أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !















المزيد.....

المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 955 - 2004 / 9 / 13 - 11:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما جاء البعث العراقي للسلطة في عام 1968 عبر انقلاب , والذي تم بتدبير دوائر المخابرات الأمريكية والبريطانية , وبمساعدة من مجموعة بيروت ( ناصر الحاني , لطفي العبيدي , علي عبدالسلام) , وبتسهيل من ( النايف ـ الداود ـ غيدان) , لم تكن لدى الأنقلابيين الجرأة للأعلان عن انفسهم , وذلك بسبب تاريخهم الأسود , الذي سجلوه في انقلابهم المشؤوم في شباط 1963.
وطيلة السنوات الأولى من حكمهم , زايدوا على الجميع بما فيهم قوى اليسار , في رفع الشعارات وفي طروحاتهم , ولكنهم في الوقت نفسه كانوا ينفذون مخططهم بشكل هادئ ومن دون ضجيج , سواء عن طريق تطهير للقوات المسلحة من العناصر المشكوك بولائها لهم , مرورا بخططهم في بناء " الجيش العقائدي " . وساروا بنفس الوقت بنهج تبعيث المجتمع , وبدأوا بحصر القبول بمنتسبي حزبهم , في معاهد ودور المعلمين , والكليات التي لها علاقة بالتدريس والعملية التربوية , وحتى اكاديمية الفنون الجميلة . و "تمسكنوا الى ان تمكنوا " كما يقال .
وخلال الفترة 1978 ـ 1979 , ازاحوا عن قناعهم , وظهرت حقيقتهم , وعادوا الى اصولهم الفاشية , فرفعوا شعار ( محو الأمية ) , وكانوا يقصدون ( محو الشيوعية ) . وفي هذه الأثناء , صرح طاغيتهم واهما ان نهاية عام 1980 ستسجل نهاية الشيوعية في العراق !! , متناسيا حقيقة , ان للشيوعية جذور عميقة في تربة العراق المضمخة بدم شهداء الحزب , والتي لم يستطع الذين سبقوه من القضاء عليها , وفي حين ذهب كثيرون , ومنهم الطاغية ذاته , تلاحقهم لعنات العار , بقيت الشيوعية نبتة وارفة الضلال .
لقد مارس الأنقلابيون الجدد سياسة معاوية بن سفيان " الترغيب والترهيب " ولذا انضم الكثير من ابناء شعبنا لتنظيمات حزب البعث , اما هربا من القمع والقهر , او رغبة في طلب العيش . وبالمقابل انضم الى حزبهم المتزلفون واصحاب المطامع , من الذين حققوا الكثير نتيجة هذا الأنتماء , فأكتنزوا الأموال الحرام , وشيدوا العمارات , واشتروا البساتين والمزارع .
وبعد كل ما فعله النظام المقبور وحزبه الذين انتهيا الى مزبلة التاريخ , ورغم انكشاف جرائمهم ومقابرهم , نجد هناك من يطرح علينا شعار المصالحة الوطنية , سواء بطيبة خاطر او بشكل مقصود .
والأكيد ان شعار المصالحة الوطنية , يبقى فارغا من مضمونه , اذا لم تسبقه المصارحة حيث يمكن ان يكون كلمة حق يراد بها باطل . ففي تجربة جنوب افريقيا , اعترف الجناة امام الجمهور , وامام ضحاياهم ( ان كانوا أحياء ) , وذوي الضحايا , وطلبوا الصفح والسماح والعفو منهم .
وبالمقابل , لم نسمع او نطلع على اعتراف من بعثي واحد يقر بجرائمه ويطلب الغفران من ضحاياه , بل على العكس من ذلك نراهم في غيهم سائرون , اللهم الا مقالة كتبها الفنان حسين نعمة اوضح فيها كيفية اجبار الفنانين على الغناء " للقائد الضرورة " ونشرها في طريق الشعب . فكم عائلة راحت ضحية تقرير كتبه بعثي سافل , وكم ضحية سيقت لساحات الحرب من قبل اصحاب " البدلات الزيتونية " وقتل هناك , وكم من اتاوات ورشاوى اخذها ازلام البعث , اما منتسبي الأجهزة الأمنية والأستخباراتية والمخابراتية وبكافة اسمائها , فالحديث عنها يطول , بما ارتكبته من جرائم بحق أبناء شعبنا .
وبعد سقوط نظام الفاشست , اصبح من الواجب الوطني , تعويض ورد الأعتبار لشهداء شعبنا , والمغيبين والمتضررين من النظام المقبور في حملات الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية وابطال انتفاضة آذار 1991 والشباب الفيلية ...الخ . في العراق الجديد , عراق دولة القانون , يكون من الواجب فضح جرائم النظام وتعريتها ومحاكمة ازلامه ومسؤوليه الذين ارتكبوا ابشع الجرائم واقذرها بحق خيرة بنات وابناء شعبنا العراقي بمختلف اديانه وقومياته وشرائحه الأجتماعية , ان يقدم للمحاكمة كذلك كل مجرم اكتنز واغتنى من نهب اموال الدولة , وكانت عباءة البعث غطاءا له , وكذلك كل من ساهم بالتخريب الذي ورثناه من نظام الفاشست .
والبعثيون من غير من اجبروا على الأنتماء لأسباب مختلفة , لهم سجل حافل في الكذب والدجل والزيف والخديعة والغدر ومبدأهم ( الغاية تبرر الوسيلة ) . وهم جبناء عندما تكون " الحديدة حامية " , وينفشون ريشهم عندما تكون " باردة " , وقد لاحظ الجميع , كيف تواروا عن الأنظار في الأيام الأولى لسقوط النظام المقبور, ولكن بعد ان اطمئنوا , انهم لن يصيبهم مكروه , رفعوا رؤوسهم " وتعفرتوا " من جديد .
واسمحوا لي ان اسجل تجربة مع احدهم , حيث تربطني به علاقة قرابة بعيدة , في 3/6/2003 وصلت بغداد وما ان سمع بوصولي , وكان لا يبيت في بيته , حتى اخذ يبحث عني , وبعد ان " شبع مني بوس " , طلب مني مساعدته بالخروج من العراق , شاتما صدام واولاده واعمامه وكل الذين خلفوه , وهو بالمناسبة كان يشغل وظيفة ضابط أمن احدى الدوائر الرسمية التي فيها " لغف كبير" , وما شاءالله , يملك السيارات والبيوت , وشريكا للتجار, وبعد ان اطمئن البعثيون انه لا يمسهم أي سوء , وعاد صاحبي لدائرته , شاغلا وظيفة رئيس قسم , وفي سفرتي الثانية , لم يعد يسأل عني , ولم ارى وجهه , لابل اخذ يصرح : " اسد ومسلسل " عندما تم عرض الطاغية مقيدا بالسلاسل , هؤلاء هم البعثيون , الذين يبذل البعض مع الأسف الجهود من اجل رد الأعتبار لهم , وتأهيلهم .
ان شعار " المصالحة الوطنية " جميل جدا , وكذلك شعار " التسامح " , ولكن عندما يتم فقط إحقاق حقوق كافة المتضررين من نظام البعث الفاشست , مقرونا بتقديم كل مجرم للعدالة , ان كنا صدقا نريد بناء دولة القانون , وإرجاع الأموال المنهوبة من شعبنا , من خلال رفع شعار " من أين لك هذا ؟ " ان كنا صدقا نريد بناء دولة مؤسسات ديمقراطية , ومصادرة كل العقارات وقطع الأراضي التي منحت لأزلام النظام كـ " مكرمة " من الطاغية , ان كنا صدقا نناضل من اجل العدالة الأجتماعية , وها هم المنتفعون يريدون استباق الأحداث , فقد نشرت جريدة الصباح بتاريخ 5/9 , طلبا رفعه منتسبي هيئة التصنيع العسكري ( البعثيون ) , للسيد رئيس مجلس الوزراء , لألغاء القرار (200) الصادر في 2001 , ( القانون ينص على عدم بيع قطع الأراضي الموزعة عليهم الا بعد مرور خمسة سنوات ) , وذلك حتى يتسنى لهم بيع قطع الأراضي الموزعة عليهم كـ " مكرمة " .
ولتكن لنا عظة , فيما تم لحد الآن في محاولات اعادة تأهيل البعثيين , فالذين تم اعادتهم للشرطة تحت ذريعة " الأستفادة من كفاءتهم " , ارتبطوا بعلاقات مع عصابات الأرهاب , وعلى سبيل المثال : مدير شرطة الرمادي , شرطة الفلوجة , الضابط برتبة عميد الذي اعاده لهيئة الأركان , الفريق عامر الهاشمي رئيس اركان الجيش السابق , مفارز الشرطة بين الفلوجة والرمادي ( يرجى مراجعة ما نشره الكاتب حازم الأمين في جريدة الحياة بتاريخ 9/9 , في مقابلة صحفية مع المختطف اللبناني محمد رعد) . حيث ان الخاطفين يتنقلون بكل حرية على الطرق الرئيسية بين الفلوجة والرمادي , وعندما يتم إيقافهم من قبل مفارز الشرطة , فكلمة السر " مجاهدون " , كافية لأن يمروا بسلام , مع " الله ينصركم " من قبل الشرطة .
ولا زال البعثيون يثيرون الفتن ويحرضون على العنف والأرهاب من خلال ظهورهم على شاشات العهر الفضائية , وتقديمهم كـ " محللين سياسيين " , ولنسمع التقارير التي يبثها مراسلوا هذه الفضائيات , المرتبطين سابقا بجهاز المخابرات , والتي ينقط منها السم , مثل : جواد الحطاب , وديار العمري على سبيل المثال لا الحصر . وتلعلع اصواتهم عبر فضائيات التضليل الأعلامي , يتشدقون بـ " مقاومتهم" لقوات الأحتلال , وفي كل جمعة يمكن سماع خطب " وعاظ السلاطين " أيتام النظام المقبور , محرضة على العنف والأرهاب ,
ونشرت جريدة الخليج الأماراتية في عددها الصادر في 8/9 تصريحا للناطق بأسم وزارة الداخلية مفاده ان البعثيين اعادوا بناء هيكلة حزبهم خلال العام الماضي , وان البعثيين يملكون السلاح والمال , ويفيد استاذ للعلوم السياسية ( بعثي رد الأعتبار له ) في نفس العدد من الجريدة , انه تم عقد مؤتمر لأزلام وايتام البعث في لندن في ربيع العام , ويؤكد بكل وقاحة , انه " لا فرق بين حزب البعث والمقاومة " , بالله عليكم , ماذا يدرس هذا الفاشي لطلابه من علوم سياسية ؟ .
ان بناء العراق الجديد , عراق دولة القانون , عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي , يتطلب تصفية تركة النظام الدكتاتوري المقبور , و تجريم حزب البعث الفاشي , وحرمانه من العمل السياسي , مثلما تم تحريم الحزب النازي في المانيا , والفاشي في إيطاليا , ولا يزال الحظر ساري المفعول في بلدان اوربا الديمقراطية , وكافة بلدان العالم المتحضر.
ان دعوات مثل " عفا الله عما سلف " و " انخراط جميع القوى السياسية في الأنتخابات " و " الدعوة لحالة من التوافق العام " , وهي عمومية بطرحها , تخلط الأخضر باليابس , وتساوي بين الجلاد والضحية , لا تخدم ابدا بناء المؤسسات الديمقراطية , لأن البعثيين لايجيدون في التفاهم مع الآخرين الا لغة العنف , والقتل , والخديعة , ونهب خيرات البلد , حيث تشربوا فيها , ولا يحيدون عنها سبيلا, ولقد حكموا وطننا اكثر من ـ 35 ـ عاما , اما يكفي هذا الخراب الذي جنيناه منهم ؟ .
المجلس الوطني المؤقت , تترتب عليه مسؤولية جسيمة , من اجل الوقوف بوجه كل المخططات الرامية لأعادة تأهيل البعث والمحاولات المحمومة لرد الأعتبار للبعثيين بدون تمييز وتدقيق , وتترتب عليه مسؤولية تاريخية , ان تم إهمال تقديم المجرمين من ايتام البعث الفاشي للعدالة , وهم لا زالوا في إجرامهم متواصلون .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المثقفين العراقيين في الخارج !
- تجارة وعاظ السلاطين !
- فساد الجهاز الأداري
- بشرى سارة !!! عاد البعث ثالثة
- ام القرارات
- حكومة ... أم سلطة ... أم حكم مباشر؟
- حكومة ... أم سلطة ؟
- وقاحة ... أم صلافة ... أم ماذا ؟
- بدون عنوان !!
- حقوق الأنسان
- التاريخ يعيد نفسه
- حروف بلا نقاط ـ 18 ـ قلة حياء ... أم ماذا ؟


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !