أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - رأس الجبل الضاحك الباكي














المزيد.....

رأس الجبل الضاحك الباكي


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأس الجبل الضاحك الباكي
شوقية عروق منصور

من قال إننا نعشق الفضائيات ونسجن أنفسنا أمام نشرات الأخبار وملاحقة السطور العاجلة والسطور الراكضة أسفل الشاشة ؟!
من قال إننا نهيم حباً في التحليلات ورؤية الضيوف الذين ينتقدون الأوضاع السياسية ويحاولون الدخول في تفاصيل التفاصيل لدرجة الملل والسئم ؟
من قال إننا نفرح حين نكتشف أن أعداد المختصين في عالم السياسية يفوق التصوّر العربي ، حيث نراهم فوق الشاشات فرساناً وفوارس وأشاوس يصولون ويجولون في حلبات النقاش ، فمع هؤلاء نطمئن أن الشعوب العربية بخير ، لكن في الساحة الخلفية للوجود العربي لابد أن نسأل :
أين تأثير هذه النخب على مواطنيهم وشعوبهم ؟! اين هم من الصمت الذي هرول إلى حالات التردي في البلدان العربية ؟!
نحن لا نفرح ، بل الواقع الآن يجرنا إلى الشاشات لنعرف اين نقف ؟
مطر من الوجوه ، مطر من التصريحات والعبارات والتحليلات والأرقام ..! نعترف إننا عالقون أمام شاشات الفضائيات ، أسرى لوجوه قارئي نشرات الأخبار وضيوفهم . في حالات الانتظار التي تتمخض عن حالات الانتصار.
وكما جاء في المثل الهولندي (الفندق الذي ينزل فيه تجار المواشي ينزل فيه اللحامون ) فهكذا هو حال الفضائيات العربية التي تحشد اللقاءات والصور والمقابلات و تصر ان تحمل شعار (الرأي والرأي الآخر) تستضيف من كافة التيارات ، كأن الرأي الآخر في الوطن العربي مساحة مضيئة فعلينا استغلال الضوء للتعبير عن انفسنا بحرية ، وهم يعرفون أن الرأي الآخر الطريق الى المقصلة والزنزانة والنفى ، و يعلمون أن الأنظمة السياسية العربية تتعامل مع الذين يسيرون ضد التيار بأساليبها المتعددة .
تطل الآن رؤوس جبال الجليد ، نرى هذه الرؤوس ضاحكة ، باكية ، وما خفي كان أعظم ، والمستقبل سيكشف المزيد من هذه الجبال .
دخلنا أنفاق الفضائح والنكات والحكايات والقصص العجيبة الغريبة ، الشعوب التي ثارت ووزعت الأمل على باقي الشعوب العربية تكشف أوراق حكامها على الملأ ، أوراق متسخة بالفساد والنهش والاستخفاف والتجاهل ، وأنظمة سياسية تمادت في طغيانها حتى النخاع وكونت طبقة في النخاع وظيفتها تراقب مقدرات الشعب وما أن تلوح بارقة مصلحة حتى تسرع في الانقضاض .
لكن من بين جبال الفساد العالية ، الواقفة بين الطبقة والطبقة والوزير والوزير والمسؤول والابن والزوجة والحفيد ووو .. يتسلل الضحك ، لم يستول الثوار على الميدان وقرروا التغير فقط ، بل استولوا على مدن الضحك والسخرية ، ففتحوا الأبواب والنوافذ والفضاء .
لأول مرة في تاريخ الشعوب تزين الدماء ببريق النكات ، وترافق التمرد والرفض والمظاهرات ، النكات العابرة ، لكنها مؤلمة تسجل التاريخ بلهجة جديدة .
التاريخ مليء بصور الثورات والتي غالباً ما تكون مغلفة بالحزن والدم والضحايا لكن الثورات العربية 2011 حملت النكات بدون حدود ، وكسرت الحواجز ، وتحولت النكات الى مسابقات بين الشعوب ، من نكته أفضل الشعب التونسي ام الشعب المصري ؟ أم نكات الرئيس الليبي معمر القذافي تفوقت على الجميع ، والتي كانت رمية بلا رام ، خطب مرتجلة تحولت الى عناوين تهز الثقة وتسخر من هذه القيادة التي لا نعرف كيف ستنتهي ... فتمسك الرئيس الليبي بمنصبه رغم أعداد القتلى والدماء النازفة وظهور ابنه - الجنرال الوريث - سيف الاسلام بشكل دائم ، في الوقت الذي اختفت فيه الوجوه القريبة من النظام ، وضع العنوان الذي لطالما رفضه التاريخ :
قرون في رؤوس في وجوه

صلاب في صلاب في صلاب

هذه هي الصورة الليبية التي ترفع الأدرينالين في الدم ، خطابته التي تحولت الى نكات و أغان وحكايات نخجل من سردها . وكأن الرئيس اصبح مسخاً او كراكوزاً ، وايضاً لم يرتدع عن كذبه الإعلامي وعمل حسب شعار جوبلز وزير الاعلام في حكومة هتلر ( اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ، وواصل المزيد من الكذب حتى تصدق نفسك ) .
إن رؤوس الجبال الجليدية تكشف عن الكثير منها :-
فنون الرشوة ، النظريات والتطبيق في حكم مبارك وزين العابدين والقذافي ، فن الحكم في التضيق والكتم والخنق ، فوائد اللصوص واحكام الكابوس ، العهر والسياسة في الحكم والرئاسة ، بلوغ الأرب في طأطأة العرب .
كانت الشعوب قديماً تحتفظ بالمخطوطات التي تسجل تاريخها من الانتصارات الى الانكسارات والانجازات والبطولات والاختراعات ..الخ لكن نحن في هذا العصر سنحتفظ بالنكات الساخرة عن الأنظمة المارقة للأجيال القادمة ، فالنكات ستعطي الصورة الواضحة للحالة الصعبة التي كان يعيش فيها المواطن العربي ، والعلاقة بين الراكب والمركوب ، بين الضحية والسكين ، إنها النكات التي كشفت عن حقيقة الوضع السياسي الذي كان أوهى من بيوت العناكب ...!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية
- اللي بتزوج امي بنقلوا يا عمي
- ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم
- زواج مبارك من مصر باطل
- الجزيرة وصحن البصل
- تمثال الحرية عربة خضار
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - رأس الجبل الضاحك الباكي