أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أبقار الفن والأدب














المزيد.....

أبقار الفن والأدب


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


مناسبة هذه التداعيات,أمسية حول نصوص من مجموعة"نحن لا نتبادل الكلام" في المشغل الثقافي بعاديات جبلة.
بخصوص الإبداع,من الناسب التذكير بعبارة أفلاطون: أفضّل ألف مرة أن أكون راعي بقر مجهول, على كوني ملكا لشعب من العبيد.

سيبقى طريق الإبداع في تلك المساحة المتوتّرة,بين الانفعال والتعبير, وسيبقى الطريق المزدوج,من الكآبة إلى الاكتئاب في عالم الداخل, هو ما يحدد ويعكس الطريق المتعرج في المجتمع وفي الثقافة والسياسة, والذي سيقودني من فشل إلى آخر, أشد وطأة ومرارة, بعدما قطعت آخر الخطوط مع السائد الرسمي والمعارض, بوعي وتصميم, فمن النعجة السوداء في القطيع الماركسي إلى الغراب الأبيض في السرب الليبرالي, إلى الآخر التائه,في الأدب والشعر تحديدا, عزائي في الحلم والقراءة, وعكّازيّ في الكتابة والتجريب, بعدما قصّت أجنحتي وأنا أتعلّم كلامي الخاصّ بي بلا جدوى, ولم يترك لي الأغبياء سوى الدفاع عن النفس, بالعزلة أو المواجهة العنيفة وكلا الطريقين مؤلم وخطر.
لم أخسر في علاقة طرفها ذكية أو ذكي,أنا الذي أمضى حياته في خسران.

*
الخجل أكثر من صفة للفرد البشري, إنه موقف من الوجود الشخصي والعام, صحيح أنه يبدأ كوسيلة دفاع, وقد يصل إلى المرض النفسي الصريح, لكنه الحاضنة الأولى للإبداع, فمع تلك الانعطافة في الرؤية والرؤيا على عالم الداخل, تبدأ رحلة الكائن إلى فرديته وفرادته. على العكس تماما من الوقاحة التي تمتد مع الغرائز ومحمولات البيولوجيا والثقافة السائدة, ليتحول معها كل من يسير على هذا الطريق إلى كائن قشري مفرّغ من خاصتّي المعرفة والإبداع.
المناخ المناسب للمغامرة والتجريب المعرفيين, يحدد بدوره الشرط الخارجي للإبداع, السماحية بالخطأ والتجاوز, قبول المختلف بالفكر والسلوك, نظم متجددة للحوافز والإنجاز, كلها معكوسة في ثقافتنا وفي حياتنا, ولا غرابة بعد ذلك في التشابه القائم في الفكر والأخلاق, واقتصار المشترك بين أغلبية السوريين,على العدو, على الخارجي بإطلاق,باستثناء مركز القيادة والقرار, حيث الاتفاق يصل إلى درجة الإجماع فعليا, لكنه بشكله السلبي فقط, الكل يحتكر الحقيقة والصواب, ويكفي للبقية الاستماع إليه وحفظ أفكاره لتنصلح البلاد والعباد!

كل سوري فتح قناة السويس
وحتى اليوم
تظن المرأة التي تحمل نطفة سوري في بطنها
أنها تقوم بمعجزة
ولا يعرف بعدها من قتل من.



القيم الفردية والجمعية الجديدة,تشكلّها الفنون والتجارب بشكل دوري ومتصاعد, على التضاد من القيم والأفكار الموروثة و المستقرة, التي تعمل جميع السلطات على ثباتها وتأبيدها, يتعذر تجاوز ذلك الشرك, ولن يطول الزمن لنعرف أن من ظنناهم نجحوا بجمع النقيضين, ليسوا سوى مخادعين أو واهمين, والسبب الدائم في بقاء هذا اللبس, قصر حياة الفرد والغموض المحيط بها.
ظاهرة"العارف ببواطن الأمور وخفاياها" شائعة وعامة في بلادنا.
هم أصحاب الصوت الأقوى, هم المسلّحون بأنياب التكفير والتخوين, لم يتركوا مجالا لمختلف, ولم يتركوا مجالا لمن يخطر ببالهم حتى التفكير بشكل مختلف.
يعترض أحد عباقرة زمانه,على كلمة لبط, فهي غير شعرية بنظره, وأنا لست في وارد الدفاع عن شعرية المجموعة أبدا,فأدبية المجموعة وليس شعريّتها فقط, تقدير يخصّ قرّائها حصرا, لكن اللبط والرفس, ممارسة شائعة في بلادنا كالهواء ويمارسها حتى اليوم الكثير من الأزواج والآباء والأمهات, ولا يوجد عشرة سوريين لا يعرفونها,ويرتجفون ذعرا من سماعها. وبعدما تزول تلك الممارسات, تزول الكلمات الواصفة لها بلا شك.


*
ليس في سوريا فقط, لا يوجد إبداع أو علم أو معرفة,بل في جميع البلاد التي تحكمها ثقافة الموت, وأقصى ما يمكن هو الندب والتعبيرات المبهمة عن الألم.
ولن تستطيع الأبواق وآلات النسخ,أكثر من إجبار التلاميذ المساكين على حفظ الترّهات الوطنية, ليتقيؤوها على الباب أو ليكرروا نسخ الأسلاف البائسة.

البلاد التي ترجم عشاقها بالصخور
البلاد التي تشيد مقابرها بالعشاق
البلاد التي
تنظر للأسفل
كي ترى السماء
البلاد التي تكحّل عيون أطفالها بالزرنيخ
بلادي

اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإصلاح ممكن في المدى المنظور؟النموذج السوري
- فن الاصغاء_مشكلة سوريا اليوم
- السلّة
- الحاضر المراوغ
- رابطة الكتاب السوريين المستقلين
- الحاضر المفقود
- العطالة السورية
- المأزق والقرار,وإمكانية الحلول المناسبة-أزمة سوريا اليوم
- الهوية القاتلة
- تأنيث سوريا
- هباء
- بلادنا الرهينة
- حديث ذو شجون
- محنة التحقيق
- مشكلة الرأي والاعتقاد
- مشارق الأرض ومغاربها
- سوريا تلك البلاد التي أحبببناها2
- تلك البلاد التي
- رائحة الموت
- فصل الحكمة


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أبقار الفن والأدب