أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - من سيبني العراق ؟














المزيد.....

من سيبني العراق ؟


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


طيلة فترة تسلط حكم البعث الفاشي على العراق , التي دامت اكثر من خمسة وثلاثين عاما , ويعترض البعض ويقول ان فترة تسلطهم دامت اكثر من اربعين عاما , المهم , طيلة فترة تسلط البعث الفاشي , هاجر العراق الآلاف من خيرة ابناء شعبنا العراقي . أخذت هذه الهجرة تتسع بشكل يثير الأنتباه اواخر السبعينات , ثم تواصلت أوائل الثمانينات , وأوائل التسعينات , وكذلك تم تهجير اكثر من ربع مليون عراقي وعراقية تحت ذريعة تبعيتهم لأيران . طيلة هذه السنين , توزع العراقيون في كل ارجاء المعمورة , ويترواح عددهم الآن مابين اربعة ملايين او اربعة ملايين ونصف . تضم هذه الملايين بينها خيرة الكوادر والكفاءات العراقية , من اساتذة جامعات , واطباء ومهندسين ومثقفين وفنانين وغير ذلك . اكتسب هؤلاء العراقيون خبرة ليست بالقليلة من البلدان التي عاشوا فيها , وانخرط الغالبية منهم في مؤسسات المجتمع المدني , وشكلوا الجمعيات التي تساعد على جمع شمل العراقيين في الظروف الممكنة , واضعين نصب اعينهم تحقيق مهمة التواصل بين المنفى والوطن , وبكل ثقة استطيع القول انهم نجحوا بذلك . وفي وقت كان كابوس القمع مخيما على العراق , والطاغية وجلاوزة حزبه الفاشي , يقومون بتكميم الأفواه , بأبشع اساليب القمع , كان العراقيون في المنافي يرفعون اسم العراق عاليا , منددين بأساليب القمع الفاشية التي يمارسها النظام الديكتاتوري المقبور , ناقلين ما يجري في العراق الى أنظار وأسماع العالم , وقسم منهم لم يكتف بذلك , بل قاوم هذا النظام بالسلاح في كردستان من خلال فصائل الأنصار البيشمركَه . العراقيات والعراقيون في المنافي ظلوا يتطلعون الى يوم سقوط نظام الطاغية , والذي بزواله يتحقق لهم حلم العودة لوطنهم , ولكن وبعد سقوط نظام البعث الفاشي ومرور اشهر عديدة على هذا السقوط المدوي المشين , تناقلت وكالات الأنباء , تصريحات للسيدة وزيرة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية المؤقتة , لا بل عززت تصريحاتها هذه في لقاءاتها مع ابناء الجالية العراقية في الدانمارك والسويد والنرويج , بدعوتها لأبناء الجالية العراقية بالتريث في العودة الى الوطن والأنتظار سنة أو سنتين , لحين تحسن الأوضاع الأمنية والأقتصادية , بحجة ان الحكومة المؤقتة لا تتوفر لديها الأمكانية لأستيعاب وتوفير ما يتطلب عودتهم هذه , وان العراق لا يستطيع استقبالهم في الوقت الحالي !
معنى هذه الدعوة كما يقول المثل العراقي " إكَعد بالشمس لمن يجيك الفي " , وعند ذلك يكون الوقت قد مضى .
ان العراقيات والعراقيين تواقين لخدمة وطنهم الذي حرمهم منه نظام الطاغية المقبور , وهم أولى بالقيام بهذه المهمة ممن من ساهم بخرابه , لا سيما وان سياسة الأعتماد على الكوادر البعثية والتي تربت في أحضان النظام السابق , ورضعت منه كل مساوئه , من رشوة ونهب لأموال الدولة , ولا شعور بالمسؤولية , ولا ما تعنيه مفردة " الوطن " , اثبتت ان هؤلاء في غيهم ونهجهم السابق مستمرون , وعنه لا يحيدون , ومن تجربة الماضي لا يريد ان يستفيدون , وما تتناقله الصحافة العراقية دليل على ذلك . نظمت مؤخرا وزارة التخطيط والتنمية ندوة لمناقشة ومعالجة الفساد الأداري المستشري في كافة دوائر الدولة العراقية , حيث اكد الجميع على " وجود فساد اداري وحتى تخريب اداري في مفاصل الدولة " , وهذا الفساد الأداري تكاد لا تخلو منه دائرة رسمية سواء كانت خدمية او غير خدمية , ولم تستثنى منه الجامعات , وحتى المدارس الأبتدائية , ونسوق عدد من الأمثلة : في اوائل شهر ايلول تم القاء القبض على اربعة عراقيين بتهمة التخطيط لعملية خطف داخل المنطقة الخضراء , في 23 أيلول تم اعتقال اللواء طالب اللهيبي قائد الحرس الوطني في محافظة ديالى لعلاقته مع الأرهابيين , وفي 24ايلول يبرر الدكتور سلمان الجميلي وهواستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد , ما تقوم به قوى الأرهاب من اختطاف وقتل للشرطة العراقية والحرس الوطني , وفي يوم 26 ايلول اعتقلت القوات الأمريكية العقيد سمير الدراجي قائد قوات الحرس الوطني في سامراء وذلك بسبب تنسيقه مع اخيه والذي هو من قيادات الأرهابيين , وفي شهر ايلول قامت مديرية شرطة ديالى بفصل اكثر من مائة وخمسين شرطي لثبوت تهاونهم في اداء واجباتهم , , وفي 19 أيلول تم اعتقال العقيد دحام الجبوري وهو يعمل في مقر القيادة العامة للحرس الوطني لعلاقاته مع الأرهابيين , وفي اوائل اكتوبر تم الكشف عن سرقات مالية كبيرة من مديرية مياه ومجاري كربلاء , وتكرار ظاهرة سرقة رواتب الموظفين من السيارات التي تقوم بنقل هذه الرواتب .
ان بناء الوطن لا تتم بالأعتماد على الأيادي الملوثة , والتي لها دور في هذا الفساد الذي يشمل كل دوائر البلد , هؤلاء الذين تربوا على الفساد والرشوة , بل تبرز هنا اهمية الأستعانة بأبناء الوطن المخلصين , حيث لا يمكن ولا يصح معالجة الداء بمن هو داء , وكما قال الجواهري الكبير للشهيد عبدالكريم قاسم ما معناه كيف تريد ان تبني دولة بشرطة نوري السعيد , وان الأستعانة بهؤلاء بحجة الأستفادة من كفاءاتهم , لم تجلب لحد الآن، الا مزيدا من الفساد , وذلك لأن، هؤلاء لا يملكون من كفاءات الا النهب والفساد الأداري وتخريب مفاصل الدولة .
ان من يريد اعادة بناء العراق بعد كل الخراب الذي حل به على أيدي نظام حزب البعث الفاشي , عليه ان يبدأ بتطهير الجهاز الأداري من هؤلاء , وتوجيه الدعوة للمخلصين من ابناء العراق الذين دفعوا الثمن غاليا نتيجة مناهضتهم للفساد والقمع ومن يروج ويسهل له .
وعلى الحكومة العراقية المؤقتة اعادة النظر بسياستها بخصوص عراقيي المنافي والأستفادة بشكل مخلص من كفاءاتهم وخبراتهم المخلصة النظيفة , وعكس ذلك سيظل الفساد مستشريا لأن هؤلاء المفسدين كالسرطان , لا يمكن معالجته الا بإقتلاعه من الجذور , وأن الأستفادة من هذه الملايين حق وواجب , فهم أيضا ابناء العراق ولهم حق المساهمة في بنائه , واثبت التاريخ انهم اكثر إخلاصا للوطن من أيتام النظام المقبور الذين تتم الآن الأستعانة بهم .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة تدين صالح مهدي عماش
- لماذا كل هذا الحقد على العراق أيها الأشقاء ؟
- يا أنصار - المقاومة - هللوا لهذا النصر الكبير !
- إتقوا الله وتوبوا إليه يا وعاظ السلاطين !
- لمصلحة من ... ومن المستفيد من إختطاف وقتل الأساتذة العراقيين ...
- أسئلة وعلامات تعجب أمام المجلس الوطني العراقي المؤقت !
- رسالة مفتوحة الى الحزب الشيوعي المصري
- تجفيف منابع الأرهاب ....مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- تأهيل حزب البعث الفاشي!
- المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !
- عن المثقفين العراقيين في الخارج !
- تجارة وعاظ السلاطين !
- فساد الجهاز الأداري
- بشرى سارة !!! عاد البعث ثالثة
- ام القرارات
- حكومة ... أم سلطة ... أم حكم مباشر؟
- حكومة ... أم سلطة ؟
- وقاحة ... أم صلافة ... أم ماذا ؟
- بدون عنوان !!
- حقوق الأنسان


المزيد.....




- تحديث مباشر.. مصادر لـCNN: دمشق سقطت من -الناحية العسكرية- و ...
- عاجل.. -نيويورك تايمز- عن المسلحين في سوريا: سيطرنا على سجن ...
- عاجل.. لقطات متداولة حول الأوضاع في دمشق بعد إعلان المسلحين ...
- عاجل.. -رويترز- عن ضابطين في الجيش السوري: الأسد صعد على متن ...
- الأحداث تتسارع.. المعارضة تبدأ دخول دمشق وأنباء عن مغادرة بش ...
- 8 دول تصدر بيانا مشتركا بشأن سوريا
- مع تسارع التطورات.. ما فرصة الحل الدبلوماسي في سوريا؟
- سوريا.. قلق من المستقبل وآمال حول التسوية
- الفصائل المسلحة في سوريا تسيطر على مدينة حمص
- مستشار الأمن القومي الأميركي يحدد 3 نقاط مهمة في سوريا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - من سيبني العراق ؟