أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - تحريف الجهاد















المزيد.....

تحريف الجهاد


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 18:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ البداية كنت ضد النظام الأسدي المجرم ، ولن أرضى أبدا بنهجه التقتيلي المدمر من أجل هدف واحد ووحيد هو بقاؤه في الحكم . وبعدما تدخل حزب الله في طاحونة العبث السوري فقد تغيرت نظرتي اليه ككثير من العرب الغيورين على واقع وحال الأمة العربية ، ولا يمكن تبرير تدخله في الشأن السوري تحت أي ذريعة ، فما بالك اذا تسببت هذه الذريعة في التأكيد على الحرب الطائفية ممارسة وتنفيذا في منطقة القصير السورية ، لأن القضية هنا ستتحول أيضا الى ذريعة واضحة سيتستغلها المحور المناقض والذي أصبح للأسف عدوا مباشرا لتصفية حساب كان الى عهد قريب متواريا تحت رماد وهاج .
وهذا ما اتفق عليه أدعياء الدين ، ورفعوا راية الجهاد ضد الشيعة ، ليعمم ما تم تخصيصه في القصير وان امتد الى مناطق أخرى حسب ادعاءات الخصوم . فهل كان علماء السنة وعلماء السَّنَة ، وعلماء الألسنة يتصيدون هذه الفرصة لتفجير المنطقة وتدمير كل الوطن العربي ؟ .
يبدو ان مخطط اعلان الجهاد ضد الشيعة كان مبيتا ولا ينتظر الا نقطة الصفر لاعلانه في حلة تكتسي كل مظاهر القبول والرضى ، من قبل نخبة كان الأجدى بها أن تكون هي نخبة العقل والاستبصار والرحمة ، لكنها لضيق أفقها عمدت الى تطبيق أجندات أعداء الأمة ومستقبلها ، فأطلقت صفارة الجهاد .
قد نتجادل في مدى مشروعية هذه الفتوى الفوضى ، لكننا ألا يمكننا طرح سؤال بسيط حول تلكؤ هؤلاء العلماء في نصرة أم القضايا العربية وهي القضية الفلسطينية ، التي مر على فضيحتها 65 عاما ؟ ولم نسمع فضلاء علماء الجهاد يفتون بضرورة الجهاد العيني على كل مسلم ومسلمة لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين من أيدي شعب الله المختار ؟ أم أن هذه الصفة تمنع مفتيي جهاد المناكحة من الاقتراب الى من اختاروا انفسهم ليفرضوا على الله صفة شعب الله المختار ؟ .
فحينما يحاول القرضاوي وفريقه أن يوهموننا بكون الشيعة أخطر من اليهود على الاسلام ، وهم علماء الدين وفقهاء الشريعة ومجتهدو الفتاوي الضالة ، فانهم يلقون بالقرآن الالهي جانبا وبالسنة النبوية ظهريا ، ويفتون من مصادر أخرى نجهلها نحن معشر المسلمين البسطاء الذين لا نزال نعتمد في قراءاتنا على النص القرآني والسنة النبوية . فالله سبحانه وتعالى يقول في قرآنه النور " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " ولا نجد ذكرا للشيعة في الآية الكريمة . كما أن قوله تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ." لا نعثر فيها على لفظ الشيعة ، فكيف استطاع هؤلاء المفتون ان يقلبوا نصوصا صريحة ويعاكسوا منطوق قوله تعالى ؟ .
نعم ارتكب حزب الله خطأ استراتيجيا كبيرا وهو يقاتل الى جانب النظام الأسدي الباغي ضد مجموعة من المنحرفين سلوكيا وأخلاقيا ودينيا ، بايعاز من نفس الأنظمة التي أطلقت العنان لهؤلاء الشواذ وفتحت لهم الحدود وتاجرت بهم وبأعضائهم ، وهذا سيناريو واضح وبين ومعلوم ، وهي نفس الأنظمة التي تدعم مثل هؤلاء العلماء بغطاء صهيو أمركي وروسي صيني ، بالاضافة الى بعض دول أوروبا . هذه هي حقيقة اللاعبين المباشرين في سوريا اليوم .
من هنا كان يجب وضع خريطة المايجري في سوريا ، والبحث فيها والتفكير في محاصرة تداعياتها ، لأن القضية أكبر وأعمق من حروب بالوكالة ، ومن زج الفرقاء المتحمسين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل الا تهييج نفسي واستغلال لنقص ديني وانتهاز لضعف الحصانة المعرفية لهؤلاء المتحمسين .
لكن حين تضيع بوصلة الحكمة عن أهل الحكمة ، فان الحكمة تظل في مكان آخر لأنها في تربيتنا الثقافية ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها . فأين هي وحالنا اختلط به الحابل بالنابل واصبح فقهاؤنا يشحذون سكاكين وسيوف الاقتتال في وجه ضال عقديا وانسانيا ، عوض ان يستعملوا قواعد قرآنية خالدة تاريخيا وانسانيا وكونيا ، كما جاء في الاية الكريمة " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، فأصلحوا بينهما ، فان بغت احداهما على الخرى فقاتلوا التي تبغي الى ان تفيئ الى امر الله ، فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ، واقسطوا ان الله يحب المقسطين " فأين هي المراحل الثلاث للأم جرح الاقتتال بين المسلمين ؟ الصلح والعدل والقسط ، ولعل فقهاءنا يدركون جيدا الفرق في الدرجات بين العدل والقسط ، لكنهم كما يبدوا مخدرون من أجل اقحام العرب في حروب طائفية معاصرة بعدما جربوها قديما ، وجربوا حروب الطوائف ، ونتمنى منهم أن يدلونا على حروب اللطائف فهي من نفس الجذر اللغوي ، لكنها نقيضة المعنى والدلالة والممارسة .
نعم لايران مشروعها الحضاري ، كأي أمة تحس بنأمة الحيوية تسري في بدنها فتبحث عن مجالاتها الحيوية ، وهو مشروع يناقض مشاريع أممية أخرى أهمها المشروع الصهيو أمريكي المتقاطع مع المشروع الأوربي التي تحاول فرنسا وانجلترا احياء أمجادهما الماضية من خلاله . فأين مشروع الأمة العربية ، التي تعتبر الأمة الأغنى من بين هذه الأمم من الناحية المادية ، لكنها الأفقر من الناحية العقلية والوجودية .
فهل سندخل بعد حين في حرب بالوكالة ضد ايران مع علمنا المسبق بضعفنا العسكري والاستراتيجي تجاه هذه الدولة المتطورة بسرعة يغيب معدلها حتى عن الولايات المتحدة الأمريكية ؟ ، لعل المعطيات تنبئ بقرب الصدام بالوكالة مع ايران .
ان اقتحام السياسة من باب الدين كما يصنع حماة الدين المزعومين هو ما نبه اليه الفقيه ابن قيم الجوزية منذ أكثر من سبعة قرون حين أفتى بحرمة افساد الدين بالسياسة أو العكس ، فالدين طاهر والسياسة متحولة ، وكل متحول قابل للفساد ، وقد أفسد هؤلاء علينا ديننا ، ولكن الأمل ما يزال معقودا على فئة متنورة تبغي الخير والازدهار والرخاء والعدل لهذه الأمة . أنصر أخاك ظالما او مظلوما ، قال : أنصره مظلوما أفرأيت ان كان ظالما كيف أنصره ؟ ، قال : تحجزه او تمنعه من الظلم ، فان ذلك نصره . والله أعلم .
أما عن الجهاد وفقهه ، قال ابن القيم :«إذا عرف هذا فالجهاد أربع مراتب : جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين.» ، عودوا الى فقه الجهاد وأركانه وشروطه ، فليس هناك جهاد في الاسلام ضد المسلمين . والله ولي التوفيق .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة هدف مؤجل
- البيان حلم والممارسة واقع
- ثمة أغنية في الحنجرة
- الانسان ذلك المنحرف -1-
- القضاء المغربي ، فجوات بحجم العار
- قصة الدمعة -قصة-
- مؤتمر جنيف-2- الميت
- ريق السحلية
- البحث عن الغائب الحاضر -13- رواية
- ردة الحقوق وسلامة المواطن في المغرب
- عن أغنية - مالي ومال الشمعة -
- قصة : لم أتعلم الندم
- الى السيد عبد العالي حامي الدين*
- تلبيس ابليس لباس القديس
- ليس دفاعا عن العلمانية -2-
- أثر الدلالة
- البحث عن الغائب الحاضر-12- رواية
- تذكرة السيرك
- ليس دفاعا عن العلمانية
- عاشق الفوضى


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - تحريف الجهاد