لو قدر لمؤتمر جنيف 2 أن يتم

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سيكون مطلب المعارضة مدعوماً من أصدقاء سوريا ، تنحي الأسد وتسليم كافة صلاحياته لشخصية لم تشترك في عمليات القتل، مترافقاً مع تشكيل وزارة مؤقتة يوعز إليها الاشراف على وقف إطلاق النار والبدء في عمليات التعويض للمتضررين وتمكينهم من العودة إلى دورهم، وحل جميع الأجهزة الأمنية أو تنحية كل رموزها وإعادة هيكلتها جميعاً تحت إشراف وزارة الداخلية، وخروج آل الأسد جميعاً من سوريا، والاعداد لتشكيل لجنة صياغة الدستور تنتخب من الشعب مباشرة، وحل مجلس الشعب وتهيئة الظروف المؤاتية لتشكيل آخر ، حل الدستور والاستعاضة عنه بمجموعة مبادئ عامة تنطلق من شرعة حقوق الانسان وتحدد سلطات هيكلية الدولة السورية المؤقتة واختصاصات سلطاتها، والاتفاق على صيغة اتخاذ القرارات، مع إعطاء ضمانات بأن لا تكون هناك عمليات ثأر بين السوريين، وأنهم سيكونون سواسية في حقوقهم وواجباتهم، وأنهم سيعملون على استئصال كافة بؤر التطرف الديني التي تسللت إلى الداخل السوري نتيجة الحرب الدائرة، مع الحصول على ضمانات من خروج كافة مقاتلي حزب الله وعودتهم إلى معاقلهم، وكذلك إغلاق السفارة الايرانية وارتباطاتها السياسية والعسكرية والثقافية في سوريا، لدراسة طبيعة عملها وتقنينه قبل السماح لها بالعودة من جديد .

النظام مدعوم من روسيا وإيران، سيوافق على تشكيل وزارة انتقالية محدودة الصلاحيات، مع بقاء الملف الأمني والعسكري بيد الأسد، والبقاء في منصبه حتى تاريخ إجراء الانتخابات القادمة، وسيشتشرس في منحه الفرصة لترشيح نفسه لانتخابات جديدة عملاً بالدستور الأخير، ويمكن ترك هذه الحيثية محل تفاوض، وإن كان جميع من حوله سيطالبون بضمان لحياتهم وحياة ذويهم من أي ملاحقة قانونية أو انتقامية،

دول العالم ستطالب بدولة ديمقراطية وإصدار عفو عن جميع الجرائم التي تمت خلال السنين الماضيتين، بما يشبه عقد صلح بين جميع أطياف الشعب السوري، وإعطاء ضمانات صارمة للأقليات باعتبار أن تدخل العالم الخارجي لديه أداة واحدة، وهي حماية الأقليات، وهي أداة سيتفظون بها طالما لم نصل إلى مرحلة دولة المواطنة الحقيقية .

الإرادات متباعدة جداً، وسينتهي الاجتماع الأول إلى لا شيء، وسيتهم كل فريق الآخر بمسؤوليته عن إفشاله، وستكون هناك جولة أخرى من القتال أكثر شراسة، وستتدخل بعض الدول الأجنبية بتسليح خجول للمعارضة المسلحة، بما يمكنها من تسجيل بعض النقاط على الأرض، للضغط على الأسد في أن يتخلى عن الأمن والجيش، بالمقابل سيضرب النظام بصواريخ جديدة يستلمها من روسيا، وستدخل قوات جديدة من حزب الله، محاولة وقف خسائر النظام، سيتبع ذلك صيحات جديدة عالمية بعقد اجتماع آخر بعد أن أدمعت الحصيلة الجديدة للقتلى عيون العالم مرهف الحس، وتحت القصف على الأرض السورية وعدم القدرة على وقف النار، ستعقد الجولة الثانية وهكذا ستتوالى الجلسات و تستمر معها المعطيات ذاتها، إلى أن يقرر العالم أن سوريا تحتاج ضربة للقصر الجمهوري وقتل الأسد كما حدث مع القذافي، ولا ندري حقيقة متى سيكون ذلك. وإن كانت المعطيات المتوفرة تشير أن ذلك سيكون بضربة إسرائيلية وبإيعاز من جميع الدول النافذة بما فيها روسيا .

النظام اليوم يحتاج إلى عمليات فدائية في عقر داره، تستهدف أهم رموزه، يجب أن يكون هناك خلايا غير مرتبطة بالخارج ولا تحتاج إلى تسليح نوعي، قيادتها من أهم المقاتلين الوطنيين، لا يظهرون على ساحة الاعلام، ويعملون بالخفاء وقادرين على الرصد والتخطيط والاستهداف بذكاء وصمت، يجب أن يكون هناك عشرات الخلايا التي تنسق بين بعضها لاستهداف الرموز، دون ضجيج وشعارات جوفاء وغوغائية من أي نوع، شعارها إضرب وأوجع، وابحث عن الهدف التالي بسرعة قبل أن يهاجم الخصم .

ويجب أن تبدأ معركة دمشق من أهلها ومن داخلها، حينها سيدرك النظام أنه فاقد للسيطرة وسينهار، خاصة أن سوريا اقتربت كثيراً من الانهيار الاقتصادي، فسائر الموظفين وعائلاتهم قد جاعوا، بعد أن انخفضت القوة الشرائية لهم إلى الحضيض .
يجب استثمار ذلك في تجنيد شباب وشابات دمشق، لخوض الجولة الأخيرة من الحرب الحاسمة .

هذه هي النهاية فاعملوا لأجلها وانتظروا نتائجها، شريطة أن يكون العمل وطنياً صرفاً، يهدف إلى سوريا موحدة حرة ديمقراطية لا غلواء فيها من أي نوع .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل