أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - تلبيس ابليس لباس القديس














المزيد.....

تلبيس ابليس لباس القديس


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلبيس ابليس لباس القديس
********************
حين يتم اغتيالنا ايديولوجيا ودينيا ومذهبيا وماديا ،ونظل نقاوم ، يتغير معنى المقاومة وينشأ مفهوم آخر . ليس بالضرورة ما اجترته ماكينة الاعلام وأبطال مقاومة البارحة . هكذا نُخلق من جديد في وهم مقاومة تقاوم ارادة الشعوب في تحطيم الأصنام .
ليس سهلا أن تنتقل باسم المقاومة من مقاومة العدو الشامل ، الى مقاتلة شعب يتوق الى التحرر ويطالب بالحرية والكرامة .
حدث هذا عند الفتنة الكبرى ، وحدث أيضا في الثورة البولشفية ، وحدث للأسف في كل الدول العربية التي كذبت علينا بمصطلح الاستقلال لنعيش نحن وآباءنا وأبناءنا أبشع استعمار في التاريخ الحديث .
حين تنقلب لفظة المقاومة الى ما يشبه المقاولة تضيع البوصلة ويتلبس الباطل الحق ، ويأتمر العقل بأوامر العاطفة وتصغر الأهداف الكبرى الى أهداف ثانوية ، ويصبح تحرير الأراضي المستعمرة والأراضي المغتصبة منحرفا الى تحرير الأراضي المحررة . بدافع مذهبي بحث ،انقلب في غضون أيام معدودات الى حرب معلنة على المشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري ،كتوظيف سياسوي سهل التسويق لما لصداه من وقع على الأذن
العربية الصماء ، الى محاربة اخوان كل جريرتهم ارادة شعبية في تغيير النظام .
نعم دخلنا عصرا مفصليا جديدا ولا تغيب هذه الحقيقة الا على المتكلسين ، ونواجه مصيرا غامضا وعصيا على تبيان سبيله نظرا للتقاطعات التافهة التي يدخلنا فيها من تولوا قيادة المجتمع العربي ، ساسة ومفكرون ورجال أعمال الى درجة أن المجتمع الواحد صار مزقا ، والجماعة الواحدة أصبحت رقعا ، والأمة التي كان يفترض فيها أن تكون أمة واحدة غدت شيعا وقبائل ؛ وكأن الحنين الى القبلية هاجس موروث عن جاهلية ما قبل التوحيد الذي أصبح توحيدات داخل تشكلات مذهبية وطائفية وايديولوجية لا يمكن الوقوف على جوهر مبدئها الحقيقي .
من يستطيع اليوم أن يجمع شتات الأمة العربية بعد هذه النعرات المعلنة يوميا من هنا وهناك ؟ ، كلما سكت بوق ، هتف آخر ، ليصعد الثالث بعد خفوت الأول ، داخل لعبة كل فاعليها مفعول فيهم وبهم . والى الآن ومنذ ما يقرب قرنا ونصف القرن ، لم نختط طريقا ومنهجا ذاتيا ، لم تقف آلة الاملاءات الخارجية أو الوصفات المستوردة ، أما النبت الداخلي المغروس في التربة المحلية والنامي في الأجواء الداخلية فاننا للآن لم نعثر على مكوناته الذاتية .
خطاب السيد نصر الله الأخير كان بمثابة الاسفين الذي يُدق على نعش الأمة العربية ،لتكون انطلاقة وايذانا بدخولنا عصر الحروب الطائفية بصوت علني بعدما حاول الكثير من العقلاء والفضلاء اخفاءه تحت تبريرات وتخريجات شتى . الى درجة الاندماج في الدور والوعد بالنصر المبين . هل يمكن للصدى أن ينتصر على الصوت ، أو العكس ؟ .
كان انخراط حزب الله في الشأن المحلي السوري منذ البداية انخراطا مفروضا عليه من خارج ارادته بحكم الدَّين الديني والاستراتيجي تجاه محور ايران -سوريا النظام ، وداخلي بحكم ما تفرضه عقيدة نصرة الأخ في المذهب ، مع العلم أن القاعدة الشرعية تقول في هذا الصدد ، "وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى أمر ربها ؛ فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ، ان الله يحب المقسطين " الحجرات -9- والقاعدة الثانية تقول " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل يارسول الله (ص) أنصره مظلوما ،أفرأيت ان كان ظالما كيف أنصره ؟ قال تحزه أو تمنعه من الظلم ، فان ذلك نصره . حديث صحيح .
هذا من الناحية الشرعية التي تتأسس على منطق راق يتأسس على الصلح والمصالحة والعودة الى مبدأ الأخوة المناصِرة ايجابا . وهناك ما يسمى بمبدأ الحياد حين يتعلق الأمر بصراعات داخلية بين شعب ونظامه ، خاصة اذا كان هذا النظام قد تسبب في قتل أكثر من 100.000 مائة الف مواطن من جميع الفئات العمرية ولم يوفر حتى الأجنة في بطون أمهاتهم ، وعمل على تشريد أكثر من مليوني مواطن ؛بين مشردي الخارج ومشردي الداخل ، وحتى اذا أعفينا هذا النظام نظريا من المسؤولية المباشرة في هذا الدمار والفضيحة الانسانية والأخلاقية ، فان المسؤولية غير المباشرة لا يستطيع انكارها الا جاحد أو أعمى وأصم , وان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون . فغياب العقل هو كناه شبهه القرآن الكريم بالحجر وببيلغ التصوير منحه صفة الدابة . لأن الأصم البكم من بني الانسان لايمكن نزع صفة العقلانية عنه ،بل قدمت لنا الانسانية منهم مبدعون وفنانون ومقتدرون وعباقرة .
حين استقال الرئيس الألماني " كريستيان فولف " من منصب الرئاسة قال عبارة بليغة لا يمكن أن أحكم شعبا سقطت في عينيه ، وأضاف " البلاد تحتاج إلى رئيس يتمتع بثقة عريضة من الشعب ويستطيع أن يكرس نفسه للتحديات المحلية والدولية". . ولم يكن السقوط من عين شعبه الا النبش في ماضيه القديم والعثور على قبوله خدمات تفضيلية في حصوله على قروض تسهيلية لبناء منزله عندما كان حاكما لولاية بافاريا . من أجل منزل تخلى عن منصب رئاسة ألمانيا الموحدة العظمى . بل ان قائدا عنصريا هو الزعيم الفاشي النمساوي "هايدر " استقال من منصبه بعد أن اتهمه الاتحاد الأوروبي بالفاشية والعنصرية . فكيف اذن نستطيع هضم تبجح بشار ببقائه في منصبه بعد كل هذه الويلات ؟ وكيف نستطيع استصاغة منطق النصر الذي يعد به نصر الله أشياعه ؟ .
السياسة غير الدين ، والدين غير السياسة ، قد يتفقان في أمور كثيرة او قليلة ، لكنهما لايجتمعان ، وان اجتمعا فشروط اجتماعهما معلومة عند عتاة الفقهاء ، سواء فقهاء الدين او فقهاء السياسة . فلا يمكن مثلا تصور حلكم أو رجل دين في مقام الرسول الأعظم أو في مقام الخلفاء الراشدين ؛ وكل خلط في الأمر هو تلبيس ابليس بلباس القديس .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن العلمانية -2-
- أثر الدلالة
- البحث عن الغائب الحاضر-12- رواية
- تذكرة السيرك
- ليس دفاعا عن العلمانية
- عاشق الفوضى
- عرق الريح.......
- الخوف من انبعاث الحضارة العربية ثانية
- البحث عن الحاضر الغائب -11- رواية
- ابتسمي
- هاري كريشنا
- المغرب وعلامات استفهام كبرى وعديدة
- البحث عن الغائب الحاضر -10-رواية
- سليل النار
- رعشات تائه
- البحث عن الغائب الحاضر -9-رواية
- السلطة الرابعة ...السلطة الأولى -1-
- التفكير بالدين والتفكير في الدين
- روسيا تنتصر
- البحث عن الغائب الحاضر -8- رواية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - تلبيس ابليس لباس القديس