أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - الشباب لضحكةِ الحياة ، لا للموتِ














المزيد.....

الشباب لضحكةِ الحياة ، لا للموتِ


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


كنتُ أنظر لستٍ وثلاثينَ صورةً،لشبابٍ بعمرِ الزهور جمعتهم أمسيةٌ لنهايةِ الأسبوعِ
الدراسي السابق ،في إحدى مقاهي شارعٍ رئيسي في منطقةِ *العامرية . لم يدروا بأن
يدَ الموتِ كانتْ ترقبهم
لمن تبتسمْ والموتُ في البابِ ينتظرْ
ولِمن تتأنقْ يا بن الثامنةَ عشرة
وفي البابِ قد هيئوا لكَ الكفن
أدورُ مع الوجوهِ أمامي
أراهم
أسمعُ قصصَهم
تنسابُ كعزفِ الربابِ أصواتهم
عشاقُ الحياةِ
عشاقُ العلمِ
للفرحِ كانوا يغنون ، لبسمةِ فتاةٍ
لقصصِ خيالاتِهم
غنّى الصبيةُ وغنّتْ بغداد
وصاحتْ دجلةَ لاتُغرِقوهم
لا تُغرِقوا الضفاف
لا يا دموع
يا صوتَ السماءِ ، أمغلَقةٌ
ومغلَقةٌ كلُّ الدروب ؟
كفانا موتٌ ،... وكم بلاء
كم لي عندكَ يا شارعَ العامرية
بمقاهيكَ بأسواقِكَ ،بدربِ بيتي
كم لي من الأبناء
وكم جمعوا لنا من الموتِ
وكم يا بغداد ؟
أم الوَلد هل رأتهُ عيناكِ
يومَ عادوا به وملفوفاً بالعلمِ ؟
أم ستظلُّ عيناكِ تدور*
وستنتظرين ...
يا حضنَ الأِّمِ
يا بلدَ وأدِ الشبابِ
يا قصصَ الحروبِ
هم أغصانُ الزيتونِ فكيف بالدِما تُشتَلُ؟
شلّتْ أياديكم يا أيادي الغدرِ
أهي الحربُ لا تنتهي
والخوذُ تُغطي الوجوهَ المحرّقةِ
وكم مجنوناً وكم ماجِناً
لو إنّهم بدلَ مهازِلَ الأنتخاباتِ
لو أجروا تصويتاً ضدّ الطائفية
لرأوا كم هي القلوبُ متآخية
يا خالقي الطائفية
يا أكذوبةَ الكاذبين
غِناءٌ حزين
زهورٌ تذبل
والطيورٌالرفرافَةُ، كل الأرضِ هواهم
فكيف تُغلَقُ ؟
من القلوبِ الممزّقةِ يجمعونَ الثروات
من أكاذيبِهم
من رعشةِ يدٍ حائرةٍ
من دماءٍ لا تهيد
من كِسَرِ الخبزِ اليابسِ ،يادروبَ الموتِ
ياجِناحَ أشباحِ الرعبِ الذي دكّتْ عُمرَنا
فكم لصاً وكم بشيراً للشؤمِ
يا ناصبي الأحزان
كانوا بعمرِ مرحلةِ الجامعة
وتدورُ الصورُ أمامي
كم حرصوا أن يبدوا بأجملِ هيئةٍ
وتدور الصورُ
وتذوبُ بالدمعِ ....
واحدةٌ تلوَ الأخرى
22/4/2013
ستوكهولم
* لا تزالُ عيون خالتي أمامي، يوم جاءوا بابنها الشابُ القتيل،خريج الجامعةِ
والذي قتلته حربُ المجنونين،العراقي والأيراني. كان مسجىً على أرضِ غرفةِ
الجلوس وعيناها تدورانِ في الأرضِ ثم تنظرُ في وجهي وتتساءل ،يقولون جاءوا
بعادل فأين هو ؟ لم تستطع أن تراه الملفوفِ بالعلمِ ،وخلال أشهرٍ قلائلٍ أصيبتْ
بجلطةٍ دماغية أقعدتها سنيناً
*منطقة العامرية هي إحدى أطراف الكرخ في بغداد



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيسان و البرد
- لكني أُحبكِ بغداد
- إيضاح حول موضوعي السابق
- ضياعٌ و وجود
- لمن تُضرب الطبول يا بغداد
- جاء ليلقي تحية العيد
- أين أميرة الشعراء
- ناي آذار
- طائر السعد
- الحرية لأحمد القبانجي
- أحزان الورود
- الأيادي المحبةِ وطنٌ
- بردٌ ودفءٌ
- صوت الحب شكري بلعيد
- حكايات الألم وشباط
- دبكات الوردِ
- رقصة الطائر الذبيح
- ناي النخيل
- الأرض الطيبة
- من وحي ألف ليلة وليلة


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - الشباب لضحكةِ الحياة ، لا للموتِ