أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - الطابور الخامس















المزيد.....

الطابور الخامس


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 07:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الحرب الأهلية الأسبانية 1936, وبعد هزيمة الجمهورية الأسبانية , سئل الجنرال فرانكو : كيف حققت الأنتصار ؟ كان جوابه , موجزا , وافيا , وواضح الدلالة : بواسطة الطابور الخامس ! حيث كان له اربعة طوابير " فرق " عسكرية مقاتلة , والطابور " الفرقة " الخامس من الجواسيس والمناصرين الذين كانوا يعملون داخل صفوف الجمهوريين , وذهبت كلمته , مثلا يضرب للحالات التي تتشابه ظروفها وحيثياتها مع ذلك .
اعتقد ان هناك تشابه كبير في الظروف الحالية التي يمر بها عراقنا الحبيب , فالجهود الكبيرة التي تبذل من اجل إعادة بناء الدولة العراقية على أسس ديمقراطية , من أجل بناء دولة القانون , بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد , هذه الجهود النبيلة , تتعرض الى تخريب وعرقلة من قبل الفئات التي تضررت مصالحها , بإنهيار النظام المقبور . هذه الفئات المتضررة تعتمد في تنفيذ اعمالها الأجرامية , على الخدمات المتنوعة التي يقدمه لها الطابور الخامس الذي تسلق ووصل , بطريقة أو اخرى , الى المراكز الحساسة في اجهزة الدولة العراقية الجديدة وخاصة في الوزارات المهمة كالدفاع والداخلية , والأجهزة الأمنية والمخابراتية , واشار الى ذلك الكثير من المخلصين العراقيين , من الكتاب والمثقفين العراقيين , وشاركهم في ذلك حتى المسؤولين العراقيين . اشار السيد توفيق الياسري رئيس اللجنة الأمنية في المجلس الوطني العراقي الأنتقالي في جلسته المنعقدة في 2004/10/26 الى ان " هناك خروقات أمنية كبيرة في اجهزة الأمن والشرطة العراقية " , واضاف السيد الياسري انه يوجد " خرق للأجهزة المكلفة بالتعامل مع الملف الأمني " , وصرح السيد وزير الدفاع لأذاعة سوا في 2004/10/28 ان " هناك خروقات في وزارة الدفاع تم اكتشافها " واضاف السيد الوزير ان " هناك متطوعون للجيش الجديد ينتمون لتنظيمات معادية " , واشار مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية الى ان " هناك ادلة على وقوع اختراق من المتمردين داخل قوى الأمن العراقية " ( الشرق الأوسط في 23/10/2004) . وتعقيبا على مجزرة الحرس الوطني في طريق بدره ـ جصان , صرح مصدر امني كبير : " يبدو ان قوة كبيرة شديدة التنظيم لديها معلومات جيدة نصبت لهم كمينا " , واشار احد المواطنين من منطقة " اليوسفية , اللطيفية , المحمودية " الى ان الشرطة في عموم هذه المناطق : " متواطئة مع الأرهابيين " ( المدى 21/10/2004) , وقامت الصحف العراقية والعربية ووكالات الأنباء بنشر اخبار اعتقالات لمسؤولين كبار في قوات الشرطة والحرس الوطني والأجهزة الأمنية , حيث نشرت جريدة الصباح في 1/11/2004 خبرا اشار الى قيام شرطة ديالى بإعتقال خمسة من منتسبيها بينهم ضابط للأشتباه بعلاقاتهم مع العصابات الأرهابية الأجرامية , ونشرت جريدة الوطن في يوم 28/10/2004 خبرا يمكن إعتباره كارثة وهو إعتقال المقدم يوسف وهو مسؤول الأمن في مجلس الوزراء والذي كان ضابطا في جهاز الأمن الخاص للطاغية صدام , وان من اصدر امر تعيينه هو السيد رئيس الوزراء نفسه , وفي 19/9/2004 تم إعتقال العقيد دهام خليل الجبوري والذي كان يعمل في مقر القيادة العامة للحرس الوطني وذلك بسبب علاقته مع الأرهابيين , وفي يوم 26/9/2004 تم إعتقال العقيد سمير الدراجي قائد قوات الحرس الوطني في سامراء , حيث كان ينسق مع شقيقه من قادة الأرهابيين , وفي يوم 23/9/2004 تم إعتقال اللواء طالب عبد الغيث اللهيبي وذلك لعلاقته مع الأرهابيين وكان قائدا لثلاثة افواج من الحرس الوطني المكلفة بالحفاظ على الأمن في محافطة ديالى , وفي 13/9/2004 تم إعتقال عشرة من الشرطة العراقية في الفلوجة بينهم ضابط لأتهامهم بالتعاون مع الأرهابيين , اعتقل مدير ناحية الرياض في كركوك لتقديمه الدعم وإيواء الأرهابيين . وحصلت حوادث عديدة متكررة , تركت علامات استفهام كبيرة في كيفية حدوثها , منها على سبيل المثال لا الحصر : في يوم 4/10/2004 اغتيل مدير شرطة حدود السماوة وبمعيته مدير شرطة كمارك الديوانية , وذلك في منطقة اللطيفية , وهما في طريق عودتهما من إجتماع في وزارة الداخلية , وكانا يرتديان الملابس المدنية , وفي نفس المنطقة نصب الأرهابيون كمينا لحافلة صغيرة تقل تسعة من رجال الشرطة انهوا دورة تديبية في عمان وتم اغتيالهم وذلك في يوم 16/10/2004 , وفي نفس المنطقة أيضا , تم نصب كمين لمفرزة من الشرطة كانت مكلفة بمهمة رسمية , وهي نقل آثار لا تقدر بثمن من مدينة الناصرية الى العاصمة بغداد , حيث تم إغتيال كافة افراد المفرزة وتم نهب الآثار , وفي 13/9/2004 تم إغتيال (12) شرطيا في وسط مدينة ديالى , وكانوا يرتدون الملابس المدنية وبعد اكمالهم دورة تدريبية , وآخرها المجزرة التي ارتكبت بحق افراد الحرس الوطني في طريق بدرة ـ جصان والتي راح ضحيتها ( 49) شرطيا اضافة الى ثلاثة سواق . ونعتقد ان لذلك اسباب عديدة أهمها :
1 ـ عدم انتقال الملف الأمني للأيدي العراقية .
2 ـ الأعتماد على الملاكات القديمة , خريجي المدرسة البعثية , بحجة الأستفادة من خبراتهم .
3 ـ التعيين دون التدقيق في طبيعة وخلفية الأشخاص المقدمين للشرطة والحرس الوطني .
4 ـ تمكن العناصر الفاسدة والمرتشية من استغلال الثغرات والوصول لمناصب ادارية مهمة في الدولة .
5 ـ ضعف يقظة الأحزاب والقوى السياسية , وفتحها مكاتبها لعناصر النظام السابق, وسعيها للكسب السهل الرخيص .
6 ـ استبعاد الأحزاب والقوى السياسية من المشاركة في تعيين الشرطة والحرس الوطني والأمن والمخابرات , مما سهل مهمة اختراق هذه الأجهزة من قبل القوى الأرهابية .
7 ـ تكليف العشائر بتقديم قوائم للشرطة والحرس الوطني , مما جعل قسم منهم يضع تسعيرة لأدراج اسم من يريد التسجيل .
8 ـ ضعف الشعور بالمسؤولية من قبل بعض الأحزاب والقوى السياسية , وإهتمامها بمصالحها الفئوية الضيقة .
9 ـ شيوع حالة اللأبالية والسلبية لدى الجماهير .
ولقد نشرت جريدة المدى في يوم 30/10/2004 مقالا بقلم هيئة تحريرها , اصاب كبد الحقيقة , ووضع اليد على الجرح , كما يقال , وطرح المقال عدة أسئلة منها : من لا يعلم ان الشرطة مخترقة ؟ , أين كان مجلس الحكم من هذه القضية ؟ ومن ثم الحكومة الحالية ؟ , أين كانت الأحزاب منشغلة عن واحدة من بديهيات السلطة ؟ , وطالب الدكتور كاظم حبيب بأن تكون لـ " الدولة والمسؤولين آذانا صاغية لما يقال لها وما يقترح عليها "
واعتقد اصبح لزاما على الحكومة العراقية المؤقتة والمجلس الوطني العراقي الأنتقالي , الأستفادة من الدروس السابقة , وتطهير المراكز الحساسة في اجهزة الدولة من بقايا النظام , وكل من له ارتباط سابق بنظام الطاغية صدام .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاركة في الأنتخابات مهمة وطنية
- أصابع الأتهام
- إذا كان بيتكم من زجاج ... !
- من سيبني العراق ؟
- وثيقة تدين صالح مهدي عماش
- لماذا كل هذا الحقد على العراق أيها الأشقاء ؟
- يا أنصار - المقاومة - هللوا لهذا النصر الكبير !
- إتقوا الله وتوبوا إليه يا وعاظ السلاطين !
- لمصلحة من ... ومن المستفيد من إختطاف وقتل الأساتذة العراقيين ...
- أسئلة وعلامات تعجب أمام المجلس الوطني العراقي المؤقت !
- رسالة مفتوحة الى الحزب الشيوعي المصري
- تجفيف منابع الأرهاب ....مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- تأهيل حزب البعث الفاشي!
- المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !
- عن المثقفين العراقيين في الخارج !
- تجارة وعاظ السلاطين !
- فساد الجهاز الأداري
- بشرى سارة !!! عاد البعث ثالثة
- ام القرارات
- حكومة ... أم سلطة ... أم حكم مباشر؟


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم هداد - الطابور الخامس