أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - محنتي مع ( عُشاق الله )..!














المزيد.....

محنتي مع ( عُشاق الله )..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


كن صُوفياً وشاكس العالم كُلهْ ولن يحاسبكَ أحدْ ، وأن حاسبوك ستنال أجمل المنى مع الألم الذي وحده من أوصل يسوع الى السماء ، وسيوصلكَ بأجمل طريقتين ، أما الخازوق أو المقصلة ..!
هذا من بعض مخطوط بخط اليد وجدوه من بقايا أرث تكية واحد من جوامع طقشند ، وقد ذكرني هذا الهوس الروحاني الشجي لخواطر عشاق الأندماج الألهي مع الذات المتخيلة بصفاء ما نحمل من روح وفكر ودمجهما في رغبة الوثوب الى ما هو ابعد من الجاذبية في اللحظة التي عاشها أحد الفلاحين الفقراء الذي قيد الى لحظة الموت بالخازوق كقربانا لبناء جسر في رواية ( جسر على نهر درينا ) لإيفو اندريتش .
لم يكن هذا الضحية البرئ ليتحمل هذه الطريقة المرعبة من الأعدام ولكنه حتما قنع الى قوة الألم في التحمل ، فقد حصل له أن يمنح نفسه شرف أن يكون قديساً وهو يصنع لحظة الاسى الانساني في عيون ملايين القراء لرواية إيفو اندريتش في كل ترجماتها التي وصلت الى ستين لغة حية.
مرة وأنا أستعيد هذا الموت الغريب تخيلت لحظة الحلاج مع المقصلة وكنت حينها اكتب مقالة عن العشق الألهي الذي سكن قلب امرأة بدوية تدعى ( رابعة العدوية ) وتخيلت في الأمر اسطرة وتأويل وغرابة من هذا البوح الأنثوي لمراة لم تتعلم في قواميس اللغة وأنما هي مسكونة ببراءة وفطرة الموهبة لتعيش هذا الدمج المتخيل في قضية ( الحب الآلهي ) وهو مالم يصل اليه القديسين في أكثر حالات نمو الوجد والفكر والورع فيهم.
ولكن اكتشفت وعبر تخيل الحالتين ( فلاح اندروفيتش والحلاج البغدادي ) إن تحمل الألم في الجسد الأنساني يقف على طبيعة الدافع لصنع هذا الألم في صورة متلقية عنه ، وبالأعتقاد توصلت أن الفلاح والحلاج تحملا الألم بذات القدرة والشجاعة والصوت ، غير أن الموت بخازوق في مشهد الروائي الألباني أوصل الحالة الى تطور البشاعة في افكار الطغاة والحكام.
هربت من الصورتين وذهبت الى الرؤى الصوفية وعشقي لها ، لأكرر اسئلة محنتي معها ليس مع رابعة العدوية فقط ، بل مع رهط كبير من المتصوفة منذ النشوء الأول على يد "أبو هاشم الصوفي" المتوفى سنة خمسين ومئة هجرية وحتى حلقات الذكر التي لم تزل تُطورُ مع العولمة افكار طقوسها ومواسمها في امكنة العالم كله من جوامع كينيا ومراكش وبخارى ولاهور الى حلقات الذكر والدروشة في مقام سيد احمد الرفاعي في محافظة ذي قار جنوب العراق .
ولكنها محنة فيها من اللذة الشئ الكثير نتج عنها اكثر من ديوان شعر اخره ( الشفاء بعلاج الصوفية ...الكلام بلسم الروح والغرام )
هذا الغرام في ازل محنته هو من جعل الصوفيون يبتعدون الى اكثر المناطق الروحية صفاءً ، هناك حيث تسبح أشياءهم البيضاء الشفافة في أديم المطلق فيجدون ما يتعذر على البشر العادي أيجاده .
ذلك الشيء الذي يقودهم الى نسيان كل ما على البدن من مظاهر حياتية ، الزي والملامح وحركة الاجفان ونطق العبارة .
هم يضعون هذا الخيار الآتي من قدرية روحانية خالصة يعتقدونها مختارة لهم من قبل الغيب الذي يعشقوه ولهذا هُمْ الأقدر في الوصول الى نقطة النأي التي يُرعب الأنسان في مجرد التفكير فيها .
محنتي مع ( عُشاقْ الله ) تبقى من المحن اللذيذة في معاودة الأتصال بهم لتخيل لحظة السعادة القصوى التي تسكنهم حتى مع ألم المقصلةِ والخازوق....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة فيتنام وشفتي كليوباترا
- السماء ( أمي والشظية )
- وجهكَ في المرآة.........!
- دمشق ..الشوارع ياسمين ( ياسكينة )....!
- هَلْ الكُردْ مِنَ الأغْرِيقْ .......!
- شيء عن الأنثى والصدأ .......!
- طابع الملكة..........!
- يسوع وهيرقليطس
- أنحسار المتعة ( كافافيس والأسكندرية )...!
- روحي التي تبيع البنادق
- موسم الهجرة الى استراليا
- الأشباح وذكرياتنا...!
- معضلة أن تكونَ أنتَ لست أنتَ.......!
- حزبُ الله ، وحزب عينيكِ.....!
- الجسد في مرايا الضوء...!
- طالب القره غولي ، صانع أكليل البنفسج ...!
- جواميس المعدان وأبقار الهندوس...!
- صورة المندائي في شبابه..!
- الله هناك في اقلام الدشاديش ....!
- شارع أسديناوية* في مدينة ميونخ ...!


المزيد.....




- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - محنتي مع ( عُشاق الله )..!