أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم حيماد - -8- في الجهوريات الحرة الحرية و المساواة فوق كل اعتبار














المزيد.....

-8- في الجهوريات الحرة الحرية و المساواة فوق كل اعتبار


نعيم حيماد

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد الحرية و المساواة غاية نظم التشريع المختلفة، باعتبارهما الخير الأعظم الذي تنشده جميع شعوب الأرض. و كل هيئة سياسية تريد الخير لشعبها تضع نصب عينيها التناسب بين حجم الأرض و خيراتها و سكانها، بحيث تتمكن من توفير المأوى و المأكل و الأمن لكل الأفراد مع سائر الحقوق الأساسية الأخرى. لذلك تضطرب الدولة في حالتين هما:عدم تلبية حاجات سكانها، و إنتاج الفائض عن الحاجة. في الحالة الأولى تلجأ الدولة لقوة عظمى تلبي حاجات سكانها فتنخرط في علاقة تبعية لها، فتفقد هيبتها. أما في الحالة الثانية ، فإن الدولة تقبل على الحروب الدفاعية حماية لأراضيها و إنتاجها. و في الحالتين لن تستمتع بالسلم كشرط لوجودها و استمرارها. و في أغلب الحالات المذكورة فإنها تقع ضحية فوضى عارمة، تفقدها مناعتها لتسقط عقب أول أزمة أو فتنة. و بالرغم من إمكانية قيام حكومة جديدة تصلح الوضع المتأزم، إلا أن تشكلها في ظروف عاصفة يجعلها تفرض على الشعب قوانين لم يكن ليصادق عليها في ظروف عادية.
يجب الانتباه إلى أن لحظة التأسيس، تكون عرضة للخلط بين عمل المشرع و عمل الطاغية، و من ثم نتذكر دائما أن الشعوب الصالحة للتشريع هي التي تحقق الاتفاق حول المصلحة المشتركة و تمتلك سبل الصمود بوجه كل الاعتداءات. فضلا عن ذلك فالشعوب الصالحة تتمتع على الدوام بحس المسؤولية. ثم إن عملية وضع القوانين للشعوب ليست سهلة على الإطلاق، فنادرا ما تجتمع الظروف الملائمة لوضع قوانين جيدة. لذلك يجد المشرع نفسه بمواجهة عمل شاق، و قليلا ما ينجح في مهمته. و هذا هو سبب ندرة الدول المكونة بشكل جيد.
يعتبر روسو أن الحرية و المساواة هما هدف كل تشريع، و قد وضحنا ذلك في المقالات السابقة، حيث تشكلان أساس كل اتفاق. لقد بينت التجربة أنه مع الحرية تصمد الدولة أمام تبعية دول أخرى. لأن غياب الحرية يشرط غياب القوة، ما يعني قيام علاقة تبعية يصعب الانفلات من براثنها دون تدمير ذاتي للدولة. أما المساواة فتضمن الحرية، و ليس المقصود هنا بالمساواة، التمتع بنسب متكافئة من القوة و الثراء، بل تجنب ذلك التفاوت بين القوى، الذي يجعل الأفراد يمارسون العنف المتبادل خارج القانون، و تجنب ذلك التفاوت في الثروة الذي يدفع بالبعض للدخول في تبعية لذوي الثراء الفاحش، بمعنى، ألا يكون المواطن ثريا ثراء بحيث يشتري مواطنا آخر، و ألا يكون فقيرا بقدر يجعله يبيع نفسه. و على هذا الأساس، يجب أن تكون قوى و ثروات المواطنين معتدلة في الدولة، إذا أرادت تفادي أخطر تجارة، و هي الاتجار بالحرية العامة، و التي كان قد ضمنها الاتفاق الأول بين الناس.
إن كون السعادة القصوى هدف كل اتفاق، أمر لا ينكره عقل سليم. و لكن السبل ليست نظرية خالصة، و إلا لصلحت جميع القوانين لجميع البشر، و لما كان للمشرع دور في تقدير أفضل القوانين لشعبه.



#نعيم_حيماد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -4- في الجمهوريات الحرة الارادة العامة أساس السيادة
- -2- في الجمهوريات الحرة لا مكان للعبودية
- -3- في الجمهوريات الحرة لا يطيع الشعب إلا نفسه
- في الجمهوريات الحرة
- الحظ الماكيافيلي يبتسم للشعب و يتجهم للأمير
- المعاني في طريقها للتحقق فالحرب لم تنته بعد
- ماذا لو تحالفت الكلمة مع السلاح ؟!
- هل وقعنا سلاما انفصاليا مع الامبريالية ؟؟؟
- مصير الدين بعد سقوط الميتافيزيقا
- التربية بين السياسة و الفلسفة
- تأمل في المقاومة
- قصيدة - يكفينا -
- قصيدة - غضب -
- الفلسفة التي تقدم الأمل


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم حيماد - -8- في الجهوريات الحرة الحرية و المساواة فوق كل اعتبار