أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط -سنجه- إلى المتأبطين أكياسًا.














المزيد.....

مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط -سنجه- إلى المتأبطين أكياسًا.


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 17:27
المحور: كتابات ساخرة
    


مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط "سنجه" إلى المتأبطين أكياسًا.

تاريخ العرب في تأبُّط الشر مُوغلٌ في القدم على ما يبدو. وما تأبَّط شرًّا إلا مثال على ذلك. وبغض النظر عن الحقيقة وراء تسميته؛ (الغول، الأفاعي، السيف) تبقى حقيقة أن ما كان تحت إبطه هو الشر أو أحد لوازمه. ومن الطريف أن يجمع بين تأبُّط الشر وسرعة العدو كصعولك "محترف" بلغة العصر الحالي. فقد قيل عنه "كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين وكان إذا جاع لم تقم له قائمة فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ثم يشويه فيأكله." ومن أشهر قصائده تلك التي مطلعها:

يا عيد يالك من هـــــــم وإيراق **** ومــر طيف على الأهوال طراق
يمشي على الأين والحيات محتفيا **** نفسي فداؤك من سار على ساق

يمرُّ الزمن ويحترف "صعاليك" العصر تأبُّط الشر وسرعة العدو. ومع تجميد الأمن في ثلاجة النظم الحاكمة الضعيفة التي تستغل خوف المواطنين وتتاجر بأمنهم تتنوع أدوات التأبط ويختفي العدو. فصعاليك هذا الزمن لديهم من الوقاحة ما يجعلهم يرقصون بدم بارد فوق جثث ضحاياهم. الآن في المحروسة يُعلَن عن السلاح على صفحات الفيس بوك عيني عينك. (أرسل رقم هاتفك يصلك المنتج خلال 24 ساعة والدفع عند الاستلام.) أي ورب الكعبة. (مسدس تركي عيار 9 ملم يصلك حتى باب شقتك) دون أدنى معرفة باستخدام السلاح. عفوًا. معلوماتي أنا هي المعيبة بحكم الغربة. لا أحد في المحروسة الآن لم يلمس هذه الأنواع من الأسلحة أو يجربها. فأحد برامج "الهلس" في رمضان كانت فكرته تقوم على "خطف" الضحايا من المشاهير بالطرق السريعة!! هل كان هذا البرنامج التافه مسليًّا هناك؟ أقصد هل يمكن أنْ يضحك مجتمع يسيطر عليه صعاليك الجاهلية بقيم عصرية عفنة على برنامج عن الخطف والترويع؟؟

صديقٌ يمنيًّ طيب قابلته في العاصمة سيول خلال مظاهراتنا ضد نظام مبارك. قال لي إن الحصول على السلاح في اليمن سهل جدًّا- جملة اعتراضية: أريد أنْ أقول له وهو أسهل من شراء البنزين في مصر الآن يا صديقي-. الكل يحمل الخناجر "الجنابي" ثم قال ضاحكًا: "أحد المعارف كان يعلق "قنبلة" في حزام على خصره ويسير بها في الشارع ليل نهار !!!! أي والله العظيم. قال لي كان يعلق "قنبلة"!!!....

وبالعود غير الحميد لموضوع الترويع والخطف؛ فقد قال لي صديقي الطيب قبيل قليل عبر الهاتف: "يا عم الحبيب مصر ضاعت. شخصان من قريتنا سُرقت سيارتهما وأخذت نقودهما والكل يبارك برجوعهما أحياء!!!" قلت له: "تصور هذا لا يحدث في إثيوبيا التي فشلنا في أن نستأسد عليها حتى !!" انتهت المكالمة وكلي غضب وسخط. وكي لا يرتفع ضغط دمي وحسب نصائح الطبيب، فيجب أن أمشي لمدة ساعة على الأقل. خرجتُ للمشي، فإذا بمعظم الناس؛ وبخاصة النساء، يتأبطن أكياسًا بلاستيكية ويمشين على جانبي النهير الذي يمر بطول المدينة. يمشين لمسافات طويلة حاملات الأكياس التي قد امتلأت بأي شيء يزيد عن الكيلو جرامين أو الثلاثة حسب نصائح مدربي اللياقة البدينة والأطباء من أجل التخلص من الشحوم حول البطن والخصر والحصول على قوام معتدل رشيق "إس لاين" -;---;--. رجعتُ ربما أكثر صحةً لكني أشد حزنًا وألمًا لأن الشحوم ليست حول خصورنا. إنها طبقات قد يعجز الليزر عن إزالتها متراكمة حول الخلايا المسؤولة عن التفكير ومراكز الإحساس في عقولنا وقلوبنا.



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لك وما ليس لك هنا .... بسبعة أرواح (1)
- أحنُّ إلى زمن المصاطب
- من دفتر نوادر الأجانب مع العربية
- سلوى وتلصصٌ خاص على فرجينيا وولف
- أنا وابن خرداذبة في مدح كوريا سواء
- كوريا وثقافة الوجود داخل جماعة
- لهم -فيسهم- ولنا -فيس-.
- التاريخ يهزم الجغرافيا
- صعودهم لأعلى وصعودنا أبدًا لا يليق بنا
- أنت -رايح جاي- أم -اتجاه واحد-؟
- مينا ومارك وبيتر وشم النسيم مع الكوري الجنوبي -شادي-
- خامس المستحيلات في أساليب الانتقاد بين الكوريين والعرب.
- تلصصٌ على شاعر كوري
- تلصص في الوجع
- تلصص فيسبوكي
- محروس أبو فريد... طبيب الأحذية
- وهيبة... تسالي المصاطب
- العم -توفيق-... خواجة من زمن المصاطب.
- أبو رجل لم تكن مسلوخة
- تلصصُ الوداع


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط -سنجه- إلى المتأبطين أكياسًا.