أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - أسوأ الخيارات !!














المزيد.....

أسوأ الخيارات !!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 07:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما وقفت الجموع في ميدان المولد وهي تهتف لمرشح الحركة الشعبية إدوارد لينو ( الخرطوم .. وي ياي ) كانت تلك الجموع تهتف حينها من أجل سودان واحد ووطن مكتمل الأضلاع ، وعندما وقفت الجموع تهتف في ذات الميدان لياسر عرمان ( السودان .. وي ياي ) ، كان يراودها ذلك الحلم الجميل والمستحيل أن يصبح السودان ذات يوم وطن يسع الجميع ، لا يشترط في حكامه بياض البشرة أو نعومة الشعر أو من أصحاب المصارين البيض أو يمكن أن نقول المصارين السمر نسبة لعدم وجود مصران أبيض واحد اساساً في السودان ، المهم كانت تلك الجموع تحلم وتتحرى الحلم بسودان حر وديمقراطي ، تتوفر فيه جميع الحريات ، حرية التنظيم وحرية التعبير وحرية الإعتقاد وحرية الإحتجاج وحرية التظاهر وحرية الإنتماء للأحزاب السياسية وحرية النقد وحرية معارضة الحكومة ..

ولكن للأسف الشديد ، أصيبت ذات الجماهير بخيبة أمل كبيرة وبإحباط مبالغ بعد إنتهاء تلك الإنتخابات الأخيرة التي كادت أن تفتح أنفاق الأمل وتضئ مصابيح المستقبل ، بأن يصبح السودان عضواً في نادي البلدان الديمقراطية ، ولكن خاب هذا الأمل عندما أحس حزب المؤتمر الوطني بالخطر الذي سيتهدده من جراء عودة الديمقراطية للبلاد ، فقام بإستلاب هذا الحلم عنوة من كل قلب حالم ، وتصرف وكان الدولة السودانية هي المؤتمر الوطني ، فإستغل كل إمكانات الدولة لتمرير أجندة الإنفصال ، ورسخ كل ترسانته الحربية ، ليتخلص من تلك القوة التي تتهدده كل لحظة وكل ثانية نداً بند وهي قوة الحركة الشعبية لتحرير السودان ومرشحها ياسر عرمان الذي كاد أن يفوز في تلك الإنتخابات لولا إعلان المعارضة الإنسحاب منها نسبة للتزوير الذي طال كل مراحلها بداية بتسجيل الناخبين وإختيار اللجان والدعاية الإنتخابية مروراً بفرز الأصوات وإعلان النتيجة النهائية ، ورغم هذا الإعلان كادت حينها أصوات ياسر عرمان مرشح الرئاسة أن تتجاوز أصوات مرشح المؤتمر الوطني رغم الإرتباط العضوي بين المؤتمر الوطني ومؤسسات الدولة ..

ومن هنا بدأ المؤتمر الوطني في التفكير الجدي في التخلص من هذه القوة التي أصبحت تهدد وجوده كحزب ، فليس من المنطق أن يظل المؤتمر الوطني هو الحزب الاقوى في ظل سودان موحد بعد تلك التجربة التي فضحت القوة الحقيقية للحزب الحاكم ، فكان الإنفصال ، وبعدها كانت تداعيات طرد قطاع الشمال من أراضي الشمال ، وظن حينها الطاردون أن قطاع الشمال سيذهب مع قطاع الجنوب غير مأسوفاً عليه ، وسيذهب قادته ليسترزقوا من قتات الجنوب ، وينسوا قضيتهم المركزية ، وهي أن يصبح السودان وطن ديمقراطي يسع الجميع ، وظنوا أيضاً حينها أن لاقائمة ستقوم لقطاع الشمال بعد أن يذهب الجنوب ، ولكن الحقائق على أرض الواقع أثبتت العكس تماماً ، فقطاع الشمال عندما تم طرده من قبل الحزب الحاكم ومنع من ممارسة العمل السياسي المدني ، لم يكن أمامه خيار سوى الخيار المسلح ، ولم يكن هذا الخيار غريباً عليهم ، فهم أبناء الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وهم قادة الحركة الشعبية قبل الإنفصال ، وأجبروا حينها إجباراً لحمل البندقية مجبرين لا أبطال ، وفي تقديرنا هذه الخطوة كانت محتملة تماماً ولا ندري كيف فكر الحزب الحاكم في تلك اللحظة التي قرر فيها طرد قطاع الشمال من الشمال وحظر حزبهم من العمل السياسي ، ولولا هذه العقلية الإقصائية في دولة الإنقاذ لما عانى الشعب السوداني من ويلات الحروب ، والدمار ، والتشرد ، والمجاعات ، ولكن سنظل نرفع الأصوات ونقولها مرات دون كلل أو ملل ، لا أمل في أن ينصلح حال الحزب الحاكم ولا أمل في أن يغير أفكاره الإقصائية ولا أمل في الإصلاح والتغيير في ظل وجوده كحزب يرفض الإعتراف بقومية مؤسسات الدولة ويتعامل وكأن السودان إقطاعية خاصة به كحزب وحده لا شريك له ، ولا خيار أمام الجميع الآن سوى أسوأ الخيارات ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستظل بلادنا عصية عليهم !!
- خطوة عنصرية وغير أخلاقية !!
- رّابِعُهُم كَلبُهُم
- من يمثل قطاع الشمال ؟
- الأمن القومي في خطر ..!!
- التعبير السلبي .. !!
- خصخصة المجلس الوطني ..!!
- فطايس و فطائس ..!!
- إختطاف وسط البلد ..!!
- ناقوس الخطر الطبي ..
- يوم الصمود النوبي 17 أبريل ..
- أرضاً سلاح ..!!
- أعطوا مالقيصر لقيصر
- الرحمة حلوة !!
- لست متفائلاً .. !!
- التكسب بيهو ألعب بيهو !!
- الأغاني الوطنية .. دعوة للحب !!
- الكسب المشروع !!
- يا حليل كرري !!
- رؤوس حان قطافها !!


المزيد.....




- مفاوض الكرملين يوضح لمراسل CNN -ما يتفهمونه- بالعلاقات الأمر ...
- تحليل.. خدعه بوتين مرة أخرى؟.. خطاب ترامب يوحي بإمكانية ذلك ...
- لقاء بوتين ترامب.. تضامن أوروبي مع أوكرانيا تشدد روسي وغموض ...
- فصائل فلسطينية: تجاوبنا مع كل مقترحات وقف العدوان وندعو لاجت ...
- غارات إسرائيلية على حاصبيا وجزين جنوبي لبنان
- عاجل | الأمين العام لحزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة وسنخوض ...
- ما الأهمية الإستراتيجية لمكان انعقاد قمة ترامب وبوتين؟
- الحرائق تدمر آلاف الهكتارات من الغابات في إسبانيا
- - لن تنتصر-.. بن غفير يهدد الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي ف ...
- لماذا لا تدين دول البريكس الإبادة الجماعية الجارية في غزة؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - أسوأ الخيارات !!