أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - دعوه نائماً .. !














المزيد.....

دعوه نائماً .. !


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما كانت جدتي تردد المثل "فالج لا تعاجل" لم أكن أفهم حجم الفالج الذي يتمثل بالشلل التام والعلاج الذي فقد مفعوله، حيث يكون اليأس هو الصورة الناطقة للحالة، وأي علاج سيكون مصيره الفشل.
وهكذا هي حياتنا الفلسطينية, منذ بداية المأساة التي سبقت بلفور وبعد بلفور واستمرت في تفجير الدم والرحيل واللجوء والهروب الى المصادرة، مصادرة كل شيء يمتد إلى الجذور الفلسطينية ، إلى شطب الوجود بجميع أشكاله والتآمر على الهواء الذي نتنفسه الماء الذي نشربه.
الفلسطيني لم يعد فقط ذلك المحاصر بالأسمنت والحواجز والحقد التاريخي. الفلسطيني اليوم محاصر بالإعترافات والعنجهية والعدوانية اللفظية الصهيونية. عناوين من أسياخ ساخنة تحرق الجلد الفلسطيني, وتقوم بتذويب آخر قطرات دم الكرامة والكبرياء..!
يعترفون ويقهقهون في تفاصيل القتل. ينزلون إلى آبار التفاصيل العميقة، كأنهم على رأي جدتي "قلعوا شرش الحياء". في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يفرشون الكلمات لكي تصل إلى نصب الفخاخ وصيد رأس أبو جهاد- خليل الوزير, في تونس عام 1988, على الطريقة الجيمس بوندية. وحين نتوه في مربعات الخطط نكتشف أن الخلل قد برز من بين جنبات الأمن التونسي والفلسطيني. فليس من المعقول أن يسكن قائد معروف ومطلوب على شاطئ البحر بحراسة هزيلة، مع أن الأجواء تنذر بالتربص والقنص.
منذ اللحظة الأولى الكل عرف أن الموساد الإسرائيلي وراء مقتل ابو جهاد وغيره من القادة الفلسطينيين الذين لاحقهم الموساد واغتالهم. وأيضاً ما زالت القوائم مليئة تنتظر التنفيذ. ونعرف أكثر أن هناك أصابع من الداخل الفلسطيني تعبث وتدل وتشير وتنتهز اللحظات كي تبلغ وتشارك في عمليات الإغتيال. والسقوط في شبكة التعاون مع المحتل من الأمور العادية والطبيعية في أدبيات الشعوب التي وقعت تحت الإستعمار والإحتلال على مر التاريخ. فالمعادلة تقول أن هناك من يصمد وهناك من يقع وهناك من يطل برأسه ويقول: "أنا مالي". وبعد التحرير ونيل الحقوق والاستقلال قد تكون عملية الغربلة والنبذ لهؤلاء الأشخاص, أو تكون المسامحة والمصالحة ، وعفا لله عما مضى..!
لكن الشيء العجيب أننا نسير ولا نقف عند محطات الاغتيال. نقلب الصفحات بسرعة. لا نحاسب ولا نجادل, وتكون الجثث المخترقة بالرصاص والدم النازف في الصناديق, ويتم دفنها أثناء اللقاءات والمفاوضات دون أن يحاول الفلسطيني رفع غطاء الصندوق والنظر إلى العيون المحدقة والحناجر المطالبة برفع صوتها.
منذ موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشائعة الاغتيال تلف وتدور في الأروقة والقاعات والشوارع والحقول والبيوت. تحاصر الشعب الفلسطيني، تغمز وتلمز وترفع حواجب التعجب. إنها تعرف ولا تريد أن تعترف. أحجية فلسطينية نتيجة الضعف والتخاذل. ثم يأتي المحقق حمد- فضائية "الجزيرة"- الذي قلبها معذب على قتل الرئيس..!! وعبر قصص أشبه بالأفلام البوليسية، تكتشف أن ملابس عرفات حسب ذمة المعهد السويسري أن عليها مستويات عالية من البولونيوم المشع، وان الخبراء سيقومون بإخراج جثته لمعرفة هل فعلاً تم اغتياله..!!
لماذا سيخرجون جثة عرفات..؟! حتى لو عرف الشعب الفلسطيني أن قائدهم قد قتل, هل سينتقم لمقتله ويثير الزوابع ويطالب بالقصاص من القتلة؟! وكيف وبأي وسيلة ؟! هل يملك زمام أمره هذا الشعب الذي يتعرض يومياً للانتهاك، المربوط بالاقتصاد والدول المانحة والمعرض دائماً لقطع المنح بأي حجة من الحجج، والمصادرة والاقتحام..؟! دخل الجنود والمستعربين إلى مطعم في مدينة رام الله, معقل الرئيس أبو مازن, وأعتقلوا بعض الشباب فلسطيني دون أي احترام للسلطة الفلسطينية, ورائحة الدولة وبريق المقاطعة التي تستقبل يومياً سفراء الدول والوزراء.
لماذا لا يتركون الرئيس عرفات نائماً؟! لماذا يزعجون جسده ويخرجون بقاياه كي يتحققوا من سبب موته؟! لو عرفوا حقيقة التسمم هل سيقومون بالانتقام له؟!! هذا هو السؤال الخالد. وكيف سيكون رد الفعل الفلسطيني، أم نبلع الاهانة كما بلعنا غيرها وغيرها. اذ قالوا "الراجع في كلامه كالراجع في قيئه"، ونحن رجعنا في كلامنا كثيراً، وأكثر مآسينا الفلسطينية هي نتيجة التراجع في ثوابتنا.
إذا كانوا يعتقدون أن أحد زعماء العرب سيتحرك، سنقول لا أحد سيتحرك..!! جربناهم كثيراً، العالم العربي صمت صمت الحملان عندما حاصر الديناصور شارون المقاطعة, وترك عرفات تحت رحمة أنياب الجرافات وقصف الدبابات من غرفة إلى غرفة. الذين تركوه حياً ليقتل, هل سيفكرون فيه وهو بقايا عظام..؟! لذلك اتركوه نائماً حتى لا نفضح أكثر..!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - دعوه نائماً .. !