أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مارواه الطبري عن العشق السومري















المزيد.....

مارواه الطبري عن العشق السومري


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1178 - 2005 / 4 / 25 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


الكتاب المقدس

خلقت الآلهة سومر لترينا مقدار الحلم الذي تملكه أدمغتنا .. وهي مدن ترقد في ظل الموسيقى عندما يطلق عازف القيثار شمسه على تأمل الفقراء في ليالي الصيف المسفوحة كأنهر الضوء على بطون جاعت وأخرى فقدت أفئدتها في الحرب مدن تسعى إلى اكتشاف حقيقة تاهت بين فم الملك وتأوهات عشيقته ورغم هذا المتصفح لقاموس الخلق المصنوع من هذيانات نومة آدم الحزينة يوم فقد ولده يكتشف مفردة نائمة في زاوية صفحة غير مرقمة رغم أن القاموس مرقم من صفحته الأولى حتى الرقم ما لانهاية مفردة تشكلت بمرموز صوري . وهذه مفتاح لمشفرة ظلت مدن سومر تستخدمها للخروج من عزلة الميتافيزيقيا التي تريد الآلهة بها أن تسيطر على مشاعرنا ولأننا نسعى للإيقاع بها كونها تأخذ لمجرد إنها تتمنى أطلقنا رؤى الأسطورة لتكون خط صد يوقف النعرة الدكتاتورية التي كانت فيها دمى الطين تعبث بمشاعر البسطاء فتأخذ الخبز الحلو واللحم المقدد ومن اجلها ننحر ثيران الحقل فيصيب السنبل الجفاف والبطون الكفاف فيما تأكل خطوط ضوء الشمس المحرقة جسد الثور ويذوب شحمه على الأرض مثلما تذوب الحسرة في عيون السومري العاشق حين يخسر هواه إلى فحولة سيد مبتهج بقصره وثوبه المزركش وسيارته الفارهة وهاتفه المحمول فيما أنت تركض وراء الوظيفة كما يركض اليساري وراء المنفى ..
مثل قديم يقول لا تذرف الوردة دمعتها إلا عندما يصفعها الخريف .
أتذكر روح الورد وأقف عند رغبة تفكيك أسم الوردة بعيدا عن سيماء التخيل في فعل الألهوت لهذا الكائن الذي عبثت فيه مشقة ايكو فكان التنقيب عن السر يمثل أمرا ربانيا أفترض حماقة الخريف تعديا على مشاعر البسطاء فلا يملكون ما يرجمون به سوى رغبتهم بامتلاك معاطفا صوفية فهي وحدها من تلقم الخريف بحجر وتعيد للورد كرامته أمي ذات ليلة مقمرة في أور تحدثت بوعي روحاني عن علاقة الضوء بالورد ثم تعدت في الشروحات لتتكلم عن علاقة الوضوء بالورد كانت سومر تفترض في صلاة شعبها أن يكونوا تواقين إلى الانصهار في الجهة المتوجهين صوبها كان الله يشفع لسومر إنها تستطيع أن ترى بشكل ناظوري فيكون بمقدور الواقف أن يتحد مع الشخص الآخر .
من هو ؟
لقد فتشنا عنه في القاموس ووجدناه متلبسا في التعريف التالي : هو الوردة القابعة في المكان والمرتدية دمعتها شهوة عانس .
هذا التعريف بشكله الغرائيبي يحتاج إلى مفتاح يفسر لطالب العلم شيئا من الفهم يصفه السهروردي قبل لحظة القتل بأنه أبادة العبادة في لحظة الولادة .
عرفناه أم لم نعرفه فهو ليس قصيد الغاية . في المشفرة اللاتينية المكتوبة في النصف الأول من قرن جحيم دانتي هناك عبارة سفسطائية لامعنى لتسويقها إلى ذاكرة طالب علم ولكنها معلومة تقودنا إلى معرفة مشي الأفلاك ومعرفة سر هذا الارتباك في فهم التجانس بين القس وجدنا الكبير سرجون آل مغامس !
تقول : الوردة دفئ إغريقي تأوي أليه فتنة الفلسفة وتلامذة المدرسة وبائعات الهوى والذي من سيف الملك نوى على سفر لمشقة الشتاء حيث البرابرة يرطنون بموسيقى الحب وحيث الرب يلامس بالضوء مقادير الريح لتجد المراكب حدائقها في دمعة يوليسيس .الغياب ليس جملة عتاب أنه باب نطل منه على رغبتنا في الولوج إلى الممكن والممكن في سومر كان موجودا على ظهر الفلك يسافر مختبئا عن أنظار نوح ومتى قالت الحمامة وصلنا حمل وردته ونزل وحيدا . إلى أين ؟ حد هذه اللحظة لا يعرف له مكان ؟ ربما هو الآن في كل الأوطان يزاول مهنة تدريس الجغرافيا ..
يصغي الورد إلى صوت الطبيعة وقت ابتعاد أنظار زائري الحديقة ويهمن على عاطفة الكائن الشعور بأن المسافة بين العطر وخاطرة العاشق ليس سوى لوح سومري مدون بأصابع مرتعشة لمرأة علمها عطش العشق كيف يكون الماء والتراب مكونان لذكورة الفراش هناك بمقدورنا أن نوجد فرضا لصلوات المحبة التي تجعل الأمكنة أسرة للمداعبة الخاصة في وقت القيلولة المطلقة لحاجتنا إلى الراحة .
أبي المتعب كان يقول : ليس هناك راحة أجمل من راحة القبر !
قبور السومريون أقبية تشبه الغرف الواسعة يوم فتحت لأول مرة من قبل البعثة الأثرية المرسلة بدعم من جامعة بنسلفانيا والتي يرأسها عالم الآثار ليوناردو وولي شعر الجميع بذهول ونشوة وخوف .
صورة الهياكل العظمية الممدة بفوضى ذعر نفاذ الهواء تشعرك بأن اللوحة المفزوعة برغبة البشر لشم نسمة هواء موجودة حد هذه اللحظة . وكان قرب الأجساد قيثارات مطروحة ولازالت أوتارها تنتظر لحنا جنائزيا يتحدث فيه صاحب القداس والمنشد عن رغبة أن تكون الحياة الأخرى اكثر سرمدية من حياة الأرض :
يقول أبي المتعب مثل قميص بال : أن الموت سياق حياتي منظم يشعرك في بعض الأحيان بأنه المخلص من كل لحظة ضعف وعشق خائب وفي الحرب الموت أول خيارات خوذ القتال وآخر عش تسكن عنده الرصاصة .
مات أبي والطبري لازال يصنع خرائطه على امتداد ذاكرة الأمكنة والمدن يؤشر بأصبعه النحيف على صحيفة ممزقة عبثت فيها رطوبة موت القبو السومري وبخطوات مرتبكة يسوق الرحالة والمؤرخ حماره المخطط بتعابير الخرائط ومقاييس الرسم ويؤسس لفكره الطوبغرافي فلسفة تستخدم معايير التضاريس فقهاً لأحساس البشر للانتماء إلى الشيء .
أبي بصق الفقر من رغبته بجعله نهاية سعيدة في قبو لكن الفقر رفض الخروج من رئة أبي فتنفس العالم قصائدي الحزينة . تورثنا سومر رغبة بتمجيد الحب والحزن معا وترينا مدونات الطبري شكل المكان بتلاله المتناثرة كعقد من نجوم لمعت في تراب الزمن وصارت صدى لأساطير الأولين الملحدة .
يغترب الرحالة في ذهوله ويشد على قلمه إصرار أن يكون محقا لكنه يخاف فيطوي في السر أوراقاً يتركها لنا نحن من نأتي بعد حين..
ظلت تلك الصحائف مرهونة بكشف شجاع .
نتوهم أننا قادرون على ممارسة حرية الحلم وسط كومة من الأشجار اليابسة . أبي كتب هذا وهو يعقب على رغبة الموت بان يكون مشهدا هادئا لنهاية يائس .
أقرأ الحب في طوق الحمامة أشعر برغبة لمغادرة شهوة جسدي إلى فضاء لافسحة فيه سوى ما تمددت عليه ساقا أبي النحليتين وهما تهجعان إلى راحة الأبد وكأنه كان واحد من أولئك الذين نفذ هواء قبوهم فمارسوا الصراخ والضجيج حتى موتهم الكهنوتي الغامض وعليه فأن الحب أو العشق يصنع بدائل لمثل تلك الفوضى . السومريون قالوا ذلك ، فيما عبر ديكارت عن الأمر بأنه انقياد للحظة الوجود المفترضة .الطبري رأها تجوال في المعالم المخربة مدن تأتي من وراء الزمن فلا نرى فيها سوى جحور الثعالب .
مات أبي ولازلت أنا أبحث في الأطالس عن مشفرة العشق السومري ..
مرت أزمنة وزوارق غرقت في مياه الشعر الضحلة قصب نمى بطول حاجب عاشقة نالت بركات ذكورة العشيق فهوت في مهبط اللذة تستشعر حلمها بمكر الآلهة .
يقونا العشق إلى تذكر أيامنا الهادئة فقط أما أيام الكد والهد فلا مكان لها .
أتمتع بمداعبة ظفائر من أهواها .
تعجبني المرأة المسترخية يعجبني استسلامها لقدرها وخشونة أصابعي والتحولات الطارئة التي تأتي بها القبلة الأولى .. قبلة بحجم حبة ضوء نمت وسط جفن خوخة نضجت بفعل العناق الطويل تحت ظلها الأخضر يبوح العشق قربها تعاويذ سومر التي نشاهدها في الأساطير وفي أحلام التكنولوجيا عندما عرفت سر الزوايا قبل فيثاغورس . سومر المبتهجة من طقوس الدفن ، مر على طللها المبعثرة قرب ضفاف الأنهر المندرسة المؤرخ الطبري فكتب : هذه مدن محصنة بالهواجس الغامضة وهي مدن لا تشيخ أسمع قيثاراتها تنادي الزمن فتذهب أليها العصور زحفا على الأقدام ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركيز يكتب عن شاكيرا وأنا أكتب عن ماركيز وشاكيرا
- الأصول الأرضية والسماوية للطائفة المندائية
- الحرب بين تهديم الذاكرة وبناءها
- البيت المندائي أشعل قلب الوردة بالحب
- الاهوار ذاكرة البط والميثولوجيا ..الحرب
- غاليلو يتأرجح من بندول ويتصل بالهاتف المحمول
- السابح في العطر
- ماتخيله ماكس مالوان في مقبرة أور المقدسة..محاكاة لعودة الأنك ...
- يوم تولد الشمس علينا أن نفطم القمر
- لتفاصيل السرية للحظة موت أبي
- تصور بنزرتي لموت روائية وأميرة
- أناشيد مندائية ..عندك يتوقف رقاص الساعة وينسى العالم أوجاعه
- المندائية ..(الماء والطهارة والأيحاء )..المدونات أتموذجا
- رسالة انترنيت الى القديس البابا يوحنا الثاني
- .. بابا من الورد ..بابا من الآس ..بابا من خبز العباس
- كيف تولد الأعنية .. الطور الصبي أنموذجاً
- أغنية البرتقالة ومدينتنا العزيزة دبي
- مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزال ...
- !تضاريس وجه المونليزا ..( مقاربة حسية مع وجه الوردة )..ا
- .. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دو ...


المزيد.....




- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مارواه الطبري عن العشق السومري