|
السابح في العطر
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 06:12
المحور:
الادب والفن
السابح في العطر .. يرى أطيافا من كواكب أخرى والسابح في الفقر طيفه الرغيف وشمس الصيف
الموسيقى الإلكترونية تبعث ضجيجها بنغمات الوسن الحجري ، المتعة لا تجلب بعربات من ماس بل بعربات المانجا ، لأجل هذا ما أراه : لم ينل مناه سوى من تاه عن سواه ، وحيدا يبقى في دائرة الوهن يعاني عولمة الخبز وخلو المرقة من اللحم والوسادة من أنثى لو فتحت زر القميص الأول لشفي كل غليل من علته ، ولعاد كل منفي إلى بلده ولصارت أم العباس* أجمل من مكناس والغراف* أجمل من شجر الصفصاف ، ولحملنا الديوانية* إلى الخارطة الألمانية وجعلنا أهل عفك* يحفظون غوته وشيلر وريلكه مثلما فعلوها مع أغاني داخل* وزهور حسين* ، وجاسم شنافيه* الذي أجمل من أدى طور الشطين* ، وأنهض يا عبد الحسين : لقد ضرب الطوب وشق الثوب ، وأشترينا البيض لنقليه قبل أن تقلينا الحرب ونصير قشرا من قشور الجنة أو هكذا يكون مصير الشهداء في كلا الجيشين . من الكافر أذن ؟ ربما بسمارك أو الشمر* أو ………………………… لو عرفت العلة لتركت الصرمهر* وشرب الفلة* . ولجعلت لندن محلة من محلات الحلة* ، ولصارت الملكة اليزابيث ، خالتنا الزنجية أم بخيت . لتلك التي كانت تقدس مخدومها وتفضله على ألف كوفي عنان .. أيها القمر السهران لا توقظ بنت الجيران . وتصفع الزمان بشهوتك ، دعها تسبح في العطر ، فصباحا ربما ستكون ابتسامتها نجاة لخاصرتي من صدأ الشظية ، وربما ظلها الذاهب الى السوق ، سيرفعني الى فوق ، تاجرا من تجار الشورجة* ، أتعامل بفقه الدولار وأسافر لكل الأمصار وحين أعود ، تكون الحرب قد بدأت وبدأ الفرهود ، وقتها السعادة تكتمل حين تفرهد أملاكي وأعود أليها بمعطف أكاكي* وثقافة الاشتراكي ، تبتسم ، تعلبني بصندوق وترميني قرب باب الرعاية الاجتماعية التي فيها تعلمت الشعر وشاهدت قناة الحرة وعرفت أن أمريكا ستكرم وطني وتذهب به الى المجرة .. هناك التصوف مسرة لأنه يتحد بالخيال العلمي ، والرجل الآلي سيكون البسطامي والغزالي عمامة ديجتل والحلاج القمر الصناعي الوهاج ، فيما سيدي النفري سيصبح معطف مطري ، ترتديه إيزابيل ادجاني فتصفق لها فرنسا وديغول يرفع قبعته تحية لجبهة الإنقاذ الإسلامي .. فيما أنا نسيت قائمة صوت الشعب ورشحت قائمة رشيد كرامي ، وحين عرفت أنه لبناني ، تذكرت كمال جنبلاط ، وتذكرت كم حملت الثورات من أغلاط حين قتل وهو النباتي والوطني والذي أجبروه على الانخراط في حرب المليشيات والأثنيات ، لهذا أخشى على خالتنا أم بخيت أن تنسى مثلي رقم القائمة وتعود نادمة لتشاهد التوب تين* وصفر اليدين ونضوج التين ، .. ما ضاع في الصيف نجده في الشتاء ، وما ضاع في الخريف نجده في الربيع يغني الورد جميل ..جميل الورد .. عندها تكتمل النشوة وتقل الرشوة وحبيبتي ترتدي الستن في زمن كله عشق وبلا طوائف أو فتن .. أنا أحلم ..أذن أنا موجود . وسأعيش رغم إن الإرهاب يأتي الى وطني من وراء الحدود ، ورغم هذا أنا موجود ، ومن يتعرضني أحفر في خده أخدود .. كأنك ذلك الشقاوة الذي ذهب الى شقلاوة* وغرق في لبن أربيل وصينية البقلاوة وحين عاد لارقبة له وأسس جريدة وصار يكتب القصيدة ويتحدث عن سيرته المجيدة التي أقامت لمود* الولائم يوم كان شعب العراق صائم … أنا أحلم .. أغرق في السبات الليلكي ، أتيه ، أذوب من عطش المودة لعينيك ، وأقبل عينيك ونهديك وخديك فيقفز شيطاني فوق سور الصين العظيم فيمنحني ماو راتبا تقاعديا وشقة في إقليم التبت ، ورغم هذا خنته وأعلنت الانفصال ..غوركي يقول : عندما تغضب شيوعا فأنك تغضب السعادة . أسأل عينيك أن كان مكسيم محق في هذا أم الأمر مجرد فنتازيا قتلها غورباتشوف ببرودة أعصاب ، فحسبنها نحن مناشفة الأهوار أمرا حتميا لأن البلطة التي نزلت على رأس تروتسكي نزلت على رأس النظرية أيضاً .. هم يقولون هذا .. تلك هواجس أمي قبل أن تعيد خياطة عباءتها بالمقلوب كي تعمر أكثر . أمي صديقة مريام ماكيبا وأبي زميل خرتشوف في مدرسة الخزرجية بناحية الفهود* ، فيما جدي أذهيب من أمي مشى مع لورنس وتحاشى شذوذه بحفظه لقصائد رابعة العدوية .. عمي جهيد مات في حرب الشمال على بياره مكرون* وخالي لبس قبعة سارتر ثم جن وهو اليوم رابية صغيرة من التراب في مقبرة السلام قيل أنها الآن بلا أثر بسبب حرب المقابر .. وهكذا كل حياتنا تصوف ، وأسلاك شعرية تربط الذاكرة بمايكروسوفت لأرى قدري الجديد وهو يتمتع برؤية وردة الهمر* .. أما الحب فهو شاشة تلفزيون ومسلسل مدبلج وثقافتي .. لامنفلوطي يجلس في مقاهيها ولا سياب بل يتربع على عرشها مهاجم برشلونه رونالدينهو الحب .. دعه ينام في قمامة الأجهزة العاطلة وأذهب لورشة صناعة المناديل الحديدية فلا جديد في أغاني الوداع سوى فخذي مادونا وحشرجة شاكيرا في فراشي الدسم أنا الذي رأسه يعرف رامبو ولا يعرف رغوة الشامبو .. ألهي أنصفتهم حين حملتهم ليسكنوا زحل .. من هم ؟ أهل قضاء الكفل* ….
الهوامش : ــــــــ *أم العباس : مكان لمرقد سيدة علوية قرب مدينة سوق الشيوخ من أقضية محافظة الناصرية العراقية . *الديوانية : محافظة من محافظات العراق . *الغراف : ناحية من نواحي محافظة الناصرية .
* عفك : قضاء من أقضية محافظة الديوانية أرتبط بالمثل الشعبي الشهير { قيم الركاع من ديرة عفج } *داخل حسن وزهور حسين : مطربين عراقيين مشهورين ، الأول اجمل من غنى طور الشطراوي والثانية صاحبة اجمل بحة في الأصوات الغنائية العراقية . * حسن شنافية : مطرب من أهالي الديوانية وأجمل من غنى طور الشطين وهو واحد من أطوار الغناء الشعبي العراقي . *الشمر : هو شمر بن جوشن أحد قواد جيش بن سعد الذي حارب الحسين ع وهو أحد قاتليه ونال موتة بشعة في ثارات المختار بن يوسف الثقفي . *الصرمهر : كلمة فارسية تعني المادة الأصلية الغير مفتوحة وخاصة في قناني الشرب وتكون سدادتها معمولة من المنشأ الأصلي وعندما تفتح ويتلاعب بها تسمى فله . *الحلة : مدينة عراقية عريقة وقربها أطلال مدينة بابل الأثرية . *الشورجة : أشهر أسواق العاصمة العراقية بغداد . *أكاكي : بطل قصة المعطف لغوغول . *التوب تين : برنامج غنائي تعرض فيه أفضل عشرة أغاني في المبيعات . *شقلاوة : مصيف عراقي جميل ويسكنه قاطبة من المسيحيين الأكراد والأثوريين ويقع في محافظة أربيل العراقية . *الفهود : أحد مدن الأوار العراقية ضمن إداريات محافظة الناصرية . *بياره مكرون : جبل عراقي شاهق في أقليم كوردستان العراقي . *الهمر . عربة أمريكية مدرعة يستخدمها جند الاحتلال في العراق . *الكفل : من نواحي محافظة بابل العراقية .
أور السومرية في 6 كانون الثاني 2005 .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماتخيله ماكس مالوان في مقبرة أور المقدسة..محاكاة لعودة الأنك
...
-
يوم تولد الشمس علينا أن نفطم القمر
-
لتفاصيل السرية للحظة موت أبي
-
تصور بنزرتي لموت روائية وأميرة
-
أناشيد مندائية ..عندك يتوقف رقاص الساعة وينسى العالم أوجاعه
-
المندائية ..(الماء والطهارة والأيحاء )..المدونات أتموذجا
-
رسالة انترنيت الى القديس البابا يوحنا الثاني
-
.. بابا من الورد ..بابا من الآس ..بابا من خبز العباس
-
كيف تولد الأعنية .. الطور الصبي أنموذجاً
-
أغنية البرتقالة ومدينتنا العزيزة دبي
-
مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزال
...
-
!تضاريس وجه المونليزا ..( مقاربة حسية مع وجه الوردة )..ا
-
.. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دو
...
-
الفنان أحمد زكي ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة
-
الشعر يرثي مشهد قتل وردة ..
-
ذكريات رواقم حوض بنجوين
-
أور المدينة التي ولد فيها إبراهيم الخليل ع
-
المقهى السومرية والخوذة الأيطالية
-
التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم
-
ونفشيوس وأمي والهدهد
المزيد.....
-
دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
-
جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي
...
-
أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس
...
-
-جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
-
ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
-
روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
-
تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
-
عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
-
درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
-
-غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
المزيد.....
-
سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي
/ أبو الحسن سلام
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
المزيد.....
|