أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - صحة فخامته لا غبار عليها !














المزيد.....

صحة فخامته لا غبار عليها !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 03:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" صحتي لاغبار عليها" هكذا أجاب المقبور صدام حسين على سؤال أحد الصحفيين الاجانب نفيا للاشاعات باعتلال صحته ولنفس السبب وبنفس المعنى سارع المقربون من الرئيس الطالباني الذي يتلقى العلاج في المانيا منذ كانون الاول الماضي الى نفي خبر وفاته الذي اوردته مصادر اعلامية.
ان وفاة الرئيس جلال الطالباني الذي ناهز عمره الثمانين, ستكون لها تداعيات خطيرة على الاوضاع السياسية في البلاد. فرغم الطابع الشرفي لرئاسة الجمهورية فان شخص جلال الطالباني يشكل عامل توازن نسبي بين القوى السياسية المتناحرة. لاسيما وان تسنمه لهذا المنصب جاء ضمن منظومة توازن توافقي ( خارج اطار الدستور ) بين اطراف المحاصصة السياسية واحزابها المتنفذة, لذا فان الاخلال بها لأي سبب من الاسباب , حتى لوكان لاسباب طبيعية كالموت, ستفتح ابوابا جديدة للصراع على مراكز القوى والمصالح, شعبنا وبلادنا في غنى عنها.

ولابد وان ائتلاف نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي, عضو هذا الائتلاف, الذي استلم مهام الرئاسة بسبب مرض الرئيس الطالباني وسفره الى الخارج للعلاج ثم هرب النائب الاول لرئيس الجمهورية طارق الهاشمي الى خارج البلاد بعد ادانته بدعم الارهاب, لا يرغبان ان " ينطوها". فوجود السيد الخزاعي على رأس مؤسسة الرئاسة جنب رئيس الوزراء نوري المالكي, على الأقل, مصدرا من مصادر الأزعاج له التي تعج بها الساحة السياسية العراقية, فالخلافات والمشاحنات وخلق الازمات سمة غالبة في العلاقة بين القوى المتنفذة في الحكم. كما ان صراع مراكزالنفوذ في الدولة المتمثلة برئاسة الوزراء ومجلس النواب وقوى سياسية متنفذة على جني مكاسب فئوية لها, اصبح محور وجودها وضمانة استمرارها في الحكم, والتي قد يكون اشغال موقع رئاسة الجمهورية احد مطامعها. اضافة الى تنامي مشاعر التذمر الشعبي من الأداء الحكومي وفشله في مجال الخدمات وحماية الحريات العامة, ثم ما شكلته اعتصامات مناطق البلاد الغربية والشمالية من مصدر ضغط وعدم استقرار.

وكذلك الأمر بالنسبة لأقليم كردستان, فان وفاة الرئيس الطالباني سيكون لها تأثيراتها الكبيرة على توازنات القوى فيه وانعكاساتها بالتالي على واقع الحكم وطبيعته التعددية, لاسيما بعد تراجع دور حزب الرئيس, الاتحاد الوطني الكردستاني بسبب الانشقاقات في صفوفه وتنامي دور حزب رئيس الأقليم مسعود البارازاني, الحزب الديمقراطي الكردستاني ومطامحه في تمثيل الكرد العراقيين منفردا, رغم وجود معارضة خجولة من كتلة تغيير واحزاب اسلامية.

لقد كان تهرب القوى المتنفذة من استحقاق بناء دولة مدنية وارساء أساسها على قاعدة مؤسساتية صلبة بتسابقهم على تحاصص المجتمع والدولة, احد الاسباب الرئيسية في هشاشة الوضع العام في البلاد واحتمالات انحداره نحو التقسيم. فقد كان الالتفاف على بنود الدستور , الذي وضعوه بأنفسهم, بل خرقها ممارسة يومية طبيعية في نشاطهم السياسي وعملهم الأداري في مرافق الدولة, ابتداءا من عدم اقرار الكثير من القوانين المتعلقة ببنود محددة في الدستور, مرورا برفض اقرار قوانين مهمة تمس حياة الناس وحقوقهم كقانون النفط والغاز وقانون انتخابات منصف اضافة الى احصاء سكاني واقرار قانون الاحزاب السياسية..., ثم أستمرار العمل بقوانين موروثة من مجلس قيادة الثورة البائد, هذا غير محاولات الغاء ومصادرة الحقوق المدنية والشخصية كقانون الاحوال الشخصية وحق التنظيم النقابي والمهني وغيرها المتعلقة بالثقافة والفنون.

تحيلنا الاخبار المتناقضة حول وضع الرئيس الصحي الى المشكلة القديمة الجديدة, المتمثلة بالثغرات الدستورية التي تعتور قانون الدولة الاساسي وضرورة اعتماد صياغة قانونية دقيقة تردم هذه الثغرات وتحرره من مطاطيته التي أتاحت لذوي الأجندات الخاصة تمريرها على حساب المواطن. كما تفرض علينا ضرورة التفكير بمرحلة ما بعد الرئيس الطالباني, فالآلهة فقط لاتموت, وبقاء منصب رئيس الجمهورية شاغرا لكل هذه الفترة الطويلة غير مبرر, خصوصا وان الدستور يؤكد على وجوب انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد مرور 30 يوما من بقاء المنصب شاغرا لأي سبب كان( المادة 73 ). بينما يبرر اصحاب السلطة تجميد العمل في هذه الفقرة كل هذا الوقت بعدم وجود تفصيل واضح لأسباب الغياب.

مسؤول الجهاز الطبي المكلف بعلاج الرئيس وعد الشعب الكردي وليس الشعب العراقي ببشرى سارة عند عودته من زيارة الرئيس الطالباني في المانيا ! هل ياترى ستكون عودة الرئيس معافى بقوة شاب عشريني, أم ربما ستجرى عملية اعادة استنساخه جينيا؟!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقطاعية السيد العميد وسراكيله !
- إرتكابات الزمن المرّ
- احتضار المحاصصة, بارقة أمل !
- يوم الحرمة العالمي بين الجدِ والهزلِ
- ... ما لجرح اذا أرضاكم ألم (عن الافتراءات على زيارة وفد منظم ...
- عندما قتل الحرس القومي عفلقا شر قتلة !
- عاشت تمبكتو حرة أبيّة
- فضيحة المحاصصة الاخلاقية
- أكثر ما يجيده الاسلاميون !
- دولة القانون... العشائري !!!
- جيشنا- مشكلة مأسسة... تعدد ولاءات !!!
- المسألة اكبر من بذرقة حجيج
- شعواط فسادهم
- صنوان مهدا لعملية الهروب الكبرى
- حل الازمة السياسية بين عصا جلال الطالباني وطيبة احمد طيب ارد ...
- عن شرعية تشبثهم بالسلطة ومشروعية سياساتهم
- حجب الحريات وسفور ايديولوجيا الاقصاء
- هل التهام جني كانيبالزم ؟
- عضني من علباتي... عضيته من اذانه !
- مبادرات نوعية... تردد مجتمعي


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - صحة فخامته لا غبار عليها !