل وتتسابق على احتلال القاعات والساحات لكي تفرح لقدوم السنة الجديدة مع العلم انها امتداد للسنة الماضية ، الفرح الحقيقي عندما نمزق (روزنامة ) العار .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف
- قانون الجرافات فوق المواطن
- الثعلب على موائد رمضان
- -بيل غيتس- امام موائد الرحمن
- باب الحارة يؤدي الى الكازينو
- الموت في اسرائيل
- في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
- باب توبة العملاء من البلاستيك
- شعوب رهينة لمزاج الحكام


المزيد.....




- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية