أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - الفئران المذعورة من ثورة مصر المنصورة














المزيد.....

الفئران المذعورة من ثورة مصر المنصورة


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترتعد أوصال الأخوان المسلمين في مصر والعالم ومن على شاكلتهم من احزاب الاسلام السياسي من هبّة المارد المصري. ومرة أخرى يبهر الشعب المصري العظيم, محبيه ومبغضيه بثورته السلمية العارمة والتي أجبرت الجميع على اعادة حساباتهم. 17 مليون مصري في ميادين مصر وساحاتها في اكبر تجمع بشري في التاريخ, يهتفون ضد حكم المرشد ويطالبون بدولة مدنية ديمقراطية . المدعون من اعوان الأخوان يشيرون الى اعداد مريديهم الكبيرة في ميدان رابعة العدوية, لكن شتان بين هذا وذاك, فالملايين المنادية برحيل رئيس الأخوان محمد مرسي من منصبه الرئاسي, خرجوا محتجين بشكل عفوي وبمليْ ارادتها دون قسر, وهم يمثلون شرائح فكرية متعددة من يسار ويمين , مسلمين ومسيحين , من انحدارات طبقية مختلفة من فقراء مدن مصر واريافها واغنياءها وحتى ممن انتخبوا الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية الماضية, بينما قام الأخوان بأستدعاء جمهورهم من كل محافظات مصر وبذل الكثير من الأموال لدعم تجمعهم في القاهرة وبعد تنادي الاسلاميين بأخوانهم وسلفييهم وجماعات التكفير لنجدة حكم المرشد.

وعلى عكس الطبيعة السلمية لتظاهرة القوى المدنية, يتوعد مؤازرو محمد مرسي معارضيه بالويل والثبور ويجري تكفيرهم, مع رفع أعلام القاعدة على رؤوسهم , وفي هذه الأثناء ألقت الشرطة المصرية القبض على مسلحين حاولوا التسلل بين متظاهري ميدان التحرير, وكان قد انفجرت عبوة ناسفة بين متظاهري المعارضة في بور سعيد, وغيرها من الممارسات العنفية. لكن محاولات الأخوان جرّ البلاد الى حمام دم لايبدو قابلا للتنفيذ, فضخامة أعداد متظاهري المعارضة يعطيهم مناعة ذاتية من الأنجرار الى العنف وشعور كافٍ بالأمان والثقة بالذات, كما ان تجربة اسقاطهم حكم حسني مبارك قبل عامين سلميا, لاتجعلهم ميالين الى استعمال العنف. بينما يعاني الأسلاميون من قلق سقوط تجربتهم بعدما فقدوا سمعتهم وبسبب ايديولوجية رفض الآخر التي يعتنقونها. وما زاد من جزع الأسلاميين هو بيان القوات المسلحة الحازم بأنها لن تسمح بحرب أهلية أبداً.

لقد أشار بعض المتظاهرين في ميدان التحرير الى ان الفضل في خروج هذه الملايين ضد حكم الأخوان هم الأخوان المسلمين أنفسهم والرئيس مرسي بالذات, بسبب فشله في اصلاح الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لعموم المصريين بل انه فاقمها بسياساته المتهورة والمتناقضة وخلقه المستمر للازمات, تارة مع السلطة القضائية واخرى مع قيادة الجيش واستبعاده القوى الوطنية والديمقراطية من المشاركة السياسية وأستئثار الأسلاميين والأخوان بالخصوص بالسلطة وفي اشغال المراكز الحكومية, مما اثار غضب اعدادا غفيرة من المصريين, حتى من بين منتخبيه. كما كشف الأخوان المسلمون عن حقدهم السافر على الثقافة والمثقفين والفنانين بالتكفير والتعهير, ولم تسلم من ظلاميتهم حتى آثار مصر الفرعونية, والتي هي مصدر عيش مئات الآلاف من المصريين.

لقد حطم شعب مصر الصورة النمطية التي صاغها سيْ الذكر عمرو بن العاص والي مصرالغابر, مرتين على الأقل في لحظتنا التاريخية هذه, عندما قال عن أهل مصر:" قوم تفرقهم العصا وتجمعهم المزامير " وقلب الطاولة على محاولات أسلمة الدولة وفرض اللون الواحد على المجتمع المصري المتعدد, لاسيما وان مصر كانت من أولى دول المنطقة التي ولجت طريق الدولة المدنية , ولم تفلح محاولات الحكومات المتعاقبة على حكمها من اخضاع القضاء المصري الذي يمتلك تقاليد استقلالية راسخة, لرغباتها, كما لديها مؤسسات ثقافية واعلامية عريقة وحركة ثقافية تنويرية رفدت كل المجالات الثقافية والفنية والعلمية في البلدان العربية بأنجازات ثرّة.

الرئيس محمد مرسي أعلن في خطابه في اليوم السابق للتظاهرة الشعبية التي دعت اليها المعارضة المدنية, بأنه " لن يتهاون مع أي انحراف عن النهج الدستوري "و وهو يعني بذلك الدستور الذي سطروه حسب أوامر المرشد والذي فُصّل على مقاس الأخوان المسلمين في مصر وسلفييها... وكما هو شأن الأسلاميون في كل مكان ومنهم أحزاب الأسلام السياسي في العراق, فانهم يتعكزون على الصندوق الأنتخابي كتعبير وحيد عن الديمقراطية دونما الألتفات الى وجوب توفر تكافؤ الفرص لكل الأطراف المتنافسة قبل الأقتراع وبعد فوز الفائزين, في العمل السياسي الحر والمشاركة في رسم سياسة الدولة.
ومنذ اليوم الأول (30 حزيران ) للاعتصامات المليونية في محافظات مصر المنادية باسقاط حكم المرشد, بدأت تتهاوى أركان حكم الأخوان, والتي افتتحها هروب مسؤولين رسميين من أبواب خلفية خوفا من انتقام الحشود الغاضبة, بعدها كانت الأنسحابات المتتالية من المراكز الرسمية كما حدث لمحافظ أسيوط الأخواني تبعتها استقالات وزراء ومستشارين تضامنا مع شعبهم .

وفي تجربة نوعية جديدة ابدعتها جماهير الثورة السلمية, قامت القوى الشعبية بعزل محافظي القليوبية وطنطا الأخوانييّن وشكلوا مجلسا مدنيا من بينهم لأدارة شؤون محافظتيهما.

ان انسداد الأفق السياسي يفرض على الرئيس محمد مرسي اتخاذ القرار العقلاني الوحيد, المتمثل بالخضوع الى الأرادة الشعبية والتنحي عن رئاسة الدولة وأجراء انتخابات رئاسية مبكرة, خصوصا بعد ان أمهلت القوات المسلحة القوى السياسية 48 ساعة لتلبية المطالب الشعبية, ولابد من الأشارة هنا بأن المهلة المعطاة تبدو موجهة الى الأخوان المسلمين دون غيرهم لأنهم الجهة الوحيدة القادرة على الأستجابة لمطالب ملايين الشعب المصري.

هبّة الشعب المصري لأسترداد ثورته من سارقيها تقض مضاجع الكثير من حكومات الأسلام السياسي المستبدة, ولامناص من انتشار اشعاعات الثورة المدنية السلمية المصرية, آجلا أم عاجلا, على أرجاء شرقنا الغارق في حلكة ظلام حكومات تيارات الأسلام السياسي العاجزة عن مجاراة روح العصر... رياح التغيير آتية حتما.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُلعبان سياسي... چُقلبان قانوني !
- چلچ تايه* !
- صحة فخامته لا غبار عليها !
- اقطاعية السيد العميد وسراكيله !
- إرتكابات الزمن المرّ
- احتضار المحاصصة, بارقة أمل !
- يوم الحرمة العالمي بين الجدِ والهزلِ
- ... ما لجرح اذا أرضاكم ألم (عن الافتراءات على زيارة وفد منظم ...
- عندما قتل الحرس القومي عفلقا شر قتلة !
- عاشت تمبكتو حرة أبيّة
- فضيحة المحاصصة الاخلاقية
- أكثر ما يجيده الاسلاميون !
- دولة القانون... العشائري !!!
- جيشنا- مشكلة مأسسة... تعدد ولاءات !!!
- المسألة اكبر من بذرقة حجيج
- شعواط فسادهم
- صنوان مهدا لعملية الهروب الكبرى
- حل الازمة السياسية بين عصا جلال الطالباني وطيبة احمد طيب ارد ...
- عن شرعية تشبثهم بالسلطة ومشروعية سياساتهم
- حجب الحريات وسفور ايديولوجيا الاقصاء


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - الفئران المذعورة من ثورة مصر المنصورة