أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نورالدين محمد عثمان نورالدين - الأمن القومي في خطر ..!!














المزيد.....

الأمن القومي في خطر ..!!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 09:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بين الفينة والاخري ترد في الأخبار أن جهاز الأمن أحبط عملية تهريب لآثار ، ويتم عرض القطع الأثرية المهربة ، وتكون عادة أربع قطع أو خمس قطع أو قطعتين ، وتتناقل الصحف الخبر ، وبعدها ينتهي الأمر في طي النسيان ، وقبل فترة ليست بالبعيدة ، كتبت الصحف أيضاً عن إحباط جهاز الأمن والمخابرات محاولة تهريب قطع أثرية في عطبرة ، وبالأمس القريب جاء خبر آخر يتحدث عن ضبط أربع قطع أثرية على شكل آلهه فرعونية قديمة كانت بحوزة محامي في السوق العربي بعد مراقبة وتحري ، وتم القبض على المحامي ..

ونحن بدورنا نقول ، هذه الآثار أثار سودانية ، وهي آثار الحضارة النوبية ، التي دائماً يحاول المصريون طمسها ، ونحن بدون وعي وبدون علم وبدون غيرة بلعنا الطعم وأصبحنا نوصف آثارنا النوبية ب( الفرعونية ) كما ورد في الخبر ، ونسبة للتنوع الذي يتمتع به السودان تظل دائما الدعوات للحفاظ على التراث واللغة هي دعوة ( للعنصرية ) ، ولذلك تتناقل الصحف الخبر دون تصحيح ، فالآثار هي آثار نوبية والآلهه هي ألهه نوبية قديمة ( آمون وحوس وأمبيدماك وأمون رع ورع حارختي ) الخ ، والمؤسف أننا نساعد في طمس هويتنا عندما ننقاد خلف الدعوات المصرية ، ففي مصر اليوم السياحة أمن قومي وخط أحمر لا يمكن تجاوزه ، وجنوا من خلال آثارنا النوبية ثروات كبيرة وماتزال مصر مشهورة بالحضارات ، على الرغم من أن السودان هو أساس هذه الحضارة ، والتي إمتدت حتى شرق الخرطوم في منطقة سوبا ، والشئ المؤلم أن أيادي الطمس والتشويه وصلت لدرجة أن المناهج المصرية لا تتحدث عن الأسرة الكوشية الخامسة والعشرون والتي هي من أشهر الأسر النوبية القديمة ، وأنجبت أشهر الملوك ، من لدن تهراقا وبعانخي ، وشبتاكا ، وغيرهم من الملوك الذين حكموا أقوى إمبراطورية في ذلك التاريخ إمتدت من سوبا جنوباً حتى الاردن وفلسطين وجنوب تركيا وعرفوا بالفراعنة السود ، واليوم إذا سألت أي طالب ماجستير مصري عن تهراقا او بعانخي ، فلن يعرفهم ، لأن المنهج الذي درسه حذف هذه الحقائق خوفاً من ظهور الحقيقة التي تقول أن الحضارة الفرعونية ماهي إلا حضارة نوبية ، واللغة النوبية الحالية والثقافة النوبية الحالية هي إمتداد طبيعي لهذه الحضارة ، ولكن هكذا هو الإنسان دائماً يطمس الحقائق من أجل المصالح ..

مانريد أن ننبه له ، وندق له ناقوس الخطر ، هو أن آثارنا هي تاريخنا وأمننا القومي ، فالدول العظمي اليوم أمنها القومي يتمثل في حماية مفاعلاتها النووية ، أو تقوية ترسانتها الحربية ، أو حماية مصالحها الإقتصادية العليا في الدولة التابعة لها ، أما نحن في السودان كدولة صغيرة ونامية وتمر بعدم إستقرار سياسي وتدهور إقتصادي وتفكك إجتماعي ، ليس لنا أمن قومي بهذا المعني المرتبط بالمصالح ، فأمننا القومي يتمثل في تاريخنا وثقافتنا وهويتنا ، والآثار التي تنهب اليوم عبر مافيا في الداخل والخارج هو مايهدد أمننا القومي ، وماحدث في وادي حلفا من إغراق كل المنطقة قبل إكتشافها تاريخاً وأثرياً كانت خطوة إستباقية وسريعة من المصريين لطمس حقيقة هذه الحضارة ، ومايحدث اليوم من تنقيب عن المعادن في منطقة شمال السودان هو غطاء واضح لتجارة الآثار ، والقضية ليست قضية أربع قطع أثرية في يد محامي في السوق العربي ، القضية تتعدي مسألة بعض القطع إلى حماية أمننا القومي ، وتاريخنا من السرقة والنهب المنظم عبر مافيا تعمل في الخفاء ، منذ نشأة السودان الحديث ، ولم تكن البداية بناء السد العالي ، فالمحتل سرق معظم آثارنا وهي معروضة اليوم في أكبر المتاحف العالمية دون وجيع وهي لا تحكي عن تاريخنا بقدر ماتحكي عن تاريخ وهمي صنعه المصريون ، ومايزالون يحرفون التاريخ ، ودائماً حكوماتنا الضعيفة هي مطيتهم لتنفيذ هذه الأجندة ، فأدركوا تاريخنا الذي يمثل أمننا القومي وإلا سنصحى ذات صباح ولا نجد وطن إسمه السودان ..

ولكم ودي ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعبير السلبي .. !!
- خصخصة المجلس الوطني ..!!
- فطايس و فطائس ..!!
- إختطاف وسط البلد ..!!
- ناقوس الخطر الطبي ..
- يوم الصمود النوبي 17 أبريل ..
- أرضاً سلاح ..!!
- أعطوا مالقيصر لقيصر
- الرحمة حلوة !!
- لست متفائلاً .. !!
- التكسب بيهو ألعب بيهو !!
- الأغاني الوطنية .. دعوة للحب !!
- الكسب المشروع !!
- يا حليل كرري !!
- رؤوس حان قطافها !!
- القطط تأكل أبناءها !!
- مأساة أمير وإخوته
- إعادة توطين النوبيين !!
- مرسي خفايا وأسرار الزيارة !!
- مركز نقد الثقافي ..


المزيد.....




- مئات الطائرات الورقية حلّقت في سماء كاليفورنيا.. ما المناسبة ...
- -اختطفوها ورضيعها بعد تقيد زوجها-.. مشتبه به ثالث بقبضة الشر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثيون يتبنون ...
- الجيش الإسرائيلي: ننتشر جنوب سوريا لمنع دخول أي قوات معادية ...
- ميرضيائيف يؤكد للرئيس بوتين في اتصال هاتفي مشاركته في فعاليا ...
- عشرات المسيّرات الروسية تقصف مدنا أوكرانية وتخلف قتلى وجرحى ...
- هل يدفع ماكرون باتجاه اختيار مرشح فرنسي ليكون البابا القادم؟ ...
- الأردن: وفاة 4 أطفال وإصابة 2 من عائلة واحدة إثر حريق ضخم في ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52495
- ترامب: الولايات المتحدة في شكلها الحالي انتهت


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نورالدين محمد عثمان نورالدين - الأمن القومي في خطر ..!!