أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ابراهيم جوهر - (هواجس أسير) لكفاح طافش ثورة في التعبير وبيان في التفصيل














المزيد.....

(هواجس أسير) لكفاح طافش ثورة في التعبير وبيان في التفصيل


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 07:55
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


(هواجس أسير) لكفاح طافش ثورة في التعبير وبيان في التفصيل

___________________________ إبراهيم جوهر – القدس

لم تأكل سنوات الاعتقال روحه فظلت متوهجة واعية عارفة مراميها وواقعها، فرصد ظواهر المعتقل وأضفى عليها من وعيه وحبر روحه المسؤول ما يقدّمها للقارئ ظاهرة إنسانية تستحق الدراسة والتحليل العميقين.

الأسير (كفاح طافش) يقدّم لقارئه في كتابه (هواجس أسير) مجموعة من الهواجس التي لا يدريها إلا من خبرها وعاش تفاصيلها. وهو يشير إلى هذا الجانب التضامني الذي يتذكر الأسير في المناسبات.... ثم يتوه في الانشغال بالطارئ اليومي ليظل الأسير في جمر معاناته الإنسانية وهي تلبس لبوس البطولة والخوارق وواجهات الإعلام التي تتناول سطح الفكرة وقشرتها الخارجية.

الكاتب هنا في هذه الهواجس التثقيفية الواعية يصدم قارئه، ويفاجئه. إنه يعمل على تأثيث واقع حقيقي طالما أشبع ببطولات خارقة عابت على الإنسان التعبير عن بعض إنسانيته ؛ في بكائه، أو عشقه، أو غيرها من ضرورات الإنسان المرافقة لإنسانيته.

هذه كتابة واعية نابعة من وجع، ومعاناة، وخبرة، ووعي. فيها الجرأة في الطرح، والأمانة في النقل، والبلاغة في التعبير؛ في اللغة وفي زوايا التناول غير التقليدية تلك التي لا يستطيع الوقوف عليها ونقلها والتعبير عنها سوى قلم واع مثقف بالمعاناة والانتماء والوعي .

إنه ينتقد قولبة الأسير التي تقولبه في قالب جاهز شعاره البطولة وكأنه إنسان خارق. هنا نجده ينقل إنسانية الأسير في دقائقها الإنسانية البسيطة، الضعيفة، العادية...فهو يبكي، ويخاف، ويحسب، وينتظر، ويحلم، ويحب... هذه المشاعر والانفعالات التي غيّبت لصالح الأسير (السوبر مان) نجده يخبرنا أنها باطلة تصادر إنسانية الأسير من باب قصدها تثبيته والإعلاء من شأنه.

يلفت الانتباه في (هواجس أسير) هذه الحميمية في اللغة والوصف والحوار ونقل الأقوال، وهذا الغوص الجميل الواعي للألوان، والصورة الفوتوغرافية، وهذا التوصيف الحي بالكلمة والصورة والموقف ورائحة المكان ، وحرارة الموقف أو برودته ، وربما خسّته ونذالته.

إنه ينقل عالما حقيقيا من المعاناة المتواصلة لأربع وعشرين ساعة يوميا بلا توقف. فيها يحاور الأسير ذاته ورفاقه وهواءه. يحاور الحديد والباطون ليحفظ إنسانيته ، ولكي لا ينسى متطلباتها ... وهو يصف تعليقات الأسرى ، أو ينقل حديث الوالدة وهي تحسب حساب ابنها المعتقل على مائدة الطعام....وغيرها من المواقف، إنما ينقل نبضا يعيشه القارئ بحرارته وأبعاده.

هنا تصير اللغة حاملة هواجس وأحاسيس ومواقف؛ فيها الصورة الحية النابضة، واللون ، والحركة.

هذه نصوص أدبية فيها من التميز والجمال والمعلومة الكثير.

قسّم (كفاح طافش) هواجسه إلى هواجس مفردة حمل كل منها عنوانا معبرا عن مضمونه. وهي في محصلتها الكلية تقدّم للقارئ شخصية الأسير- الإنسان العادي القريب من القلب والتصوّر، لا ذاك (السوبر) الخارق البعيد عن الواقع.

تميزت لغة الكاتب هنا بالشفافية والشعرية والمجازات . إنها لغة أدبية راقية تشير إلى تمرّس كاتبها في الكتابة الإبداعية.

هذا الكتاب نصّ أدبي توثيقي راق فيه ميدان خصب لدراسة الأسير دراسة نفسية-اجتماعية جادة.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي مالك
- فجر كاذب على شرفة الاقحوان
- انتظار وتسليم
- حلوة يا بلدي
- علّموا أبناءكم السباحة
- يوم طبي
- بين القداسة والنجاسة
- حكايات وشهداء
- دوائر النار
- فوضى فوضى
- وطن البكاء
- الولايات العربية المتحدة
- ما لم يقل في ورق الدوالي
- شغلتني المخدة والأسئلة
- انتظار وانتظار الانتظار
- ... وعلى الأرض الاستيطان، والدم
- رحم الله الأجداد، كانوا هنا قبل خمسة آلاف عام
- مرحى بتنظيم (القدس) الجمعي الصادق
- الروائي الشاعر (إبراهيم نصرالله)لماذا استحق (جائزة القدس)؟
- كيف انتصر (أولاد الحي العجيب ) في قصة محمود شقير للأطفال


المزيد.....




- مقتل 20 فلسطينياً قرب مراكز توزيع مساعدات في غزة، والأونروا ...
- الأوضاع الكارثية في قطاع غزة تتصدر أعمال الدورة الـ59 لمجلس ...
- إيران.. اعتقال 4 عملاء واكتشاف ورش لتصنيع المسيرات والمتفجرا ...
- هل تتوسع حرية الصحافة في مصر؟
- عراقيون عالقون في بيروت يتظاهرون أمام السفارة للمطالبة بممرا ...
- -الأونروا-: القيود تحول دون دخول كميات كبيرة من المساعدات إل ...
- إيران تنفذ حكم الإعدام بحق مدان بالتعاون مع الموساد
- أكثر من تريليون دولار قد تخسره أميركا برحيل المهاجرين
- محطات في إنهاء العنصرية والعبودية وتمثال الحرية بأسبوع يونيو ...
- الأمم المتحدة تقلص مساعداتها الإنسانية لعام 2025 بسبب نقص ال ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ابراهيم جوهر - (هواجس أسير) لكفاح طافش ثورة في التعبير وبيان في التفصيل