أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - في نشداننا العبور الى الجانب الآخر














المزيد.....

في نشداننا العبور الى الجانب الآخر


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 22:55
المحور: الادب والفن
    




ليلٌ طويل في البرّية يطلق الانسان فيه شهقته ويضطجع باستحياء
مع السوس الذي ينخر جرحه. الجمال الغيور في العالم، يحزم نفسه
ويختفي من دون تميمة ترشده الى إشارة، وكلّ ما نحبه في حياتنا،
يحيل نفسه الى حجارة وينزع عن زمنه الريش. هل كان احتجازنا
للألم، الشاغل الذي طمسنا فيه وتعسفَّنا في عدم استحقاقنا لصيرورة
معيِّنة؟ يصعبُ علينا إسقاط النذور من فوق الأشجار، وكلّ تجاهل
للمافوق، يعجِّل بدنو المرء من حيازته لموته وحيداً وحانقاً. عواقب
رّديّة تسيِّجنا في النهار، ووقاحة تامَّة نتقبَّلها في انجراحنا بين الرضاب
العذب للقبور. ينتسب الموتى والأحياء في مراعاتهم لثقل غيابهم عنّا،
الى الأٍسلاف الذين يخرقون عهودهم معنا ويلوّثون أيّامنا بتلميحهم الى
العادات التي هجرناها. كهّان يعتاشون على خداعهم لآلهتهم التي
يمثلونها في تعقّبهم للجنائز في أحلامنا المفترسة.








حكايات شعبية...




يتسلَّلُ الأجداد الموتى من الجهامة المطوَّعة لزمنهم، ويهشَّمون حياتنا
بشؤونهم الثقيلة. قناديل كثيرة تهدَّمت في غيابهم، ونزلت الشمس ،
وصعدت الشمس الأخرى، وهم يحرّمون علينا ما أحلّوه لأنفسهم في
أيّامهم. تسكيناً لسخطهم وتذمّرهم من الخطَّافات التي نخلي سبيلها في
اضطجاعنا على الحشائش الناعمة في الليل والنهار. نراعي سخفهم
وعضّهم للثمار النيئة في أحلامنا بنوم القيلولة. ملاقاة الأقارب الموتى
ومصافحتهم، إهدار لكرامة الحيّ، ولولا اغتصابنا النساء في الزواج ،
لانقرض الجنس البشري كلّه. أوديب عجز في تعقبّه للمرض عن فحص
قيلولته، وانقضاضه على موته. كناية لذاته المتوفاة في تراجيديا قتل ما لا
جدوى منه. حكايات شعبية تُسلّي الحمقى في إنصاتهم للشيطان وهو يتسلَّق
هاماتهم.






ساسة ذئاب وأكثرهم بلا عقل...

الى شعب مصر الطيّب والعظيم دائماً..



تضيع من الخونة والمتزمّتين أشياء نفيسة وهم يستولون بخزي على الجمال
المادّي للسلطة الذي أودعناه لديهم، وفي نشداننا العبور الى الجانب الآخر،
وتحريك الحجارة من أجل إيناع السنبلة، نحتفظ بكومة من رماد الذي يسأم
السهر على الشرائع. الاكتظاظ بمرحاض الحُكم. المداولات الجهنمية.
الامتيازات، واحتكار كلّ شيء. تعسَّف فظيع وهيمنة على الفضاء الحرّ
لحياتنا. العيش في المخاطر، والسخط والوصاية على الآلام والأحلام،
إشارات تحرّكها غيرتنا في الحفاظ على العُرف، ولا نبتئس في الاطاحة
بالمخطىء واللص والذي يروّعنا في نومنا بلا عشاء. ساسة ذئاب وأكثرهم
بلا عقل، يستبد بنا الحمق فنفوضهم أمورنا، ونسلّمهم مفاتيح زادنا ومستقبلنا.
ينقلبون على الرأفة البشرية ويخرّبون الأماكن التي نصطاد فيها الأمل والعافية
والوردة العمّالية. في أعقاب كلّ انفجار تدمّر فيه السلطة طرق آمالنا ومعيشتنا
الأصيلة، نرفع الرماح ونخرج أفواجاً، أفواجاً لنتَّقي بخار المؤامرة الخسيسة.





3 / 7 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم
- يشاركون العرّاف فريته ولا يعتدلون في إراقتهم للظمأ
- يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية
- عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته
- شعوب مطعونة وتتعرّض لليتم في البراري
- المنافع التي يحقّقها لنا البخت
- الضيوف الذين مرَّوا سريعاً في الوهاد
- أيّام العزاء على النسَّاجين
- نحلة طفلة يطرزون لها أغطية تشبه أيّامهم
- الحيطة لكلّ طارىء
- الشراك التي أضاعوها في شبابهم
- ولادة الشجرة لطفلها أثناء الفجر
- مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا
- الجمال الانساني
- الأغصان المصفوفة للأيّام
- أسلاف الهاوية
- الشعوب التي تعيش معنا
- العوالم الأخرى
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل


المزيد.....




- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - في نشداننا العبور الى الجانب الآخر