ولو طال الفراق ..!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شعب الجنوب هو الأقرب لنسيج الشعب السوداني مقارنة بالشعب المصري ، وقبائل الجنوب مكون أساسي من مكونات المجتمع السوداني ، رضى من رضى ورفض من رفض ، وكون قضية أبيي تتحول لإراقة دماء بين أبناء الشعب الواحد ، وكون يقود بعض السودانيين هذا التصعيد ، في الوقت الذي يتحول فيه الشعب السوداني لمسخرة في الإعلام المصري ، والجيش المصري يحتل مدينة حلائب السودانية ، يصمت هؤلاء أمام المصريين صمت القبور ، مقابل تصعيد بين أبناء الوطن الواحد ، لا أرى في تقديري عمالة أكثر من هذه ..!!

عندما وقف سفير جنوب السودان في القاهرة امام سفارته ، مخاطباً مواطنيه خلال وقفة إحتجاجية ، ضد مقتل سلطان دينكا نقوك ، قائلاً ، أن أبيي ستعود لحضن الوطن ولو طال الزمن ، وقال أن الجنوبيين لن يتخلوا عن أبيي ، كان الرجل يقصد تماماً مايقول ، تماماً كما كان يقصد الإعلام المصري مصرية حلائب ..!!

وبين تصريح السفير الجنوب سوداني وبين تأكيدات الإعلام المصري الذي أجبر رئيسهم ، على إعلان مصرية حلائب ، يقف الحزب الحاكم في الخرطوم في منطقة رمادية ، يرجو فيها الإعلام المصري بتهدئة اللعب بخصوص حلائب ، ويغض الطرف عن تصعيد إعلام الخرطوم لمشكلة أبيي ..!!

أغلقت الخرطوم الباب أمام أي وساطة يوغندية لقضية دارفور ، وهذه الخطوة دليل آخر لضعف القدرات الإدارية لمديري ملفات السلام ، وضيق الأفق السياسي للحزب الحاكم ، ولا ندري ماهي العلاقة بين وقوف يوغندا ضد الثقافة العربية وبين وإشراكها في حل قضية دارفور الغير عربية ، أم هي أيدلوجيا الإستعراب القسري التي مايزال الحزب الحاكم يصر على فرضها على الشعب السوداني بقوة السلاح إن دعى اللأمر ..!!

بين تحرير أبو كرشولا ، وتحرير أم روابة ، وإحتلالهما ، ستظل قضية المنطقتين بين ، كر وفر المعركة ، فاليوم كر وغداً فر ، فنحن نحتاج لتحرير أنفسنا أولا ، من دكتاتورية تسيطر على سلوكنا السياسي ، ترفض الآخر ، لدرجة حمل السلاح لطرده من الوطن ، وحمل الآخر للسلاح ليعود لوطنه ..!!

وبين الطرد ، والعودة ، سيظل الأمل معلق بدواخلنا ، في إنتظار ذلك اليوم ، الذي ستعود فيه نمولي وحلائب والفشقة والجنينة وكجبار والخرطوم لحضن الوطن ، ولو طال الفراق ، فكل شبر من أرض السودان يحتاج لتحرير ، ولنبدأ بأنفسنا ..!!

ولكم ودي ..

#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل