أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات














المزيد.....

الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نظريات الحب تؤكد أن الحب يشتعل بنار العيون ثم القلوب ، وبعدها يتسع ويتمدد على مسافات البعد والشوق والهيام والسهر والقلق ثم اللقاء ، لكن حب أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة كان حباً مفاجئاً ، مصحوباً بوعود مالية ومشاريع عمرانية ، وزوجة تتميز بحبها للأزياء والأناقة ، وتبرز في المحافل الدولية كوجه أنثوي عربي يتحدى التقاليد ويشير إلى تطور المرأة العربية .
أمير قطر وزوجته الشيخة موزة يسقطان بين يوم وليلة في حب غزة ، ويقرران زيارة غزة والشد على أيدي حكومة حماس ، وفعلاً كان الإستقبال باهراً مشدوداً إلى شعب غرق في الحصار وفي التجويع والألم والمآسي ، وينتظر التضامن العربي الذي غاب ، بل دخل الثلاجة ، ولم تكتف الأنظمة العربية بدخول الثلاجة ، بل أخذت تلعب بكرات الثلج في الملعب الإسرائيلي والأمريكي ، وتسجل الأهداف لصالح إسرائيل ، ولم تهتم برمي الكرة في الملعب الفلسطيني الفارغ من المشجعين .
أمير قطر سيبني الخراب والدمار ، وسيعيد الإشراق لقطاع غزة المشوه بالحرب والقصف الإسرائيلي المزاجي حيث تتحكم إسرائيل بآلة الحرب حسب مزاجها العسكري وحقدها التاريخي إتجاه الفلسطينين ، وسيقوم أمير قطر بإنشاء مدينة حمد ، وسيبني البيوت ويمنح الأموال ، وغزة ستزدهر وتفوح روائح الحرية .
تعلمنا أي حب عربي اتجاه قضيتنا الفلسطينية حب تحته عشرات الخطوط الحمراء ، أي دولة عربية تفرش رموش عينيها حتى يمشي عليها القادة الفلسطينيون لا بد أن تتحول الرموش إلى حبال تجرهم إلى حفر عميقة بدون قرار ، تاريخنا المربوط بالدول والأنظمة العربية تاريخ الراكب والمركوب ، علينا أن نكون الظهور المنحنية التي يستطيعون ركوبها بسهولة لكي يمروا إلى عالم استسلامهم ومنح مفاتيح قراراتهم للغرب .
يكذب من يقول أن هذه الزيارة " الحمدية " القطرية لغزة هي لوجه الله والفلسطينيين ، يكذب من يقول أن الحب المفاجىء الذي أبرق وأرعد وأمطر خلال أيام هو مجرد زيارة أخوية تشد من أزر المحاصرين .
لا .. كل زيارة لها ثمن ، وكل زيارة مخطط لها لهدف مرسوم تصل خربشته إلى أنفاق التواطؤ والبيع ، لا يكون البيع فقط بالأشياء الملموسة ، بل يكون البيع في الضمائر والمستقبل والتاريخ ومسح القضية أو سحبها من تحت أقدام الفلسطينيين .
كانت الحرب عام 2008 على غزة قمة الحروب التي تقف في ميدان عدم التكافؤ ، وقفت أمام جيش مدرب عسكرياً ، يملك أفضل الأسلحة والطائرات والمعدات ، وبين شعب يحارب بأسلوب العصابات والتحدي بأدوات تعتبر بسيطة أمام هول الإختراعات الحربية ، ورغم الدمار الجنوني والقنابل الفسفورية وأرقام القتلى التي تتصاعد يومياً حتى اليوم ، لم نجد أي صوت لأمير قطر ولكل - مسالخ – مشايخ الخليج ، حتى أنهم استقبلوا تسيبي ليفني أبان الحرب ، ولم ترتعش أطرافهم من الخجل والعار ، كيف سولت لهم أنفسهم اللقاء والضحك وهناك أشقاء يقتلون بالقنابل والجوع والحصار .
استقبل أمير قطر في غزة إستقبال الفاتحين المحطمين للحصار ، كلنا نضع بيض التفاؤل في سلة قطر ، لعلها تفقص ويخرج منها طيور العطاء ، وليس قطط النهش والأنياب والخرمشة ، لأن الناس في قطاع غزة متعبة ، تبحث عن العدل والحق والعيش الآدمي وكسر الحصار .
أمير قطر الذي سار على البساط الأحمر الغزي ، البساط الذي صبغ بدماء الشهداء والقتلى لن يقبل أن تكون الزيارة للمساومة والتنازل وتمزيق قمصان الأخوة .
سيكشف المستقبل أن هذا الحب السريع لا بد أن يكون وراءه مخطط ما ، فد يكون له علاقة بخروج خالد مشعل وحركة حماس من سوريا والصمت المزري الذي تمارسه القيادات الفلسطينية أمام الذي يجري في سوريا ، سوريا التي تتعرض لمؤامرة دولية.
قد تكون زيارة أمير قطر لغزة لضرب الوحدة الفلسطينية ورفع شأن حماس نكاية بالرئيس ابو مازن ، أو لجر قيادة حماس لمخطط أمريكي لا نعرف تفاصيله .
المهم أن هذه الزيارة ليس حباً بعيون أهالي غزة ، لأن السنوات الماضية والحاضرة التي صمتت وتصمت فيها قطر وغيرها من الأنظمة العربية على مصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات وتهويد القدس والحصار والحواجز وغيرها من قوائم البشاعة الأحتلالية .
الشك في صدورنا ، والمقروص يخاف من جرة الحبل ، وحبل حمد القطري هو عبارة عن أفعى ،ومن يراهن على الزيارة أقول أن غداً لناظره قريب ...
ملاحظة : سمعنا أن ملك البحرين سيزور غزة ، لكن المصادر أكدت أن الملك لن يأتي ، سيأتي إبنه ناصر بن حمد .. وما دام كله حمد في حمد .. لا نعرف كيف سيكون شكل هذا الحب الحمدي .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات