أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد البهائي - مرسي..يذكرنا بجحا الضاحك المضحك














المزيد.....

مرسي..يذكرنا بجحا الضاحك المضحك


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 12:43
المحور: كتابات ساخرة
    


قال الشاعر التركي المستعرب ابن سيودون اليشبغاوي وهو يرسم لنا الكاريكاتور بشعره :
إذا ما الفتى في الناس بالعقل قد سما**تيقّن أن الأرض من فوقها السما
وأن السما من تحتها الأرض لم تزل** وبينهما أشيا متى ظهرت تُرى
وإني سأبدي بعضَ ما قد علمته** ليعلم أني من ذوي اللم والحجى
فمن ذاك أن الناس من نسل آدم** ومنهم أبي سودون أيضاً ولو مضى
وأن أبي زوّج لأمي وأنني** أنا ابنهما والناس هم يعرفون ذا
وكم عجب عندي بمصر وغيرها** فمصر بها نيل على الطين قد جرى
ومن نيلها من نام في الليل بلّه**وليست تبلّ الشمس من نام في الضحى
وفي الشام أقوام إذا ما رأيتهم** ترى ظهر كل منهم وهو من ورا
بهاالبدر حال الغيم يخفي ضياؤه**بها الشمس حال الصحو يبدولها ضيا
وتسخن فيها النارفي الصيف دائماً** ويبرد فيها الماء في زمن الشتا
وقد يضحك الإنسان أوقات فرحه** ويبكي زمان الحزن فيهاإذا ابتلى

حيث اراد الشاعر بهذه الابيات الاضحاك ، بمحاكاة ادعياء المعرفة الذين لايزيدون في حكمتهم على تعريف المعروف .
فمرسي بدأ خطابه التشنجي الطائفي بامتياز الذي القاه في مهرجان نصرة سوريا الذي نظمه دعاة الدكتاتورية الدينية بقول " لبيك ياسوريا " .. ثم كرر واعادها.. حتى ظننت ان الرجل يمتلك مصباح علاء الدين السحري ،ثم كررها ترتيلا لبيك ياسوريا .. وقتها وجدت نفسي داخل مشاهد فيلم اسماعيل ياسين " الفانوس السحري "وعفركوش ابن مافركوش بشكله " الكاريكاتوري " وهو يقول شبيك لبيك,, هنا ضحكت ، ثم تذكرت ما قاله محمد محمد مرسي عيسي العياط اثناء زيارته الفاشلة التسولية لروسيا وقوله ( ان نظرتنا ورؤيتنا مطابقة مع روسيا حيال الازمة السورية ) هنا بكيت حزنا .

هل وصلت مصر العريقة الى هذا الحد من التدني والسخرية والعفن على مستوي القرار وتحليل الحدث ، هل جزاء مصر وشعبها ان يحكمهما جماعة بلهاء كتلك ، حقيقة الامر جلل ، البلاد في ازمة لم تعهدها من قبل بفعل فصيل اراد هو وصبيانه القصر اخذ مصر الى المجهول ، فالعطب في رأس هرم الدولة ، فقد كنت اقول ان مرسي فاقد لكاريزما المنصب ولكن اخطاء الرجل وهفواته تعدت بكثير لتجعلنا جميعا نقول انه فاقد الاهلية ، ولا يصلح ان يكون رئيسا لمصر الحضارة والتاريخ .
ومن هنا يجب الرجوع الى الوراء قليلا فالصفحات مازالت في متناول اليد ،فمنذ عام تقريبل اعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية وقتها بعد مقدمته الطويلة والتي كانت السياسية بامتياز بأن محمد مرسي فاز في الانتخابات بنسبة 51.7% ، ليصبح رئيسا للجمهورية المصرية الثانية ، وللاسف قد نسى مرسي ان هذا الفوز يؤكد ان الشعب المصري هو صاحب الشرعية الاصلية وهو اقوى من اي سلطة ومازال هو صاحب القرار وبيده مفاتيح " الخلع " ، وان هناك رغبة حقيقية وأكيدة في التغير ونقل السلطة للمدنيين ، نعم فمرسي لم يكن الخيار الامثل والاول لمصر الثورة ، ولكن عندما خير المصريين بعودة النظام البائد اختاروه ، لقطع الطريق على كل حالم من رجال الحرس القديم بالعودة بالنظام مرة اخرى ، فمرسي لم يمعن النظر في النسبة التي فاز بها التي لا تزيد عن نسبة منافسه احمد شفيق الا 3.4% فقط ، ولم يأخذ في الحسبان ان شرعيته على المحك والحافة ، وان الثورة لم لن تتجمد بفوزه بل هى التي صنعته ليكون رئيسا لمصر، ليذكر ما أشبه اليوم بالامس القريب يوم تنحي الرئيس المخلوع مبارك ونزع صلاحياته الفرعونية ليستحضر الشعب دائما في الصورة حتى يكون رئيسا لكل المصريين ، وللاسف الرجل وجماعته تناسوا كل شئ عمدا .


فمرسي يبكينا ويضحكنا في آنا واحد ، فالرجل بمواقفه ونوادره ينسينا ضحك السرور والرضا والاعجاب ، وضحك المزاج والطرب ، وضحك العطف والمودة ، وضحك التفاؤل والامل ،وجعل عند مشاهدته حاضرا لضحك السخرية والعجب والازدراء ، وضحك المفاجأة والدهشة ، وضحك الشماتة والعداوة ، وضحك المشنوج والاضطراب ، وضحك السذاجة والبلاهة ، ضحك السفه والحماقة .
فهناك من يقول ان الضحك والبكاء نقيضان ، فاذا اغتبط الانسان ضحك واذا شعر بالمهانة والسخرية والنقص بكى.. ، ولكن في حال تلك المواقف وشخصها حاضر الحديث ، ليست تلك المقابلة صحيحة في كل احوالها ، فالشئ مضحكا ومبكيا معا ، كما كان يقول ابو الطيب : ( وكم ذا بمصر من المضحكات *** ولكنه ضحك كالبكا ) وكما قال الشاعر بيرون ( انني اضحك لكي لا ابكي ) .
وهنا يستحضر كتاب "جحا الضاحك المضحك" لكاتبنا العبقري عباس محمود العقاد ، عندما يعرف "" جحا ""بانه صانع الضحك والاستغراب من نوادره وبوادره للمواقف السياسية والاجتماعية والانسانية والامنية ، فهو يُعرف جحا حقا حين نعرف لماذا يضحك الناس عامة بغير اختلاف ، ونعرف لماذا يضحكون خاصة من شئ دون شئ ومن انسان دون انسان .. ، فجحا واحدا ولكنه الناس اجمعين ، لان الناس اجمعين يضحكون منه وان لم يظهر في غير موطن واحد أو مواطن متشابة تحسب كالوطن الواحد .

فمصر اليوم مشهورة بجحا جديد تستأثر به في معظم نوادرة وبوادره فهو امتداد لجحا القديم رغم اختلاف السليقة ، واخيرا دعوني اختمها بتلك الابيات الشعرية المضحكة كما بدأتها ل ابن سيودون اليشبغاوي وفيها ما يطابق جحا الواقع في مصر الان ، وهو يرسم لنا الكاريكاتور بشعره ، تارك لنا ان نرسمه ونستوحي ملامحه من خلال الالفاظ ومعانيها قائلا :

عجب عجب عجب عجبُ** بقر تمشى ولها ذنــــــــب
ولها في بزبزها لبــن** يبدو للناس إذا حلبـــــــــوا
من اعجب مافي مصر يرى** الكرم يرى فيه العنب
اوسيم بها البرسيم كذا** في الجيزة قد زرعوا قصب
زهر الكتان مع البلســـــان** هما لونان ولا كــــذب
وقناطر ام الخمس بها** ماء في الحفرة ينسرب
والمركب مع ما قد وسعت** في البحر بحبل تنسحب

وهذا هو الحال مع حجا مصر فلم تظهر منه نوادر وبوادر الذكاء والحكمة والخبرة حتى الان ، فهل بقى من الوقت لكي نكون من المنتظرين...؟!!



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان.. بين الحلم واتفاقية لوزان
- قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية
- مرسي.. بين الكاريزما والانجازات والتسول
- اسرائيل وايران..الهدف الاستراتيجي
- مصر الثورة..هل لها من ناصر؟
- صكوك الاخوان الاحتكارية(فرمان1867م)
- الاردن..( الشعب والملك ووحدة التراب )
- مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)
- هاملت الاخوان بين النوبة وبورسعيد
- بورسعيد..شوارعها الملتهبة بين( اللنبي ومرسي )
- مدن القناة.. بورسعيدي وافتخر
- مصر الثورة..بين الامل وكنعان إيفرن
- مصر الثورة.. ( أهل الكهف برؤية جديدة )
- مصر..حكومة تكنوإخوان والحل غرفة إنقاذ
- سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
- الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد البهائي - مرسي..يذكرنا بجحا الضاحك المضحك