أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا














المزيد.....

لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غلطتنا الكبرى أننا عملنا ثورتين كبار، ولكن لم نكمل التفاوض مع من تسلموا السلطة كثوار، حدث هذا مع المجلس العسكري في ثورة 25 يناي، فقاد الإخوان الحوار مع المجلس وأداروه لمصلحتهم؛ جعلوا الانتخابات أولا، وعلى الأرض، أداروا تزييف الصناديق حتى سقطت الثمرة وحكموا البلاد، وصاغوا الدستورعلى هواهم، وصارت كافة المقدرات في يدهم.
- وكيف كان الحل من هذه الكارثة وهذا التزييف؟

كان الإخوان هم الحل، إذ لم يقدموا شيئا يذكر للمواطن الغلبان غير الجنة اللي وعدوه بها لما يصوت لمصلحتهم، وكيس الإرز وزجاجة الزيت ، لقد أوضحوا هم بأنفسهم للمواطن، إزاي هم كدابين ومزيفين، وأنه ليس لهم علاقة بأي دين، لأن الدين معاملة، ومعاملتهم لم تتفق مع فهم الناس للدين.

ثم خرج الناس في ثورة غير مسبوقة لمواجهة الرئيس، خرج الناس رغم الخطر من أن تنكل بهم جماعة الإخوان المسلمين، أو أن تصم الرئاسة آذانها عن مطالبهم، وهنا تدخل الجيش كي يحمي الناس ويحقق مطالبهم، فرحل مرسي وتسلم أمر البلاد رئيس المحكمة الدستورية.

وهنا تتكرر نفس الغلطة؛ فمع الرئيس المؤقت، ورغم وجود "جبهة تمرد" وباقي القوى كممثل شرعي للثورة، نجد أن من يدير الحوار هم السياسيون ومحدثو السياسة كـ "حزب النور"، وبدلا من أن يكون الهدف هو إرضاء الجماهير التي خرجت في 30 يونيو ، أصبح إرضاء "حزب النور" هو الهدف.

وكسب "حزب النور" المعركة الأولى في إزاحة الدكتور البرادعي عن رئاسة الحكومة، وإزاحة كل من تم ترشيحهم بدلا منه، وكسبوا المادة الأولى من الإعلان الدستوري، تمهيدا لدستور الدولة الدينية.. وهذا ليس بمستغرب، فقد كان "حزب النور" هو اللاعب الرئيسي في صياغة الدستور المعيب المسلوق اللي أرادوا به سرقة الثورة والبلاد والعباد.

الخطأ المتكرر أن جماهيرنا تقوم بثورة، ثم نتحول بعد الثورة إلى مفاوضين سياسيين، مفاوضين تواؤميين، فتأتي النتائج متواضعة، أو أحيانا ما تكون ضارة بالصالح العام. لذا فالحل أن نكمل التفاوض مع أولي الأمر بنفس الروح الثورية اللي صبها الشعب العظيم في قلوبنا، أن نكمل التفاوض مع أولي الأمر كثوار، وذلك لسبب بسيط هو أن الثورة لم تنتهِ بعد، لأنها لم تحقق أهدافها بعد.

لقد أثبتت الدولة الدينية فشلها في أول تجربة لها مع أكبر فصيل منها، الفصيل الذي كان يعد نفسه لتولى مهام الدولة منذ أكثر من 80 عاما، الفصيل اللي كانت قواعده في كل مكان، والذي دانت له الدولة بمعظم مؤسساتها. فشلت التجربة لأنهم:
- خادعوا الناس، ولم يحققواالحد الأدني من العدالة، ولا حد الكفاف لرفاهية الشعب.
- ولم تضف تجربتهم للدين شئيا بل حاولت أن تأخذ منه؛ إذ نسبوا أخطاءهم للدين، فكانوا، ولازالوا، يكرهون ويقتلون ويكذبون ويجندون الفقراء بإسم الدين.
- فشلت لدرجة أنها لم تشجع الناس أن يكملو معا أكثر من عام واحد.

لقد فشلت تجربة الدولة الدينية، ونحن الآن نريد دولة مدنية لا مكان فيها لأحزاب دينية، ولا لدستور يكرس للمذهبية الدينية، ولو كنا لا نزال نريد المزيد فلنكمل بوضوح مع الدولة الدينية، أما لو كنا قد تعلمنا فلننحِ الفكرة جانبا، ولنبدأ دولتنا المدنية الحديثة.

نحن الآن في مرحلة الحوار الثوري، حوار الخيارات وليس المواءمات، فالمؤامات تأتي لاحقا بعد أن تستقر البلاد ونرسي المبادئ الأساسية للدولة.

نتائج الحوارات لهذه المرحلة ستكون فاصلة، وهذه المرة لن نحاسب الرئيس المؤقت، ولا الجيش ولا الشرطة، بل سنحاسب القوى الثورية؛ فهى المسئولة في هذه المرحلة من الحوار مع أولي الأمر، هي المسئولة أمام التاريخ والشعب عن كل قطرة دم قد تسيل في ثورة ثالثة على دولة دينية قد تصل للحكم نتيجة لهذه الحوارات السياسية الضعيفة مع "حزب النور" وغيره التيارات الدينية.

فعلى كافة القوى الممثلة للثورة أن تدير تفاوضا ثوريا حول الخيارات الأساسية، وألا تدير تفاوضا سياسيا.. هذا التفاوض السياسي الذي يمكن أن يدار على شاكلة: "معلش .. والسياسة خد وهات.. وأصل فيه توازنات دولية" ..كلام من هذا النوع الذي قد يفقدنا ثقتنا في ثورتنا ويخرجنا بعيدا عن الدولة المدنية لنعود مرة أخرى لمشروع الدولة الدينية.




#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكدير الصفو العام
- الشرعية التي تأخرت كثيرا
- 30 يونيو، الثورة تسترد الشرعية
- هذا ما لزم توضيحه
- الثورة تزداد نقاء وإصرار..
- هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
- الصمود لا العنف
- الديكتاتور العظيم
- آخر فرصة..
- يشكرون المرأة الكفيفة لأنها أيقظت ضميرهم
- لماذا يستهدفون الوحدة الوطنية؟
- أين نقف؟ في عرض البحر؟ أم عند الشاطئ؟
- المصارحة في مقابل المواربة
- أخطأت وأصاب الناس
- خذ القلوب الحجرية وأعطنا القلوب اللحمية
- المربع قبل الأول
- السلطة المطلقة مفسدة مطلقة
- الشعب يريد سقوط الهيمنة
- الترتيب الشديد
- من دهشور الأبنة إلى دهشور الأم عند الحدود


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا