أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - وسرتُ بقاربٍ سومري














المزيد.....

وسرتُ بقاربٍ سومري


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


قاربٌ رأيتهُ في دربي
كان سومرياً
رأيتهُ يتمايلُ مع القصبِ
سابحاً بعطرِ شبعاد
والمجدافُ نغمةً جنوبية
غنّى وتماوجَ ورفّ الهوى
رفّتْ السنينُ لتُعانقَ قلبي ، نقلتني والزمنُ قربَ جدتي لأمي والمكانُ بغداد
كانتْ تجلسُ لتسمع الأغاني الريفية بصوتِ حضيري أبو عزيز وناصر حكيم . لم أكن
أفهمُ هذا الطورِ من الغناء في ذلك الحين،ولكنّي سمعتُ خالي والذي كان طالباً في المرحلةِ
النهائىة لكلية الهندسة،قال إن لحضيري أغنية قديمة جميلة،وقد فهمتُ بعد زمنٍ بأن الأغنية
من الطور المحمداوي .حين عدتُ ذات يومٍ لبغداد بحثتُ عنها..ولازلتُ أسمعها
في ذاك الوقت كنتُ أحبُ الجلوسَ قربَ جدي لأمي والذي عاش أكثر سني حياته في بغداد
كان يعشقُ المقامات البغدادية، ومثله أنا في حبي لهذا الغناء لكن الروحَ تبقى معجونةً
بالأنغامِ السومرية
وتبقى دفْ أهلي أنغامٌ حملني إليها زورقُ الأهوارِ السومري
كنتُ أسمعُ عن زوارقِ الأهوارِ والذي كان جدي لأبي أحد الماهرينَ في صناعتها. سمعتُ
إنه حين يتعب من العملِ ومن ضجةِ العائلةِ الكبيرة كان يذهب إلى الهور،وفي زورقِه يبقى
أياماً يعيشُ على السمكِ الذي يصطاده بيده.سمعتُ الكثيرَ عن هذا الجد لكني لم أره ولاالجدة
ولا البيتُ الذي سمعتُ القصصَ عنه وعن الشاطئ بقربه وأمسيات القهوة العربية
والمضيفُ الذي كان يأوي المارين في الطريق
أحببتُ أن أرى هذا البيت،وفي أواسط الثمانينات من القرن الماضي وخلال الحرب العراقية
الأيرانية،ذهبتُ مع إحدى قريباتي،كان لها إبنة تخرجتْ للتوِ من كلية الطب ولسماعِها الكثير
عن قلعةِ صالح من أهلِها طلبتْ أن تكون إقامتها التطبيقية والتي تسمى قرى وأرياف،في هذه
الناحية وهي إحدى نواحي مدينةِ العمارة في الجنوب،وذهبتُ مع قريبتي ومع إحدى
بناتِ عمي
حين وصلنا لمدينةِ العمارة في المساء قضينا الليلة في فندقٍ للأستراحة . وفي النهار توجهنا
إلى قلعةِ صالح ،ولم تكن تبعد كثيراً عن المدينة
هذه الناحية لم تكن واسعةً ولا مزدحمةَ البناء،لكن أي عذوبةٍ .كان الهواءُ عذوبةَ النهرِ الذي
يقسم المنطقة إلى قسمين والأرضُ كانتْ بساتينُ النخيلِ، ولازلتُ أذكرُ طعمَ التمرِ الذي كان
يأتينا من هناك .سألنا عن البيت وبسهولةٍ قادونا إليه،رأينا في الساحة الواسعة للدارِ نسوةً
وأطفال . سألنا النسوة ما الذي جاء بهم قلن هم عوائلٌ من القرى على طريقِ البصرةِ هربوا
من الصواريخِ الأيرانية ولجأوا لهذا البيت وكان فارغاً
وفي وتقريباً السنين الأخيرة من الثمانينات ولا زالت الحربُ لم تنتهي، جاءت أختي من
السويد في زيارةٍ لبغداد. قالتْ أريدُ أن أرى بيت جدي
ذهبنا وفي نفس الطريق ،لازلتُ أذكر حين وقفنا قرب الشاطئ مقابلَ البيت،بكتْ وقالت
أريدُ أن أعيشَ هنا وفي هذا البيت ولا أريدُ السويد
ولا أي مكانٍ آخر غير هذا
إنهُ الحبُّ ، هو هناك
هناك الحبُّ في ظلالِ ا لحنين
وبين أفياءِ العيونِ السومرية
هناك الهورُ للقلوبِ يغني
لا يعرفُ مسلماً ولا مندائياً
هناك الذكرياتُ جاءتْ عابرةً بدمعةٍ
والقارِبُ نغمٌ سومري
فأيّ ندىً لامسَ القلبَ
18/5/2013
ستوكهولم



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسماتُ دفءٍ
- طائر الغرنوق
- همسات الدموع وآيار
- الشباب لضحكةِ الحياة ، لا للموتِ
- نيسان و البرد
- لكني أُحبكِ بغداد
- إيضاح حول موضوعي السابق
- ضياعٌ و وجود
- لمن تُضرب الطبول يا بغداد
- جاء ليلقي تحية العيد
- أين أميرة الشعراء
- ناي آذار
- طائر السعد
- الحرية لأحمد القبانجي
- أحزان الورود
- الأيادي المحبةِ وطنٌ
- بردٌ ودفءٌ
- صوت الحب شكري بلعيد
- حكايات الألم وشباط
- دبكات الوردِ


المزيد.....




- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...
- أسرة أم كلثوم تتحرك قانونيا بعد إعلان فرقة إسرائيلية إحياء ت ...
- تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
- رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج ...
- كيف نتحدث عن ليلة 13 نوفمبر 2015 في السينما الفرنسية؟
- ميريل ستريب تلتقي مجددًا بآن هاثاواي.. إطلاق الإعلان التشويق ...
- رويترز: أغلب المستمعين لا يميزون الموسيقى المولدة بالذكاء ال ...
- طلاق كريم محمود عبدالعزيز يشغل الوسط الفني.. وفنانون يتدخلون ...
- المتحف الوطني بدمشق يواصل نشاطه عقب فقدان قطع أثرية.. والسلط ...
- وزارة الثقافة السورية تصدر تعميما بمواصفات 6 تماثيل مسروقة م ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - وسرتُ بقاربٍ سومري