أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع














المزيد.....

من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في احد افلام الممثلة الايطالية "جينا لولو بريجيدا" وكانت تمثل دور لاعبة سيرك ، أجبروت على الصعود الى أعلى ، ومن فوق نظرت الى أسفل بخوف وكانت مترددة فقال لها زميلها :

هذه المرة فقط وبعدها لا خوف ، والآن هذه هي فرصتك لأن تكوني بطلة او لا تكوني..!!

الصور والأحداث تأتي من فوق ، هذا الفوق المسلح بالغموض الضبابيً ، والممنوع المسيج بالبذخ والترف والرفاهية والأموال والقصور والصفقات ، ورجال الأعمال والفساد وقذارة التخطيطات والنفوذ الشيطاني، الذي زحف على كل شبر في الأوطان حتى ضاقت هذه الأوطان وتحولت الى مزارع خاصة للزمر الحاكمة ولطبقة اطلقت أنيابها حتى نهشت كل شيء .

يعيش المواطن العربي الآن فرصته الذهبية ، لا خوف ، انه يعرف اين يضع قدمه ، وعلى أي حبل سيخطو ،هو الآن البطل ، الذي يعرف حقيقة حكامه وحكوماته !

الحقائق المخجلة ، من فساد وسوء ادارة واستغلال ثروات الشعب وتمادي الحكام في الاستخفاف والاستهتار بالشعوب ، التي يُكشف عنها يومياً ، حولت هالة الخوف والذعر في روح المواطن الى قدرات ايجابية تدفع لمواجهة الحاكم ومن حوله بجرأة ، بالاضافة الى الشعور انه شريك في الوطن ، وعليه التزام أخلاقي السياسي ومستقبلي في توضيح وتكبير المشاهد حتى يرى العالم ويسمع مدى الظلم الذي كان يرزح تحته .



المواطن العربي يعيش الآن على صفيح ساخن عنوانه (كشف المستور ) الفساد السياسي وصل الى حدود مذهلة لا يتصورها عقل المواطن الذي تقلص محيطه واصبح حلمه رغيف خبز وسقف يأوي جسده من العراء ، لقد قتلوا احلامه ، واحلام الشعوب تنضج وتكبر حسب هندسة وتنسيق ورعاية حكامها وشعورهم نحو مواطنيهم وتوفير الميزانيات لهم .

يتحدثون في مصر الآن عن الفساد الذي دخل الى كل مكان حتى المؤسسة العسكرية خلقت طبقة من الأثرياء نتيجة الصفقات العسكرية الفاسدة .

واغرب الأكتشافات المضحكة المحزنة في آن واحد ، ان القنابل المسيلة للدموع التي القيت على المتظاهرين في ميدان التحرير في بداية الثورة الشبابية كانت فاسدة وقد انتهى تاريخ صلاحيتها ، من اجل ذلك لم تؤثر هذه القنابل على المتظاهرين ..! وقد ذكرتني هذه القنابل بالاسلحة الفاسدة التي كانت من اسباب نكبة فلسطين .

ان الخوف من انتفاضة الشعوب والنزول الى الشوارع يشل اعصاب الأسر الحاكمة والزعماء العرب ، أنه الخوف المباغت المفاجىء الذي عجزت عن تطويقه مخابراتهم ورجالهم ، وعيونهم الصقرية عجزت عن التنبيه والتحذير منه ،انه الخوف الذي حولهم الى اسود في أقفاص التواضع والإنسانية والإبتسامات المتوسلة ، يرقصون رقصة الفراش ، هم الآن في حلبة السياسة يلعبون بأسلوب الفراش الملون ، يتحدثون الآن عن الإصلاحات السياسية والاجتماعية كأنها هدايا من جيوبهم ، يتحدثون عن القناعة والأختيار والرضى والمحبة والوطن والحرص على المقدرات والثروات بعد ان نهبوها .

ويفتحون السجون والزنازين ويطالبون بدعم المواطن المسكين ، يقدمون الرشوات اللفظية والإعلامية كي يرضى المواطن ويبقى هادئاً، نائماً ، مخدراً ، مستسلماً ، لا يثور ...!

لكن الصور القاتمة لابد ان تنتصر وتطل من أرشيف الظلم الحقيقي وغياب العدالة ، صور لا يمكن تزيفها ، بل تظهر الخلفية المرعبة للنظام السياسي الذي لايمكن تغطيته مهما قدم من رشوات .

ففي السعودية حكمت إحدى المحاكم على مواطن جائع بالسجن أربعة عشر شهراً والجلد ثمانين سوطاً لأنه أكل مؤخرة دجاجة ، "نعم " فقد دخل هذا المواطن الى المطعم وسرق سراً مؤخرة دجاجة واكلها، صاحب المطعم اشتكى هذا المواطن ، وشكواه وجدت الصدى الواسع ، كيف يسرق هذا المواطن مؤخرة الدجاجة ؟ !

وقد تصدرت "مؤخرة الدجاجة" الأخبار الطريفة ، لكن طرافتها سوداوية لأنها ستؤدي بهذا المواطن الى الجلد المبرح والسجن وستتجمع الأخلاق الحميدة بالأيدي التي ستضرب بالسوط ظهر المواطن الجائع ، سيتم نسيان الفساد العارم وتصبح مؤخرة الدجاجة تهمة امنية سياسية وتعدياً على الحق الخاص والعام ..!

على القضاء ان يشد قبضته حتى يعلم باقي المواطنين ان عين الحاكم لا تغفل صاحية ، ولن يضيع حق ، حتى مؤخرة الدجاجة لن يضيع حقها الشرعي بالعودة الى صاحبها او تعويضه!!!

لا يوجد فرق كبير بين مؤخرة الدجاجة ومؤخرات الرؤساء والزعماء والملوك العرب التي التصقت بالكراسي حتى اهترأت الكراسي ومؤخراتهم مازلت تطلب المزيد من الالتصاق بالسنوات، ان المواطن السعودي اكل مؤخرة الدجاجة وسيأكل السياط وبلاط السجن ، اما مؤخرات الرؤساء والملوك فستكون مرتعاً للخوف والرعب والتوقع بالسقوط المدوي والهروب ،لأنها تهتز مع كل صرخة شاب أو شابة ، مع كل انتفاضة شارع او زقاق او حارة او زنقة ...!

لعله يخرج من مؤخرة هذه الدجاجة السعودية صرخة تبعث على اليقظة والرفض، حتى لو أمطر الملك ورجاله والقصر الغضب الدموي بالقنابل المسيلة للدموع واخرجوا الأسلحة المكدسة .

فمن صفعة تونس خرجت ثورة ،وبدأ ربيع الشعوب العربية في القرن الحادي والعشرين ، فهل سيسجل التاريخ أن من مؤخرة دجاجة خرجت ثورة ايضاً .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأس الجبل الضاحك الباكي
- ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية
- اللي بتزوج امي بنقلوا يا عمي
- ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم
- زواج مبارك من مصر باطل
- الجزيرة وصحن البصل
- تمثال الحرية عربة خضار
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع