أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم حيماد - مصير الدين بعد سقوط الميتافيزيقا














المزيد.....

مصير الدين بعد سقوط الميتافيزيقا


نعيم حيماد

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 09:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما الداعي للتساؤل حول مصير الدين بعد سقوط الميتافيزيقا ؟

لا شك أن الميتافيزيقا شكلت دائما حجر عثرة، طفت أعراضها على الساحة الفكرية الأوروبية خاصة والغربية عامة. ولا غرابة أن نجد كتبا تصف عناوينها الغرب بالسقوط والانهيار في جميع ميادينه، لأنه اعتقد في العقل وانتهى إلى مقابر جماعية. ولعل الفيلسوف مدعو أكثر من غيره باستمرار ودون توقف لتشخيص الهوة العميقة التي تخلف رضوضا وتشوهات على مستوى الواقع. لقد استقرت الولايات المتحدة في العراق، بالعنف، لأن العراقيين، بانغلاقهم ورفضهم للتبعية يشعرون بالكمال أو الاكتمال، اكتمال يهدد طموح الولايات المتحدة في السيطرة على العالم لاستدراك نقصها. لذلك، ولأن العقل لم يعد المرجع الأعلى لمبادئ كونية، ولأن عصر الواجب تجاه الله و العقل قد ولى، و لأننا في عصر التأويل، فإن الولايات المتحدة ترى ضرورة العناية بالمواطنين، فالغرب بالاضافة إلى الهيمنة الرأسمالية العالمية، يضع على عاتقه مهمة حضارية، لكنها وإن أفقدتها القوى الاستعمارية مصداقيتها، إلا أن أمريكا تعتقد أنه بالامكان استعادة قيمتها الحضارية تلك، التي تجعل منها مبدعة بعد أوروبا للديمقراطية والمسؤولية المدنية. هذا الابداع العظيم الذي تسجله اليوم أمريكا في قائمة إبداعاتها، يجرد الدين من معناه القديم (عصر الميتافيزيقا) و يعطيه وظيفة جديدة كمجال للثقافة، واجب عليه النظر إلى ما يحصل الآن-هنا ، دون الهناك خارج التاريخ باحثا عن حل مقدس لأزمة النفط.

المجتمع الذي تخطى المأزق الميتافيزيقي، وأعلن الانتصار على الميتافيزيقا، لا مكان فيه للدين (الاعتقاد في وجود المطلق، قوة فوق-انسانية) من وجهة نظر بعض أنصار الليبرالية الساخرة الأمريكية (رورتي نموذجا). هذا الفيلسوف الذي لا يملك أذنا موسقية للدين، يقول لبقية العالم ابعثوا طلابكم ليستكملوا دراساتهم في جامعاتنا، لتتعلموا أمورا تخص تقاليدنا، ومن المحتمل أن تنعموا بامتيازات الحياة الديمقراطية .

لعل هذه الدعوة تتطلب تجديد التربية لدينا لتصير بدون وثوقيات، ومن دون هذا التجديد، فإن أي حوار بين غرب ما بعد الميتافيزيقا والاسلام غير ممكن. لأن الدين لا يرغب في التضحية بسلطته والنتيجة أنه يوقف الحوار حسب تعبير نفس الفيلسوف. الأمل الأمريكي يكمن في الرغبة الجامحة في تعميم الحريات البورجوازية إضافة إلى السلام والثروة. ولننتبه إلى أنه بدون سد الهوة بين الأغنياء والفقراء وتعميم الغنى، فإن الديمقراطية تتوقف عن العمل (الديمقراطية = الحرية + السلام + الثروة) فيصير وجه الولايات المتحدة شاحبا وقلقا بشأن المستقبل السياسي. ولنرى بأن حرب 1973، حرب على المواقع في الشرق الأوسط، خلفت أزمة النفط، مما جعل الولايات المتحدة أكثر انقساما وأنانية. ربما تحلم هذه الولايات بوسم أنثروبولوجي مختلف لأنها مختلفة، و بحكاية خاصة بل و بكل فرد فيها، عبر المحادثة، بعد أن فقدت الميتافيزيقا فضيلتها الاقناعية ومشروعيتها الأخلاقية. تريد أمريكا أن تكون علة ذاتها، وغيرها ممكن الوجود. ربما هذا ما يسمها باختلاف انثروبولوجي، ويزج بها في الوقت ذاته في مأزق اثنومركزي. قد لا نفهم الكثير مما يحصل، لكن لنتوقف عن صياغة عبارات على منوال "قتل الفيتناميين بأيدي الفيتناميين ولا شك ستتضح الحكاية.



#نعيم_حيماد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية بين السياسة و الفلسفة
- تأمل في المقاومة
- قصيدة - يكفينا -
- قصيدة - غضب -
- الفلسفة التي تقدم الأمل


المزيد.....




- لتنال -أجنحة ذهبية- عليها القفز بالمظلة ألف مرة.. هذا ما قرر ...
- بحجم ثمرة الصنوبر.. هذا الجهاز قد يُحدث ثورة في مكافحة حرائق ...
- وكالة إيرانية تكشف إصابة الرئيس بزكشيان خلال غارات إسرائيلية ...
- نظارات -التركيز التلقائي-، إلى أين وصلت ثورة عالم البصريات؟ ...
- تركيا: مسؤول جديد من مجلة -ليمان- خلف القضبان بسبب رسم مثير ...
- تصعيد دموي في غزة وتبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل بتعطيل مف ...
- خبير عسكري: المقاومة تمسك بزمام المبادرة والاحتلال يلجأ للقص ...
- 4 عادات للحفاظ على الصحة حتى سن الـ80
- هل السجائر الإلكترونية أفضل من السجائر العادية؟
- مقتل لاعبة تنس هندية على يد والدها بسبب -الغيرة وانتقادات ال ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم حيماد - مصير الدين بعد سقوط الميتافيزيقا