لاجئة عاطفية

صمود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 11:00
المحور: الادب والفن
    

لاجئة عاطفيّة ...


قبلَ احتلالِك عالمي كنتُ امرأةً مختلفة ً...مدللةً ... مترفة ً... أمتلكُ مئةَ ألف جناح ... حين استوطنتني ...
واغتالتْ جيوشُك بلادي .... قبلتُ بك محتلا ً... وسلمتكَ وطني .... خلعتُ ملابسَ العزِّ والثروةِ ارتديتُ
فستانَ ريفيًا نسجْتُه لي كمهرٍ لقبولِ استيطانِك , حللتُ تسريحةَ شعري التي أحبهُّا ونثرته في طقوسٍ راقصةٍ
على مؤخرةِ ظهري لأن ذاك ما تحبْ ... تغلغلتْ أنفاسُك في أجواءِ موطني التي أصبحت فيه لاجئة ,
وعاثتْ جنودُك في أرضي ... وبدأتْ أجنحتي بالتكسّر الواحدِ تلو الآخر ... إلى أن بقيَ جناحًا مكسرًا ،
فمسكتُ عصا الذكريات تعكزتُ عليها ... سرتُ في صحراءَ قاحلةٍ بصحبتي ماضٍٍ مؤلمٍ حاضرٍ أشدّ ألما ..
مستقبل ٍلا يختلفُ كثيرا في قحله عن هذه الصحراء ...

رميتُ عصاتي في عرضها ... تكسّر ما تبقى من الجناح ... زحفتُ مع آلامي إلى أن وصلتُ إلى وطنٍ لا أعرفُه ولا هو يعرفني
وأعلنتُ نفسي لاجئةً عاطفيّةً متعطرة بعبقِ عصاةٍ رمتْها في وسطِ الصحراء...

بقلم وردة الربيع(صمود محمد )

#صمود_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل