أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي فريدي - الموقف من اليهود















المزيد.....

الموقف من اليهود


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 20:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سامي فريدي
الموقف من اليهود
يهود، اسرائيل.. لا يكاد يمرّ يوم على العرب دون أن تتردد واحدة من هاته المفردتين أو كلاهما، في صيغة الخير أو الشر، وبمناسبة أو بغيرها.
هل ثمة لعنة.. أكثر من أن تبغض شيئا وتعيش معه، وأن تريد شيئا ولا تعيش معه!..
ونحن.. ماذا نريد وماذا لا نريد.. ماذا نبغض وماذا نرغب..
ان التفكير الجادّ، ليس خاصة عربية.. ونحن ما نزال بشرا تلقائيين، نعيش على الفطرة والمزاج، ونؤمن بالقضاء والقدر، ونعتبر أن وجودنا وحياتنا مخططة ومرتبة بحسب إرادة الباري، وما علينا سوى القبول والقناعة، ولديه الحساب والحشر.
اليهود جماعة سكانية قديمة من سكان شرق المتوسط، لا يختلفون عن أهل المنطقة في طراز معيشتهم أو أنماط تفكيرهم، ولا في ملامح وجوههم وأشكال أجسامهم. وكما اتصف سكان الشرق الأوسط بالبداوة والتنقل وحياة الصيد والتنقل، وانشغلوا بصراعات وحروب وغزوات من أجل المكان والكلأ، كذلك انشغل اليهود بذلك ذات يوم!.. أما عقيدتهم، فلا تختلف في العموم عن أصول عقائد الشرق الأوسط وقناعاتهم بالغيب والقدر، وايمانهم بإله يحبهم ويرعاهم، يوبخهم ويعاقبهم إذا عزفوا عن تعاليمه.
وقد مرت على المنطقة والعالم، حقب وتواريخ، اتفقت فيها الجماعات واختلفت فيما بينها، قليلا أو كثيرا، في أمور العقيدة والاعتقاد، كما في أمور المعيشة وطرز الحياة,, وكان للمتغيرات السياسية والصراعات العسكرية أثار متباينة على سكان المنطقة، ولم يدم العهد لأحد إلا أعقبه عهد مختلف عنه، ولم يكن أحد خيرا من أحد، ولا نصيب قوم أفضل من سواهم. ومن رفعه زمن، وضعه زمن آخر، والعكس بالعكس.
ورغم سيادة البغضة والحسد والعنف –خصائص حياتية عامة- بين سكان الشرق الأوسط، فأن كون اليهود أقلية دينية أو قبلية، جعلهم هدفا لاجتماع الأحقاد والبغضاء، حتى غدا بغضهم ترفا، لا يتنازل عنه شرق- أوسطي إلا ما ندر. وذلك دون أن يسأل أحدهم نفسه، لماذا أبغض هذا الشخص ولا أعرفه؟.. أليس البشر أخوة – كما تقول عقائدهم الدينية؟.,, ولماذا البغض والتباغض أساسا، أليس هو من عمل الشيطان وشروره؟.. لا.. لا أحد يفكر..
ثمة عاملان رئيسان لبغضاء اليهود، ويمكن الزيادة فيها حسب المزاج الشعبي أو الشخصي..
موقف المصادر الاسلامية من أهل الذمة لعدم دخولهم الاسلام، مع خصوصية اليهود!..
ارتبا-ط اليهود بالظاهرة الاستعمارية وقيام دولة اسرائيل على جزء من أرض فلسطين.
فالعامل الأول لوحده، ربط بغض اليهود بأصول العبادة في الاسلام. فهم مبغضون وموضع زراية بحسب النص المقدس والأدبيات الفقهية، حتى ولو كانوا في الصين أو على القمر، وحتى لو لم يكن بينهم وبين المسلمين أي خاطر. وذلك رغم أن النصوص الاسلامية أيضا تقول: ولا تزروا زرة وزر أخرى. لكن تفعيل النص وتعطيله عند المسلمين خاضع لأمزجة، ولا يحكمها قانون ثابت.
مع ذلك، جاء قيام دولة اسرائيل، بمثابة إذكاء جذوة الأحقاد غير المستكينة في الشرق الأوسط. والغريب أن الدور الأول والأخير لقيام دولة اسرائيل ورعايتها، كان من فعل الانجليز وبقية القوى الاستعمارية وصولا للولايات المتحدة، واليوم يتودد العرب لكل من الانجليز والأميركان، ويستخدمون لغتهم (الانجليزية)، ويمثل هذان البلدان الخيار رقم واحد لدى العرب في الاقامة والهجرة والسياحة والتجارة والدراسة والعلاج؛ ناهيك عن العلاقات والاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية بينها، ومع ذلك يحتمل اليهود أفرادا واسرائيل دولة خلاصة الحقد العربي والاسلامي، ويتم الدعاء عليهم وعلى أنسالهم في الصلوات والخطب الدينية، كجزء مكمل من فروض العبادة.
وقد مضى على قيام دولة اسرائيل ما يزيد على نصف قرن، ولبعض العرب علاقات متعددة معها، سرا أو علنا، وتلتزم الدول العربية عموما بضمان أمن دولة اسرائيل بحسب مواثيق وعهود سياسية ودولية. ومع ذلك يستمر شلال الشتائم ونشر البغضاء ضدهم.
قبل الاستمرار في مناقشة الأمر، يخطر سؤال. هل يحب العرب أنفسهم؟.. هل يحب العرب بلادهم؟.. كيف ينظر العربي لأخيه العربي، وما هي طبيعة علاقة البلد العربي مع البلد الجار؟..
حقيقة الأمر.. أن حقد العرب على اليهود، تاريخيا، أو راهنيا، هو انعكاس لكراهية العربي لنفسه، ووطنه وقومه. وعبر مراحل التاريخ، قلما تجد الخيانة موضوعا للمنافسة، كما هو لدى العرب. لقد احجمت العلوم النفسية والاجتماعية عن سبر غور الشخصية العربية، والوقوف على تناقضاتها وازدواجيتها، وتشخيص قائمة العقد والرهاب المعتملة فيها حتى اليوم. فالعربي لم يخضع لمضمار التطور الاجتماعي والفكري الذي نقل الشعوب من البدائية إلى مضمار المدنية والعصر.. وما زال العرب يفتخرون –علنا أو ضمنا- بأصولهم البدوية، ومحافظتهم على قيم البداوة والهمجية والفوضى، وبذلك يتحدون سلطات النظام والقانون والحضارة.
هل تصلح البداوة –كمرحلة تخلف اجتماعي- أن تكون هوية لمجتمع؟!!..
ان سر التعلق بالبداوة واتخاذها هوية، ضرورة يفرضها افلاس الشخصية عن أي منجز يصلح للتفاخر أو اتخاذه مرجعا وهوية؟.. أما القوة الجسدية أو العسكرية، فهي سمة عامة غابرة للجماعات البشرية في مرحلتها الدونية، ولكنها عافتها مع دخولها مضمار التطور والمساهمة في المنجز الحضاري والانساني!..
التخلف بعبارة أخرى، هو شهادة العجز عن قبول التطور، والخروج من عقلية ما قبل الحضارة؟.. وسوف تجد بين العرب من يجادل ويفاخر ويعاند في ذلك.. ولكنه يبقى معزولا ومنعزلا عن سوية البشر، وقارعة المستقبل!..
ان العربي بحاجة للمراجعة والوعي، وادراك قيم الوجود والحياة المشتركة..
سكان الشرق الأوسط، المتفاخرون حتى اليوم، بشبكات أنساب تعيدهم إلى جدّ واحد، وأصول عائلية متفاوتة، تفرّقوا عبر الزمن، بفعل السكن والجوع، والنساء والمرعى، اختلفوا بفعل الديانات والعقائد والمذاهب والطوائف، وتنابذوا باختلاف العادات واللغات والميول والأمزجة، ثم اصطرعوا بقيام الدويلات والمحميات السياسية، وأنواع الاتفاقيات والمعاهدات السياسية والعسكرية، والتخندقات الشرقية والغربية.. وبينا تتهالك على أعتاب الدول الاستعمارية والقوى العظمى، بنزعة من التباهي والخيلاء الذليل، تفتقد هذه الدويلات والجماعات أية اتفاقية استراتيجية ثنائية أو شراكة جماعية بينها، رغم ما تشكله من وحدة ثقافية اجتماعية، وامكانات الوحدة الاقتصادية العسكرية السياسية الغائبة عنها، بحكم استغراقهم في خيانة الذات والغباء الوجودي!..
وإذا غابت عنهم الضرورة واحتمالاتها فيما بينهم، لا يبقى للاتفاق والتقارب مع بني عمومتهم من اليهود أيما ضرورة للحديث.. سيما وان التقارب العربي اليهودي، سوف يهدد المصالح الغربية في المنطقة، ويشكل شوكة للأمن القومي الاستراتيجي للقوى العظمى والكارتلات الاقتصادية!.. وعندها..
لن يجد العرب فرصة للخيانة.. والحقد.. والحروب الغبية!!.

.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش الجنسي ضد المرأة وتواطؤ السلطة
- سايكولوجيا الحرف - 8
- سايكولوجيا الحرف – 7
- سايكولوجيا الحرف- 6
- سايكولوجيا الحرف- 5
- سايكولوجيا الحرف- 4
- سيكولوجيا الحرف- 3
- سايكولوجيا الحرف – 2
- سايكولوجيا الحرف - 1
- ايران.. الطرف الثالث
- ايران ليست صديقة ولا مسلمة
- التفكير.. لا التكفير
- ايران في العراق..
- اشكالية ثقافة التعليم
- عروبة ساسة العراق
- العراق.. الجغرافيا السياسية
- العراق.. والثوابت الوطنية
- (سياسة التشيع في العراق)
- الثقافة والسيطرة
- التعليم والغربنة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي فريدي - الموقف من اليهود