أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم














المزيد.....

ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم اشعر يوماً بوزن وقيمة وأهمية ونبض كلمة "ميدان " رغم انني ولدت في "حي الميدان" في مدينة الناصرة ، لكن الكلمة كانت تمر بدون انتباه ولا تشير الى موسيقى قد تسيل من بين الحروف ، حتى جاءت ثورة "ميدان التحرير" وأصبح لهذه الكلمة قوة السلاح السري ، قوة الشعب الذي طرق أبواب الحرية وكسر جرار الخوف التي امتلأت بالفساد السياسي والاجتماعي ، وتغييب وتهميش الشعب المصري الذي حطم تلك الجرار فوق رؤوس النظام ورجاله .
بعد هدوء الثورة ورجوع الثائرين الى منازلهم لن يخلو الميدان ، سيتحول الى مكان نابض بذكريات شعب علم مبادىء أبجدية الانفجار ، وسيضاف الى قوائم الأماكن السياحية ، وسيظهر في الأسواق الثقافية أدباً جديداً ولغة جديدة في الأدب الشعبي العربي ، في الأدب المقاوم ، عدا عن لغة انتصار الشعب ، ستكتب الحكايات والقصص والقصائد والأغاني والشعارات التي تفجرت على ارض الميدان ، تلك العفوية والحرارة والدفء الإنساني في الكتابة ، جمعت المشاعر في حزم من الضوء ونثرتها على الملأ الذي آمن ان قوة الإرادة والتصميم جزء من كرامة الشعوب .
الحكايات والأغاني والشعارات والنكات والرسومات لن تدخل موسوعة (غينس) كأكبر ميدان يتحدى ، وأكبر ميدان لم ينم وتغمض عيونه ، وأكبر ميدان يملك ارادة القرار ، وأكبر ميدان يغلي بالكره و يفرض العقاب على الرئيس الذي الصقوا على مؤخرته طابع بريد مستعجل يدعى (ارحل) و(يسقط ) .
حكايات الفساد التي حاولت تغطية عورتها عبر القناصة والتهديدات والجمال والخيول والسيوف ، لكن سرعان ما انهار هرم الفساد حجراً حجراً حتى تكومت الحجارة في الميدان وفي كل شوارع مصر .
لقد كشف "ميدان التحرير" عن ثقافة ووعي الشباب وقدرته على بلورة الرؤية السياسية أكثر من الكبار أصحاب التنظيرات والفلسفات السياسة ، وتحويل تلك الرؤية الى أغنية وقصة ورقصة وشعار، يرمي الواقع في مصيدة السخرية المحشوة بالألم والصبر الذي نفذ .
استطاع الميدان ان يمحو التزييف وفكرة التوريث ، ويعلم المصريين ان مسألة التوريث كانت على حافة جثة الوالد ، رغم ان الوالد مبارك انكرها في خطابه الأخير ، الا انها كانت سارية المفعول في الأروقة السياسية المصرية ، وقيل الكثير عن التوريث و(دم جمال الجديد على السلطة العجوزة ) واشهر النكات التي قيلت عن التوريث ( مبارك استشار المفتي كي يشرع توريث ابنه للحكم ، فأجابة المفتي :
بان ذلك لا يجوز طبقاً للشريعة ، فغضب مبارك وأراد ان يعرف نص الشريعة فقال المفتي النص واضح في القرآن ان لا ينكح الابن من نكحهم أبوه ) ..!
في ميدان التحرير سطرت ثقافة الصوت العالي دون خوف وثقافة المواجهة ، وازالة اباطرة العنجهية المباركية وشلل رجال الأعمال التي يكشف عن فسادها يوماً بعد يوم ، ويختصر الشباب الرافض والتحرك الحديدي للجماهير الشاب " وائل غنيم " في دموعه التي ذرفها على الشهداء امام الملايين وعلى شاشة قناة دريم 2 في لقاء حصري مع الاعلامية منى الشاذلي .
وائل غنيم شاب مصري ، خبير تسويق مواقع الكترونية عربية ، أنشأ صفحة على الفيسبوك تحت عنوان ( كلنا خالد سعيد ) الشاب الذي قتل بأيدي الشرطة المصرية وأثناء التحقيق معه بدون ذنب قبل أشهر ، وائل استطاع عبر هذه الصفحة إثارة الرأي العام ويقال ان صفحته كان لها دورً في غليان الشعب وثورته .
وائل غنيم تم اختطافه وحبسه ثاني أيام الثورة وبقي مفقوداً عشرة أيام ثم أفرج عنه من قبل وزير الداخلية الذي وجد ان اخفاء وائل غنيم سيزيد من نقمة المتظاهرين .
في لقاء وائل غنيم مع المذيعة منى الشاذلي في برنامجها ( العاشرة مساءاً ) بكى على الشهداء وأوضح للمذيعة انه لا يريد الا الحرية لشعبه ، ان ظروفه المادية جيدة ويملك البيت والسيارة لكن ظروف الشعب يجب ان تتغير وقال : "احنا حنحارب حتى تتحقق الكرامة للشعب " وبكى من شدة الظلم والقهر ، ثم قام وانسحب من المقابلة امام دهشة المشاهدين وتعاطفهم .
سيتسلق المطربين والمطربات ايضاً "ميدان التحرير" ويتحول الى سلم موسيقى يغنون له ، بعدما شتم اكثرهم المتظاهرين . هذا الميدان سيظهر الخيط الابيض من الخيط الأسود .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج مبارك من مصر باطل
- الجزيرة وصحن البصل
- تمثال الحرية عربة خضار
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف
- قانون الجرافات فوق المواطن
- الثعلب على موائد رمضان


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم