أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - عقل السحلية .. !!














المزيد.....

عقل السحلية .. !!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحيوانات تحمي نفسها بالفطرة ، وبطلتنا اليوم هي السحلية الصغيرة التي تتعامل مع الطبيعة على حسب قدراتها ، فهي والعقرب أعداء في الطبيعة يزاحم بعضهم البعض في السكن ، وعندما ترى السحلية عقرباً مهما صغر أو كبر حجمه ، تاخذ طريقها هرباً ، دون أن تنظر للخلف ، ودون أن تفكر في المواجهة ، لعلمها التام ، انها لا تمتلك الأسلحة اللازمة للمواجهة ، فتفسح للعقرب الطريق ، بكل إحترام ، وبكل حذر ، دون أن تأخذها العاطفة ، فهي تعرف تماماً أن للعقرب سّماً قاتلاً ، وهي ليس لها سلاح ، لتقارع به هذا ( السّم ) ، فتذهب في سبيلها ، لحين ميسرة ، ولكن عندما تجد السحلية نفسها أمام نبات ( الرجلة ) ، ويضايقها العقرب ، حينها ، فقط تقف بكل شرف للنزال ، والمواجهة ، فتهاجم العقرب ، فيلدغها فتفر مسرعة وتأكل من الرجلة وتعود للكر مرة أخرى ، وتُلدغ مرة أخرى ، فتفر إلى الرجلة وتأكل منها ثم تعود للكر مرة أخرى ، وبين الفر والكر واللدغ ، يصاب العقرب بالإنهاك ، ويفقد سلاحه ( السّم ) رويداً رويداً حتى تُنهك قواه بسبب فقدانه للطاقة ويحاول بعدها الهرب ، فالعقرب عندما يقوم بتفريغ سّمه ، يصاب بحالة إرهاق ، وحينها تجد السحلية مبتغاها فتنقض على العقرب ، وتنتصر عليه ، فهي بعقلها الصغير وبفطرتها تعرف أن نبات الرجلة يحتوى على عنصر الحديد المقاوم لسّم العقرب ، فعندما تأكل منه يصبح لديها مقاومة للسموم فلا تتأثر بلدغات العقرب ، وبعقلها الصغير تعرف أيضاً أن مواجهة العدو دون سلاح ، سيعرضها للهزيمة ، وتعرف جيداً متى تواجه ، وتعلن الحرب ومتى ترفع الراية البيضاء ..

فما بال بعض الناس ، أحياناً لا يفكرون حتى بعقل السحلية ، فكثيراً ما نرى مواجهات ، دون تفكير ، ودون ترتيب ودون تعقل ، ويكون الدافع الوحيد للمواجهة هو ردة الفعل الشخصية ، والإنفعال والغضب ، والإنطباعات الذاتية ، والصراعات الفكرية ، فيتخذون قرار المواجهة علناً ، وتأخذهم العزة في لحظات ، ويعرضون البلاد والعباد للهلاك ، فتضيع الأرض ويضيع الإنسان بسبب هذه القرارات الخاطئة والغير مدروسة والغير علمية ، فإختيار ساحة المعركة بعد أن تصبح جاهزاً للنزال أي كان هذا النزال هو المطلوب ، حتى في المواجهات الفكرية ، والمناظرات ، فدون إمتلاك المعلومة والتوسع فيها ، ودون إطلاع ومعرفة لفكر الآخر ، ودون إلمام بمعظم مفاصل الفكر ، لن تستطيع خوض مناظرة حتى لو كانت رؤيتك هي الصحيحة ، فسيغلبك المنطق الآخر لعدم إستعدادك للمواجهة بطريقة علمية ، وكذلك الحروبات ، فليس من المعقول ، أن نواجه أمريكا وروسيا عسكرياً ونعلن الحرب ضدها ونتوعدها بالعذاب ، ونحن لا نمتلك قوة عسكرية لهذه المواجهة ، فإختيار ساحة الحرب هو المحك العملي للإنتصار ، فمن المستحيلات أن تكون لنا الغلبة عسكرياً في الساحة الحرب ، ولكن يمكن وبكل شرف أن تكون لنا الغلبة ضد أمريكا وروسيا في ساحات آخرى ، عندما تتوفر لدينا المعينات الكافية لهذه المواجهة ، تماماً كالسحلية الصغيرة التي لا تواجه عدوها إلا وهي واثقة من الإنتصار ..

فنحن لا نستحي أن نضرب لهم مثلاً بسحلية فما فوقها ، فالحياة دروس وعبر ، وميمان لا يتعلمان المستحي والمتكبر ، واليوم معظم مشاكلنا بسبب هؤلاء الذين لا يقبلون النصيحة ، ويظنون أنهم فقط من يمتلك ناصية الحقيقة ، وهم الواحد الصحيح ، فيتكبرون على النقد ، ويستحون من الإعتراف بالخطأ ، ويتمسكون بمناصبهم ، وعقولهم لا تفكر حتى بمستوى تفكير عقل السحلية الصغيرة ..

ولكم ودي ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب أزمة المواصلات .. !!
- أوجاع الدليب .. !!
- التمكين مستمر !!
- أبيي شربكة جديدة !!
- الصراع الشيعي السلفي لماذا ؟
- أم برمبيطة و الزمبليطة !!
- مأساة عبود !!
- حركة إسلامية جديدة !!
- أسوأ الخيارات !!
- ستظل بلادنا عصية عليهم !!
- خطوة عنصرية وغير أخلاقية !!
- رّابِعُهُم كَلبُهُم
- من يمثل قطاع الشمال ؟
- الأمن القومي في خطر ..!!
- التعبير السلبي .. !!
- خصخصة المجلس الوطني ..!!
- فطايس و فطائس ..!!
- إختطاف وسط البلد ..!!
- ناقوس الخطر الطبي ..
- يوم الصمود النوبي 17 أبريل ..


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - عقل السحلية .. !!