أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!














المزيد.....

مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الحكمة أن لا يكسر الأعرج عصاه على رأس عدوه.. هكذا قالوا، ولكن من يضمن لنا ضبط النفس والروح وفوران الدم؟! من يضبط الشماتة وهي خارجة تتسكع ضاحكة على إيقاع الصور والصراخ والمياه التي غمرت الأخضر واليابس، وقامت بتخريب كل شيء أمامها؟! لا أحد يضبط التشفي، لأن عدم الاستماع إلى صهيل الوجع في الذاكرة والجروح المفتوحة معناه أننا لا نحس، وجلودنا قد بعناها بثمن بخس إلى الحمير.. عذراً منها!
إعصار "كاترين" والآن إعصار "ساندي".. أسماء أنثوية تملك الدلال وتنبض بالغنج والسقوط في فخ التفاصيل الجسدية. لكن "كاترين" و"ساندي" توأم الغضب الساطع دفعتا الولايات المتحدة إلى فتح أبواب الذعر والخوف والهروب.
ها هي أمريكا، التي تحمل الكرباج للعالم وخاصة للشعوب الفقيرة والشعوب النامية والشعوب التي ابتلت بأنظمة سياسية وتثقفت على الانحناء والإمساك بالثوب الأمريكي كأطفال تائهين في سوق شعبي، ها هي أمريكا تذوق لعنة الطبيعة وتنكسر تحت ضرباتها وتغرق في مياهها..!
صور الإعصار "ساندي"، التي نقلتها الفضائيات ووسائل الأعلام الباكية، بيّنت اللحم الأمريكي المكشوف على الكوارث وحين تكون البغتة واللحظة الحاسمة. لقد ظهر العظم الطري- كما ظهر العظم الإسرائيلي إبان حريق الكرمل، وكيف انه من الممكن أن تتحول هذه الدولة الأمريكية، "القبضاي" الذي يغلق الشوارع والحارات والطرقات بعضلاته وسطوته، كيف تحولت بقدرة قادر إلى دولة كسيحة، مشلولة، تعاني من مرض الفاغر فاه، مرض الدهشة.
أمريكا تبكي وتصرخ وتتوجع.. أنا بصراحة زغردت ورقصت، وكانت الشماتة تنط من مسامات اهتمامي وهي تتابع العواصف والأعاصير والأمواج العالية وغرق البيوت وانقطاع التيار الكهربائي، وإغلاق مطاراتها وبورصتها ومتاجرها ومصانعها الخ، وترك المواطنين الأميركيين بدون كهرباء.. يا حرام!
لعل الشماتة في مثل هذه المواقف الحزينة بشرياً فيها نوع من البشاعة والحقد غير المشروع، ولكن عندما نضع استخفاف أمريكا بالشعوب العربية والتمادي في القهر والكبت والتعالي المعجون بالفوقية الكلينتونية والبوشوية والاوبامية، والتعامل مع المواطن العربي كأنه من طين الذل والخنوع، عليه أن يكون راضياً محتضناً الإدارة الأمريكية، ومنفذاً جميع طلباتها، ماسحاً كرامته وتاريخه.
أمريكا تصرخ، وصراخها يفطر القلوب الصديقة للولايات المتحدة والذين يدورون في فلك مخططاتها الرامية إلى الدوس على رقاب البشر. ولكن حين نصرخ نحن ونبكي وطناً ودماراً، نتقطع أشلاء من سلاحهم وتآمرهم، ويتشاطرون علينا يومياً بالقرارات والأوامر ونسف الأحلام، لا أحد يبكي علينا.
الإعصار "ساندي" يتراجع، مخلفاً الأضرار والقتلى، لكن العبرة في الحيّز الذي فقد الصواب نتيجة غضب الطبيعة. أمريكا القوية، التي تُصدر الأعاصير السياسية للبشر، ها هي تنحني وتنكسر وتشرف على مناظر دمار لم تتوقعها، وعن رحيل ولجوء من مكان إلى مكان.. فليشربوا من كأس اللجوء..!
السؤال كم من إعصار صدّرت هذه الدولة العنجهية إلى الدول العربية ، دولة دولة؟! ألم تعصر العراق وتقطع أوصاله وتشرف على عملية نزع القلب وترك الجسد تحت رحمة الغربان؟! وكذلك ليبيا والصومال واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين. أما دول الخليج ومصر فهي في الجيوب ولا حاجة لأعاصير.
الضعيف يمسك بقشة ويتخيلها سيفا لكي يحارب ظالمه، وأنا اعترف أن التشفي والشماتة مجموعة من القش الذي "يفش الغل" فقط. فنحن لم نجد إلا المرأة "ساندي" والمرأة "كاترين" كي تنتقمان لنا. لم نجد إلا لعنات الطبيعة لتنضم إلينا. نحن لسنا هكذا، نتمتع بعذاب الآخرين. نحن لسنا ساديين أو شياطين!! هم أجبرونا على نسف مشاعرنا الإنسانية، لأنهم لم يتركوا للإنسانية مكاناً لنا..!
المجد لـ"كترينا"..! المجد لـ"ساندي"..! المجد للنسوان، لكن عندما أحضن توأم الغضب "كاترينا" و"ساندي" ، اللتين أغضبتا الشعب الأمريكي الذي لا يغضب ويبكي عندما يقهر الآخرين، أتذكر المرأة هيلاري كلينتون التي ستحمل أوامرها وتعود لنسج الأحذية التي ستدوس بها رقاب الشعوب العربية.. انه امرأة تؤدب الأنظمة بحضورها، لكن نحن نضع ثقتنا بالمرأة الثالثة، أو الإعصار القادم الذي سيطلق عليه أيضاً أسم أنثوي، لعله يستطيع تدمير البيت الأبيض.. آمين!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!