أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم حيماد - تأمل في المقاومة














المزيد.....

تأمل في المقاومة


نعيم حيماد

الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 08:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تجلى في الأيام الأخيرة من الحرب بين لبنان و (إسرائيل) صراع المعتقدات و الرغبات ، بين اعتقاد كل واحد في المعنى الذي يعطيه للوجود ، و رغبته في تحقيق وجوده بالطريقة التي تجعله يتكلم اللغة و يحملها إلى حيث تأمل أن تستقر . على أن تأملا بسيطا في واقع الحرب الدائرة في لبنان و ليس في تصورنا، يكشف أن المقاومين يدافعون عن وطنهم و معتقداتهم و رغبتهم في بناء وطن يقرر بنفسه ما من شأنه أن يجعل أفراد الوطن أشداء و قادرين على المواجهة من أجل حياة راقية و ديمقراطية ، لا بالشكل الذي يدعو إليه العدو الصهيوني المتمسك بخلفية فلسفية هشة تصطنع المعنى متى شاءت و تدعي فوات صلاحيته للإستعمال متى رغبت دافعة كل الذين يتآمرون معها و الرافعين لشعارها إلى الظهور بمظهر المخذول ، و في النهاية يوصف تابعو المتآمرين بالمضلين و العاجزين عن نصرة الحقيقة . أما كان على الشعوب أن يدخلوا في صراع مع المتآمرين أولا و يضعوا بدلا عنهم من ينير عقولهم بدل التخاذل و العار . ربما قبل أن نصدر أحكاما عن المقاومة في لبنان ، و قبل أن نأمل أي شيء بشأن إسرائيل ، علينا أن ننظر و نمعن النظر - بعد أن نتخلص من كل ما يمكنه أن يعيق تفكيرنا السليم - في واقعنا و في حقيقة مجتمعنا ، و نتساءل لماذا نعيش ؟ ماذا نفعل لأجل أن نكون سعداء ؟ أليس من الأجدر بنا أن نعلن ما نعتقد فيه و ما نريده إن كنا نعتقد في مسؤولينا ؟ و قبل أن نقول نعم للحرب و تحيا المقاومة علينا أن نقترف شيئا و إلا فلنعطل قلوبنا و نكسر أقلامنا و كفانا ادعاء بأننا ننشد السعادة و قد تهنا من زمان .

عندما يعلن بعض الفلاسفة الأمريكيين ، في حوار معه ، بأنه لا يرغب في أن تمحى دولة إسرائيل من الخريطة ، و بكونه يجهل سبب اجتياح أمريكا للعراق ، و بأن الدين في الوطن العربي يعيق الديمقراطية ، كل هذا بعد زيارته للجامعة الأمريكية ببيروت و القول بأن مستوى التدريس في لبنان بمستوى التدريس في الجامعات الأمريكية ، فإنه على يقين بوجود جماعة تعتقد في عكس ما يقوله هو . فجلي أن من الآمال المتبقية لكل تواق إلى التحرر و الانعتاق من أسباب الامبريالية و عواقبها هو انمحاء إسرائيل من الخريطة ، إذ بدون ذلك سوف لن يجد الجسد راحته و به جسم غريب . هذا بغض النظر عن التسامح و التنوع الثقافي . فالداعي إلى التسامح لا يكون دائما على صواب فيما دعا إليه ، أما عن التنوع الثقافي فلا يمكن إدماج ثقافة فاسدة ضمن ثقافة يتبناها أفراد مجتمع و يجعلونها مركزا لحياتهم ، و بالتالي تبدو ثقافة ناجحة بالنسبة لهم . في الحقيقة ، منذ أن بدأ التدخل في نمط تربية المجتمعات الحرة بطريقة سيئة صارت تبعية ، و بدل أن نفهم منها إعلانا للحرب ، فهمنا أنها إستيراد لأنماط جديدة من الحياة تضعنا في السبل الجديدة للحضارة ، بدل أن نكد و نتعب عقولنا في البحث عنها . و مع ذلك ندفع ثمنها غاليا و نفرح و نصفق للسبل الجديدة معتقدين أن خلاصنا على يديها .

ربما قتلنا العقل ، و ندعوا إلى الحداثة و في كل مرة تزف لنا معنى جديد ، و أخيرا يشرق المعنى و ندخل في المابعديات ، و كل تصور جديد يرافقه انتقال جديد للديمقراطية . ها نحن الآن و قد كنا ندعي دائما أننا نفهم الأمور و ما تعنيه و ما ترمي إليه ، و الحقيقة أن الفهم لا ينفصل عن الفعل . فماذا يعني أن نعلن الحرب على بني جلدتنا و نفهم ذلك ؟؟ قد أقول ما قاله البعض ، إن بقاء المشكلة معناه أننا نفكر بشكل سيء ، و علينا حينئذ التفكير بطرق جديدة ...



#نعيم_حيماد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - يكفينا -
- قصيدة - غضب -
- الفلسفة التي تقدم الأمل


المزيد.....




- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم حيماد - تأمل في المقاومة