أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!














المزيد.....

في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تمر السنوات وتتراكم الصور أمام الفلسطيني، وبين الصور والسنوات أرصفة مزدحمة بالخيبات وشوارع وطرقات من الصبر تفتح يومياً، وحافلات تحمل اليأس وفنادق تضخ اللقاءات الفارغة، وقاعات تحيك المؤامرات تحت وعود النصر والدولة، ومصاعد لم تعد تفتح أبوابها للقادمين إلى الطوابق العليا من الأحلام, بعد أن اقتنعوا أن أحلامهم في الطوابق السفلى والممرات التي وضعت فيها بقايا الآمال التي كانت عريضة ثم ذابت وتلاشت.
قال أبو جلدة اليشكري لصاحبه القعقاع: "هناك تذكر الإسلاف منهم, إذا الليل القصير عليك طال...! فقال القعقاع: ومتى يطول عليّ الليل القصير؟ فقال أبو جلدة: إذا نظرت إلى السماء المربعة..! فلما عزل القعقاع وحبس اخرج رأسه ذات ليلة فنظر, فإذا هو لا يرى السماء الا بقدر تربيعة كوة السجن. فقال: والله الذي أراده أبو جلدة..!
في ذكرى النكبة نرى فلسطين من تربيعة كوة السجن التي تضيق يومياً، تسقط احتفالات الاستقلال الصهيوني في أجواء الذبح ومواسم نتائج السحب, التي تظهر لنا كم دمنا رخيص، وكم أوجاعنا تحولت إلى برك يسبح فيها العميل والجاسوس والخسيس والخائن والمزور واللص, وتجار الشعارات والتاريخ, ومرضى ايدز التنازل, ومهربي الصمت والخذلان والهرولة نحو الهاوية..!
في ذكرى النكبة تحضرني وجوه هؤلاء, الذين رفضوا التقاعد من مصانع الأحلام, وبقي راتب تقاعد الحلم يقبضونه من خزينة القناعة أن لا بد من العودة. إنهم آخر قلاع الصمود، فصمود الحلم جزء لا يتجزأ من صمود الثوار.
في ذكرى النكبة يتجدد العهد والوعد ورعد الخطابات. تخرج المنصات والفضائيات العربية جميع الأزياء الكلامية. وكل سنة يرافق هذه الأزياء آخر أدوات القص والقطع والدفن والنزع والرمي، ويتحول الفلسطيني إلى كابوس يتجول في السجون واقبية التعذيب والمساومة والمحققين والجلادين والتجارب التي لا تنتهي الا بموته أو اعترافه انه لا شيء, وعليه أن يشكر النظام العربي الذي لمه من الشوارع. أو يثبت يومياً انه نظيف اطهر من حمام مكة، وانه يقضم أظافره يومياً حتى لا تطول ويستطيع "الخرمشة". أما أنيابه فهي تخلع منذ الصغر, فأطباء الأنظمة العربية يعرفون ضرر صلابة الأنياب، وعلى الفلسطيني أيضا أن يصفف شعره عند قارئ أفكار النظام، خوفاً من أن تظهر أفكاره على جلدة رأسه.
في ذكرى النكبة نكذب على الشهداء والسجناء. آلاف الشهداء الفلسطينيين استشهدوا في الضفة والقطاع وفي جميع الدول العربية وفي الدول الغربية، حتى لوّن الفلسطيني بدمه جميع الجهات. هو الوحيد عبر التاريخ الذي يمارس لعبة "الغميضة". لم يستطع الإمساك بأحلامه, وكلما اقترب منها ابتعدت. حين تفتح إسرائيل صفحات أسماء جنودها وأولادها، من قتلوا في الحروب وتذكر شعبها بوجود هؤلاء بينهم لأنهم قتلوا من اجلهم، نحن لا نعرف أسماء الشهداء الذين قتلوا من اجلنا. نخجل ونقف على حبل العار لنرقص رقصة الخزي، ولا نعرف هل هناك سجلات تحتوي أسماء هؤلاء الحاضرين رغم الغياب, أم غرقوا في النسيان, يشيرون إلينا بأصابعهم ويسخرون من عدم الوفاء لهم, أم نحن شهداء مع وقف التنفيذ..؟! وكل فلسطيني ما زال مشروع شهيد، ومن الصعب إحصاء الأسماء. جميع قرانا ومدنا في الداخل الفلسطيني- أو عرب 48 كما أطلقوا علينا- غرقت بحكايات وقصص عن سنة الرحيل والهجيج واللجوء والمقاومة وأسماء الشهداء، وعن البواريد الصدئة والقديمة التي قاومت ودافعت, وكان لكل بارودة حكاية, ولكل عائلة تركت بيتها حكاية, ولكل شاب وختيار وطفل وامرأة قتلت حكاية. وإذا كانت الذاكرة قد خزنت الحكايات فان هناك حكايات ما زالت ساخنة, ولكن هناك من يسقيها المنوّم, ويغطيها كي تبقى نائمة ولا تزعج عملية السلام..!!
في ذكرى النكبة نخجل هنا, خاصة لأننا لم نسجل أسماء الأبطال والشهداء. ويطل السؤال: كم قرية ومدينة عربية تملك نصباً تذكرياً أو لوحة أو جدارا أو نبع ماء أو شارعا أو طريقا أو حديقة عامة أو مقبرة, تحمل اسم احد الشهداء؟!! عذراً, في ذكرى النكبة يعسكرون حول المنصات. الميكريفون أصبح صديقنا وسلاحنا وقناصنا ودرعنا. وبعدما كانت ثورة حتى النصر, أصبحت ثورة حتى العصر. ها هم يعصروننا في معاصر الاتفاقيات والتجاهل واللا مبالاة.
في ذكرى النكبة مهما اختلفت المسميات - منهم من يعترض على كلمة نكبة لأن تشريد ونزع شعب من أرضه أكبر من كلمة نكبة, ومهما قيل من قصائد ومواويل الغناء وآهات ودموع وشهقات، ومهما مارس حبر الزنى مع ورق التنازل العناق والقبلات لينجبوا قرارات مشوهة، ومهما كانت حفر الطريق عميقة والضباب كثيفا وخانقا سيبقى هناك من يتذكر. وإذا قالوا احمني يا رب من أصدقائي فانا كفيل بأعدائي، فنحن نقول: يا رب احمنا من بعضنا البعض، أما الأعداء فالشعب كفيل بهم..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..
- الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..
- ليلة ابو عبد الله الكبير
- بحثت عن طارق فوجدت قبيلة من القرود
- قصة قصيرة ..امرأة من تمر هندي ..
- قصة قصيرة .. سوار تحمل حزاماً ناسفاً .. شوقية عروق منصور


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!