أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلو - هل تعتبر اليهودي ظالما أم مظلوما؟ رواية تاجر البندقية، بإختصار















المزيد.....

هل تعتبر اليهودي ظالما أم مظلوما؟ رواية تاجر البندقية، بإختصار


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


كتبت لكم هنا مختصرا مكثفا جدا للرواية الرائعة، تاجر البندقية
كتبها الكاتب الإنكليزي وليم شيكسبير، قبل أكثر من 400 سنة
ستنهي قراءته، خلال خمس إلى عشر دقائق
و يشمل الملخص، صلب الأمور المهمة المذكورة في الرواية
----

كل من قرأ رواية شيكسبير هذه، كره المرابي اليهودي اللعين، شايلوك
قرأتها، و لي إنطباع يختلف
لنر ما رأيك
=============================================

لنبدأ....

أنطونيو
تاجر معروف في البندقية
و يتاجر مع كافة أنحاء العالم
بسفنه الأربعة
----

أنطونيو التاجر، يبغض شايلوك، اليهودي المرابي
و يمقت اليهود، جميعا
----

و بسبب كره أنطونيو الشديد لكل يهودي، تراه لا يُفَوت فرصة، دون أن يهاجم بها اليهود بصورة عامة
و شايلوك، بصورة خاصة
----

كان أنطونيو يوبخ الناس الذين يستدينون من شايلوك المرابي
كلما إحتاجوا
و كان أنطونيو يدعو الناس إلى مقاطعة شايلوك
و يسمي الذين يتعاملون معه من المسيحيين
ضعفاء نفوس
و حقراء
و أناس قد باعوا ضمائرهم
----

و كلما يلتقي شايلوك مع أنطونيو
يبادره شايلوك اليهودي بالسلام
فيبصق أنطونيو التاجر في وجهه
----

لم يعبأ شايلوك كثيرا بهذا
فهو التصرف العام مع اليهود، في البلد
و لم يكن أنطونيو، هو الوحيد الذي يكره اليهود
فاليهود مكروهون، في كل مكان
----

كانت مثل تلك الحوادث، جزءا من حياة شايلوك اليومية
تعود عليها
و لكن في قلب شايلوك حادثة
لم يستطع التعود عليها
مهما مر عليها من السنين
----

تراه يعيش يومه
و الألم يحز فيه
متأثرا من هرب إبنته مع رجل مسيحي
و تركها اليهودية
ثم إعتناقها المسيحية
----

و ليس ذلك فقط
بل سرقت إبنته نصف ثروة أبيها
----

و أكثر ما آلمه في كل ذلك
هو سرقتها لخاتم الفيروز، الذي كان يعتز به كثيرا
الخاتم الذي أهدته له، زوجته
قبل أن تموت
----

باسانيو
هو رجل عاطل عن العمل
و صديق أنطونيو التاجر
----

أصبح باسانيو، فقير الحال
بعد أن بذر و أضاع، كل ميراثه و ثروته
و مع ذلك
ترى باسانيو لا زال مبذرا
متورطا بديون جديدة بإستمرار
----

و في كل مرة، يقع باسانيو فيها في ورطة
يلجأ إلى صديقه العزيز، التاجر أنطونيو
ليخرجه منها، مرة بعد أخرى
----

يقع باسانيو في حب إمرأة جميلة
إسمها بورشا
و كان باسانيو يحتاج إلى 3000 دوكات لزواجها
و لأنه مفلس، كالعادة
سيحتاج إلى إستدانة هذا المال
----

الجميع يعرف بعدم مقدرة باسانيو، تسديد الديون
فلهم تجاربهم السابقة المريرة، معه
و لذلك
لم يجد أحدا مستعدا، للمخاطرة بإدانته المال
----

و كالعادة
يلجأ باسانيو، إلى صديقه أنطونيو
فأنطونيو يسند باسانيو بأمواله
كلما وقع في مشكلة
----

و لكن، في وقتها
كانت جميع أموال أنطونيو مستثمرة في سفنه الأربعة
أبحرت إلى أفريقيا، و الهند، و المكسيك، و إنكلترا
----

هنا
ينسى أنطونيو توبيخه و لومه و إنتقاده للناس، الذين كانوا يتعاملون مع شايلوك
واصفا إياهم، بالخونة و ضعفاء النفوس
----

يتوجه أنطونيو بنفسه، إلى عدوه اللدود، شايلوك
ذلك المرابي اليهودي، اللعين
ليتوسط لباسانيو، صديقه العزيز
المحتاج
----

يترجى أنطونيو من شايلوك، إدانة باسانيو 3000 دوكات
بأية فائدة يراها مناسبة
مؤكدا لشايلوك
أن باسانيو، سيستطيع إعادة جميع المال، إضافة إلى الفائدة
في الوقت المناسب
----

فكر شايلوك بالمخاطرة الشديدة، في إدانة باسانيو
فأجاب أنطونيو، برفضه القاطع على إدانة باسانيو، أية كمية من النقود
----

كان رفض شايلوك لإعطاء ماله لباسانيو
هو نفس جواب كل الناس
الذين حاول باسانيو الإستدانة منهم
فالكل يعلم، بعدم إستطاعة باسانيو دفع ديونه
و للكثير منهم الناس تجارب مريرة
مع هذا الرجل
----

هنا
عرض أنطونيو على شايلوك، ضماناته الشخصية
و إستعداده، بأن يكون كفيلا
بدفع المال
إن لم يستطع باسانيو إعادته إلى شايلوك
في الموعد المعين
----

في البداية، رفض شايلوك
ثم طلب من أنطونيو، الإنصراف
للإستدانة من مصدر آخر
----

سأل أنطونيو شايلوك عن سبب الرفض
فأجاب شايلوك:
"أنا أقبل بضماناتك يا أنطونيو
كشخص
فعلى الرغم من لاقتنا السيئة
أنا مقتنع أنك ستلتزم بكلمتك
إن وعدت
المشكلة يا أنطونيو
أنني أشك بمقدرتك على إعادة أموالي
في الوقت المناسب
فأموالي ستكون مرهونة، بعودة سفنك
و في ذلك مخاطرة كبيرة
قد يضيع مالي فيها
فإن غرقت سفنك، أو سرقها القراصنة
لن تستطيع إعادة المال
و كلنا نعرف
أن إفلاس التجار بعد فقدان سفنهم
كثير الحدوث"
----

أزعج ذلك أنطونيو
و كان يعتبر حذر شايلوك الشديد
في غير محله
لأنه متأكد، من أن أحد سفنه
ستعود في الوقت المناسب
لم يكن لديه شك في قلبه
أبدا
و كان يشعر أن تخوف شايلوك، لا مبرر له
----

بقي أنطونيو حائرا
لا يعرف ما يقول، ليقنع شايلوك
و ترجى من شايلوك، أن يملي عليه أية شروط أخرى
قد تكون مناسبة
----

فجأة
جاء شايلوك بفكرة أخرى
حلت المعضلة
فورا
----

الفكرة هي، ما يلي:
سيكون شايلوك مستعدا لإعطاء جميع ال 3000 دوكات التي يحتاجها باسانيو
إلى أنطونيو
و سيتنازل أيضا عن المطالبة بأية فائدة، على المبلغ
و أن شايلوك سيوافق على تاريخ تسديد الدين، الذي يقترحه أنطونيو
----

و لكن
الشرط الوحيد الذي يطالب به شايلوك كضمانة
هو:
إن لم يستطع أنطونيو إعادة المال
في الموعد المحدد
عليه إعطاء شايلوك
رطلا من لحمه
و متى ما إستحق رطل اللحم، بسبب عدم دفع الدين في الموعد، لا يمكن الإستعاضة عن رطل اللحم، بأية أموال
----

إستخف أنطونيو من تخوف شايلوك بعدم تمكنه لإعادة المال
في الوقت المناسب
و كان فرحا، بالحصول على دين
بدون فائدة
و متأكدا أنه لن يحتاج إلى التضحية
برطل من لحمه
لأنه سيستطيع إعادة المال
في موعده
بالتأكيد
و بلا ريب
فوافق على كل شروط شايلوك
----

كان بإمكان أنطونيو رفض عرض شايلوك
و الذهاب في سبيله
و لكن الدين بدون فائدة

وقع أنطونيو عقد الدين، بمحض إرادته
و إنطلق مغادرا
و أموال شايلوك في جيبه
و أعطاها فرحا إلى صديقه الغالي
باسانيو
----

أخذ باسانيو الأموال من أنطونيو
و إصطف مع خاطبي حبيبته بورشا
ليتنافس جميع الخاطبين فيما بينهم، على زواجها
----

للتمكن من زواجها
على العريس أن يختار القدح الصحيح
من 3 أقداح
و حسب وصية أب العروس
التي كتبها قبل أن يموت
----

الخطيب الأول هو أمير المغرب
الذي يفشل
حينما يختار القدح الذهبي
و يفشل الخطيب الثاني، أمير آراغون
حين يختار القدح الفضي
----

و لكن باسانيو، الخطيب الثالث
ينجح
فلقد إختار القدح الصحيح
و هو القدح البسيط الرصاصي
الأحقرهم شكلا
----

و لكن
لم يختر باسانيو القدح الرصاصي الصحيح
بدون مساعدة
من أهل الخير
----

فلقد نوه له أقارب العروس
حينما غنوا له أغنية
عرف من كلماتها
أن القدح الصحيح، هو الرصاصي
فتوجه إليه
و إلتقطه
----

و هكذا
يفشل أمير المغرب
و أمير آراغون
بينما ينجح باسانيو المفلس، في زواج حبيبته، بورشا
----

نجاحه كان بإستحقاق
لأنه لم يحتج، إلا إلى مساعدات بسيطة
من أموال شايلوك
و وساطة أنطونيو للحصول عليها
و أغنية أقارب بورشا، للتوصل إلى القدح الصحيح
فقط
----

جاء اليوم
و حان أوان إعادة أموال شايلوك، إليه
حسب العقد
----

كالعادة
لم يكن لباسانيو أية أموال لدفعها
كان بإمكان باسانيو طلب المال من زوجته الثرية
لدفع دينه
لكنه، لم يفعل
----

إذن، و كما تعود أنطونيو، تؤول مسؤولية دفع مصروفات باسانيو، له دائما
----

المصيبة
أن قلق شايلوك بعدم عودة سفن أنتونيو في الوقت المناسب
لم يكن مبالغا فيه
كما ظن أنطونيو، في البداية
----

لم تعد أي من سفن أنطونيو
و أثبتت الأيام، أنه قلق شايلوك
في محله، فعلا
----

كل ما كان شايلوك يريد، هو إعادة نفس ال 3000 دوكات التي أعطاها
فقط
لم يكن يطالب بأية فائدة
----

و لعدم مقدرة أنطونيو إيفاء وعده، حسب العقد
يصر شايلوك على أخذ رطل اللحم
كما تعهد له أنطونيو
و الآن
عليه أن يتحمل عاقبة أعماله
----

هنا، يرجع أنطونيو عن كلامه
و يشتكي إلى المحكمة
----

و لكن
لن تستطيع المحكمة
إلا تطبيق العدالة
فتحكم بتنفيذ العقد، حسب القانون
----

تنكرت بورشا بهيئة رجل
و دخلت المحكمة مرتدية لزي محامي
و شرعت بالدفاع عن أنطونيو
----

و بواسطة براعتها
أوضحت للمحكمة أن إقتطاع رطل اللحم ذاك، من جسم أنطونيو، بدون إراقة دم، و تعريضه للموت، مستحيل
----

و ذكرت المحكمة
أن العقد بين شايلوك و أنطونيو
يذكر رطل لحم
فقط
و لا يذكر، أي دم
----

و بهذا، أنقذت بورشا حياة أنطونيو
لأن إراقة أية قطرة دم من قبل شايلوك
ستعتبره المحكمة جريمة
----

و لن تنتهي مصائب شايلوك هنا
بما أن النية، بإراقة دم أنطونيو
سيعرض أنطونيو
إلى خطر الموت
إذن
ستحكم المحكمة على شايلوك اليهودي
بالتخطيط و التآمر
على قتل أنطونيو المسيحي
----

و حسب قانون البندقية
أي يهودي يخطط أو يتآمر لقتل مسيحي
تتم مصادرة أمواله
و إعطائها إلى ذلك المسيحي
ثم يُعدم اليهودي
----

و هكذا
تطبق المحكمة حكمها
حسب القانون
و تعطي المحكمة ثروة شايلوك، إلى أنطونيو
----

فيضطر شايلوك إلى التحول إلى المسيحية
و ترك دينه اليهودي
لأن ذلك سيكون سبيله الوحيد
كي ينجو من الإعدام
----

و يعيش الجميع
عيشة سعيدة

عدا شايلوك
========

فلتعش العدالة


لندن 27 أيار مايس 2013



#محمد_جلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة، إلى أعزائي الأمريكان
- القضاء على الفقر في العراق، أسهل من أغلب دول العالم
- حين تعشينا سمكا، بفضل القوات الإيرانية
- الأموات، لن يحتاجوا إلى بيوت
- الموناليزا الأفغانية ... الصورة التي هزت العالم
- حينما يركلون الأسير الإيراني، و يركل معهم الجميع
- حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الثاني
- أثمن كاسة لبلبي، أكلتها في حياتي
- حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الأول
- حينما يَضرِبون، و ينهال معهم الجميع
- طقطقة مفاصل الأصابع المتعمدة بإستمرار. هل ستحطم تلك المفاصل ...
- حينما نخرج، إلى الشارع
- مبروك على السلامة
- حينما تكون في روما، إفعل، كما يفعل الرومان
- حينما يراقبنا، أهل المريخ
- حينما يهب السلطانُ، ما لا يملك
- حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه
- حينما منحتني، الأستاذة واجدة الأطرقجي، الدكتوراه
- حينما سينتهي العالم، يوم الجمعة، ٢١/١£ ...
- حينما إلتقى، ذلك الملازم الأول الطبيب، بأولائك الأكراد الثلا ...


المزيد.....




- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلو - هل تعتبر اليهودي ظالما أم مظلوما؟ رواية تاجر البندقية، بإختصار