أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - التاريخ يهزم الجغرافيا














المزيد.....

التاريخ يهزم الجغرافيا


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 21:22
المحور: كتابات ساخرة
    


التاريخ يهزم الجغرافيا

لماذا أراهن دائمًا على أن التاريخ يهزم الجغرافيا؟ ومن ذا الذي علمني هذا الدرس؟ أهو مريد البرغوثي عندما قال "قد يستطيع الغزاة أن يأخذوا مدينتي لكنَّ أحدًا لا يستطيع أن يأخذ ذاكرتي؟! أم أن الدرس كان قد بدأ قبل ذلك بكثير؟! هل التاريخ فعلاً يهزم الجغرافيا؟ نعم. يهزمها ذهابًا وإيابًا وعلى أرضها ووسط جمهورها. التاريخ الذي أعنيه هنا تاريخان: شخصي وعام. التاريخ الشخصي يتكون بحكم علاقاتنا ومواقف كثيرة مشتركة بيننا وبين معارفنا وأقاربنا وزملائنا وأصدقائنا. في ذلك التاريخ أيضًا انتصارات ونكبات، مكاسب وخسائر، غربلة تميز الصالح من الطالح، انتفاضات وثورات. تاريخ تُكتب سطوره بمداد خاص من ملايين الخطوط من الخلايا العصبية التي تختزن كل شيء يتعلق بأحاسيسنا وانفعلاتنا وما يؤثر فينا بما يشبه البصمة التي لا تنمحي من الذاكرة أبدًا. هذا التاريخ الشخصي يهزم ألاف الأميال من وجع البُعد عن الأهل والوطن ليسخر من الجغرافيا بشكل أظنه يستفزها حد الجنون عندما يستطيع صوت صديق واحد عبر الهاتف أنْ ينقلك في الزمن إلى حيث يكون هو فيما يشبه الحلم. التاريخ الشخصي ينصفك بصديق أو زميل لو جارت عليك جغرافيا مكان العمل أو الحياة. يُسعدك بنجاح مَن يهمك أمرهم دون أدنى اعتبار للأماكن التي تجمعكم. يطمئنك بعدل الإله الذي يُسَخِّر لك في لحظة انكسار جغرافية مميتة مَن يضعك حيث تمنيتَ أنْ تكون. التاريخ الشخصي كذلك لا ينفصل عن التاريخ العام. والمثال البسيط هنا هو جملة مريد البرغوثي التي أشرت إليها في البداية. لهذا ودون أطالة أقول: التاريخ يهزم الجغرافيا! ولهذا فأنا متفائل. لأن كل من تسول له نفسه سرقة مصر، لن يسرق إلا بضعة كراسٍ أو مناصب. لن يسرق إلا رقعة في المكان. بينما الشعب والتاريخ/ الزمن لا يمكن لأحد أن يسرقهما. قد تسرق بعض الناس. قد تستغل فقرهم وجهلهم. قد يعينك من يبحثون عن مصالح شخصية. لكن تظل تلك الفئة التي لا تُباع ولا تشترى قادرة على كتابة تاريخ بلدنا على النحو الذي تريده ولو بدماء طاهرة لا يعلم قيمتها ولا يقدرها إلى المولى سبحانه وتعالى. أما على المستوى الشخصي. فأنت قد تسرق مكاني أو بعض نقودي لكنك لن تستطيع أن تلمس أقصر شعرة تزين جبين من تتسع لهم ذاكرتي أو يضمهم قلبي. ولهذا السبب أيضًا سأظل بعون الله متفائلا.

محمود عبد الغفار غيضان
29 مايو 2013م



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعودهم لأعلى وصعودنا أبدًا لا يليق بنا
- أنت -رايح جاي- أم -اتجاه واحد-؟
- مينا ومارك وبيتر وشم النسيم مع الكوري الجنوبي -شادي-
- خامس المستحيلات في أساليب الانتقاد بين الكوريين والعرب.
- تلصصٌ على شاعر كوري
- تلصص في الوجع
- تلصص فيسبوكي
- محروس أبو فريد... طبيب الأحذية
- وهيبة... تسالي المصاطب
- العم -توفيق-... خواجة من زمن المصاطب.
- أبو رجل لم تكن مسلوخة
- تلصصُ الوداع
- بورتريهات الدهاليز 1- - أبانا الذي في منيل الروضة-
- تلصص على حين غرة
- تلصص ٌخاص...
- صاصا .. آخرُ بوحِ المصاطب
- كُتَّاب الشيخ عبد الواحد
- المتلصص 4
- رجلٌ بألف ...
- أوبرا المصاطب


المزيد.....




- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - التاريخ يهزم الجغرافيا