أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم هداد - معزوفة - المصالحة الوطنية -














المزيد.....

معزوفة - المصالحة الوطنية -


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط نظام البعث الفاشي , تنفس ابناء شعبنا الصعداء , وتكشّفت الجرائم التي اقترفها هذا النظام المقبور بحق ابناء شعبنا , واصبح واضحا لكل صاحب بصيرة حجم الدمار الذي خلفه البعثيون نتيجة تسلطهم على بلدنا لأكثر من خمسة وثلاثين عاما . غير أنه بعد بدء العمليات الأرهابية , اخذنا نسمع اصواتا تطالب بالمصالحة الوطنية , ووتيرة هذه الأصوات ترتفع وتنخفض طرديا مع عدد العمليات الأرهابية , التي عصبها الرئيس أيتام النظام , وللتأكد من ذلك يمكن زيارة العديد من المواقع على الأنترنيت , وساعد على ذلك تسلل بعض ازلام النظام لمراكز الدولة الحساسة , بفضل قوات الأحتلال , وبتسهيل من بعض الأوساط في حكومة أياد علاوي , " فالثمرة لا تقع بعيدا عن الشجرة " كما يقال .
وبالطبع كان غرض هذه الأصوات واضحا , ولكن مع الأسف الشديد , أخذت بعض رموز القوى الوطنية والتي ذاقت الويل من تسلط البعثيين , تعزف على نفس المعزوفة , وكان آخرها تصريحات رئيس الجمهورية العراقية , حيث نقلت الأنباء ان سيادته عقد لقاءات في 22/4/2005 مع من يمثلون ما يسمى بـ " مجلس الحوار الوطني " و " الجبهة الوطنية الجديدة " , والغرض من هذه اللقاءات تحقيق " المصالحة الوطنية " .
ان شعار " المصالحة الوطنية " جميل جدا , وكذلك شعار " التسامح " ولكن المصالحة مع من ؟ . هل يمكن المصالحة مع من خلّف كل هذا الدمار ؟ , أكثر من ( 300 مقبرة جماعية ) , وآخرها المقبرة التي تم اكتشافها في مدينة السماوة والتي تضم رفات حوالي (1500شخص ) , ونعتقد انها لن تكون الأخيرة . وإضافة لذلك كان هناك اكثر من ( نصف مليون معوق ) نتيجة حروب النظام المقبور المجنونة , إضافة الى الأرامل والأيتام .
هل يمكن ان تتم المصالحة قبل إحقاق حقوق كافة المتضررين من نظام البعث الفاشي , مقرونا بتقديم كل مجرم للعدالة , ان كنا صدقا نريد بناء دولة القانون , وإرجاع الأموال المنهوبة من شعبنا , من خلال رفع شعار " من أين لك هذا ؟ " , ان كنا حقا نريد بناء دولة مؤسسات ديمقراطية , ومصادرة كل العقارات وقطع الأراضي التي منحت لأزلام النظام كـ " مكرمة " من الطاغية , ان كنا حقا نناضل من أجل العدالة الأجتماعية .
ان بناء العراق الجديد , عراق دولة القانون , عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي , يتطلب تصفية تركة النظام الديكتاتوري المقبور , وتجريم حزب البعث الفاشي , وحرمانه من العمل السياسي , مثلما تم تحريم الحزب النازي في المانيا , والفاشي في ايطاليا , ولازال الحظر ساري المفعول في بلدان اوربا الديمقراطية , وكافة بلدان العالم المتحضر .
ان دعوات مثل " عفا الله عما سلف " و " الدعوة لحالة من التوافق العام " و " المصالحة الوطنية بين المكونات الثلاث للشعب العراقي , سنة وشيعة وكرد" , هي دعوات عمومية بطرحها , تخلط الأخضر باليابس , وتساوي بين الجلاد والضحية , لا تخدم ابدا بناء المؤسسات الديمقراطية , لأن البعثيين لايجيدون في التفاهم مع الآخرين الا لغة العنف , والقتل , والخديعة , ونهب خيرات البلد , حيث تشربوا فيها , ولا يحيدون عنها سبيلا .
والأكيد ان شعار " المصالحة الوطنية " يبقى فارغا من مضمونه , اذا لم تسبقه المصارحة , ولحد الآن لم نسمع أو نطلع على اعتراف من بعثي واحد يقر بجرائمه ويطلب الغفران من ضحاياه , بل العكس من ذلك نراهم في غيهم سائرون , والمتابع لتصريحات الهيئات الناطقة بلسان أيتام البعث من " لجنة الحوار الوطني " و " الجبهة الوطنية الجديدة " و " هيئة علماء المسلمين " وغيرها , يمكن له تلمس ذلك , لا بل انها تتمادى اكثر فتسمي الأرهاب بـ " العنف " والأرهابيين بـ " المقاومة " أو بعبارة اخف بـ " المسلحين " , وان الشرطة والحرس الوطني لا يعملون " لمصلحة العراق " وانهم " يقومون ويكلفون بواجبات غير وطنية ضد أبناء بلدهم " . بالله عليكم كيف تتم المصالحة مع هؤلاء ؟
وكيف تستقيم هذه المصالحة مع جاء في خطاب رئيس الوزراء في 3/5/2005 امام الجمعية الوطنية العراقية وخاصة في فقرة عدم التساهل مع من " ساهم سياسيا في إقامة النظام المقبور " .
ولتكن لنا عظة , فيما تم لحد الآن في محاولات اعادة تأهيل البعثيين , الذين تم إعادتهم تحت ذريعة " الأستفادة من كفاءتهم " .
الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة من قبل شعبنا العراقي , تترتب عليها مسؤولية جسيمة , من اجل الوقوف بوجه كل المخططات الرامية لأعادة تأهيل البعث والمحاولات المحمومة لرد الأعتبار للبعثيين بدون تمييز وتدقيق , وتترتب عليه مسؤولية تاريخية , ان تم إهمال تقديم المجرمين من ايتام البعث الفاشي للعدالة , وهم لا زالوا في إجرامهم متواصلون , وعليها ان تبدأ بتطهير صفوفها ممن استطاع التسلل للجمعية الوطنية , واتخذها منبرا لدعواته المشبوهة .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الحقيقة ؟
- خطاب رئيس الوزراء
- الأناء ينضح بما فيه
- وحدة وطنية ... أم محاصصة طائفية قومية ؟
- الأستحقاقات الأنتخابية ما لها وما عليها
- ما كشفته الأيام !
- المشاركة في الأنتخابات , حلال أم حرام ؟
- طريق المناضلين
- سلاح الأغتيالات !
- شمس الحقيقة والغربال
- الطابور الخامس
- المشاركة في الأنتخابات مهمة وطنية
- أصابع الأتهام
- إذا كان بيتكم من زجاج ... !
- من سيبني العراق ؟
- وثيقة تدين صالح مهدي عماش
- لماذا كل هذا الحقد على العراق أيها الأشقاء ؟
- يا أنصار - المقاومة - هللوا لهذا النصر الكبير !
- إتقوا الله وتوبوا إليه يا وعاظ السلاطين !
- لمصلحة من ... ومن المستفيد من إختطاف وقتل الأساتذة العراقيين ...


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم هداد - معزوفة - المصالحة الوطنية -