أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - عيد ميلادي 2















المزيد.....

عيد ميلادي 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 22:13
المحور: كتابات ساخرة
    


شكرا لأصدقائي الطيبين.

أنا أبو المشاكل,أو حياتي كلها مشاكل,وأنا لا أستطيع أن أعيش يوما واحدا من دون مشاكل,وأعمل المشكلة أو أصنعها من لاشيء, فمن لا شيء أستطيع أن أصنع مشكلة طويلة وعريضة,واليوم يمر عليّ عيد ميلادي دون وجود أي مشكلة لذلك اخترعت مشكلة كبيرة أو افتعلتُ من يوم ميلادي مشكلة كبيرة جدا من الصعب حلها.

لم أكن أعلم بأن في هذا الشهر عيد ميلادي,أنا نسيت كل شيء عن نفسي ولم يخطر ببالي بأن عيد ميلادي هذا اليوم لولا أن صديقتي وداد ذكرتني به,لذلك من حقي أن أخلق من هذا اليوم مشكلة كبيرة من الصعب حلها...وصدقوني أنني لم أكن أعلم قبل هذا اليوم بأنني إنسان محبوبٌ جدا وطيبٌ جدا إلى هذا الحد,وقد تبين لي ذلك عندما هنئني الكثير من الأصدقاء بمناسبة عيد ميلادي الثاني والأربعين إذ أنني اليوم أودع العام الواحد والأربعين وعلى ما أظن سأدخل في مشاكل العام الثاني والأربعين ولست أدري هل المشاكل الجديدة ستكون أسهل من ناحية الحل أم أنها أصعب من طبيعة مشاكل العام الماضي,على كل حال نحن لا نستطيع أن نعيش بدون مشاكل فإن لم تبحث عنا المشاكل فإننا نحن من يبحث عنها وخصوصا إذا تيقنا بأنها بعيدة عنا,فإن تيقنا ذلك فإننا فورا نحمل أدوات الهم والنكد وننطلق بسرعة للبحث عن المشاكل وخصوصا تلك المشاكل الواثقين جيدا بصعوبة حلها.

لكل تمنى لي حياة سعيدة وآمنة في ظل حكومات مدنية تسعى فيها كافة الشرائح الاجتماعية والمؤسسات غير الحكومية إلى زيادة التشبيك بين المواطن وبين دولة القانون والمؤسسات, وكل الذين يعرفونني أرسلوا لي برسائل رقيقة جدا من أجمل ما أُرسل لي من رسائل خلال 15 خمسة عشر عاما.

شكرا لأصدقائي العاديين من أهل البلد الذين دائما ما يمتدحون نقائي وصفائي ويفتخرون بالعفوية بكل تصرفاتي وأخص أولئك الذين يشتركون معي في طبيعة البحث عن المشاكل,وشكرا لأصدقائي الفيس بوكيين الذين عندهم مشاكل متشابهة مع المشاكل المتعلقة بي,وشكرا للذين بعثوا لي بأصدق الأماني والأمنيات بمناسبة يوم ميلادي الذي يصادف اليوم,وأنا لا أقول بأن أمي رأت نورا ليلة إطلالة رأسي من فرجها على العالم كله ولكنها رأت رجلا يبحث عن المشاكل في كل مكان يذهب إليه, هكذا قالت العرافة لي بالحرف الواحد وأكدت لي قائلة بأن أمي قبل أن تلدني بشهرٍ رأت حبلا به أكثر من مائة عقدة وقد أولت حلمها بأن رؤيا العقدة معناه رؤيا المشاكل وكل عقدة في الحبل عبارة عن مشكلة كبيرة...ورأت وردا جوريا وزجاجة عطر وزجاجة نبيذ أحمر مصنوعا من العنب ومنديل أزرق اللون وطريق مستقيمة وليس فيها أي اعوجاج وشجرة نخيل عالية وحبة تفاح وحبتين من البرتقال وأصابع يدين محروقتين من كثرة الكتابة وحبلا طويلا وممدودا وبه عشرات العُقد التي يصعب حلها لذلك من الممكن أن أصف نفسي وأقول بأنني إنسانٌ معقد من يوم مولدي ومنذ أتيت على هذه الدنيا وأنا أعاني من العقد النفسية التي يصعب حلها.

شكرا للرائعين منكم وللطيبين الذين استغلوا ضعفي في هذا اليوم وقلبي الطيب للتقرب مني أكثر,شكرا للذين حملوا مثلي النير على أكتافهم,وشكرا للذين حملوا معي ذات يومٍ أكياس السكّر والطحين شكرا لهم لأنهم أيضا ذكروني بعيد ميلادي هذا اليوم بعد أن تُبت في العام الماضي عن الاحتفال بيوم عيد ميلادي وتوفير ثمن الكيك والكعكة لشراء الخبز, شكرا لشوارع المدينة التي أضاءت هذا اليوم مبكرا جدا على غير عادتها وأظن ذلك بتوجه من الحكومة بمناسبة عيد ميلادي,آهٍ لقد أصبحت رجلا مجنونا يهرف بما لا يعرف,وشكرا للطيور التي غردت منذ الصباح الباكر على شجرة الزيتون التي تغطي بأغصانها نافذة غرفة نومي من الاتجاه الغربي, شكرا لكم يا سادة يا كرام وخصوصا أتوجه بالشكر الجزيل للعمال الذين لم يذهبوا اليوم إلى أعمالهم كالمعتاد وفضلوا على ذلك البقاء في منزلهم من أجل الاستحمام وتنظيف البشرة بمناسبة عيد ميلادي, وشكرا لأولئك الذين بعثوا للحياة من جديد وشكرا للزهور وللأشجار وللأغصان التي نمت من جديد,وأشكر الذين أحيتهم كلماتي وحروفي وأشعاري على ما قدموه من تهاني وتبريكات رائعة بمناسبة عيد ميلادي وشكرا لأولئك الذين يعرفون رقم موبايلي واتصلوا عليه وباركوا لي بعيد ميلادي الثاني والأربعين, فقد نسيت أن أقول لكم بأنني ولدت في 12-5-1971م..

شكرا لأصدقائي المعقدين مثلي أصحاب المشاكل الكبيرة فمعظم الأصدقاء على شاكلتي لديهم الكثير من المشاكل ...وشكرا للذين احتفوا بعيد ميلادي وخصوصا بناتي اللواتي لم يصرفن اليوم مصروف الجيب الخاص فيهن وقد وفرنه من أجل شراء ألعاب نارية وإطلاقها بالهواء لولا أنني تدخلت سريعا وطرحت الفكرة على الأرض وأوقعتها قتيلة قائلا: إن كان ولا بد فقد حسبت حساب هذا اليوم والطبخة أصلا مطبوخة منذ يومين وأكثر وأنا الآن مستعد لشراء الكعكة...ثم عدت يائسا لأقول:أنا رجل أصبحت عجوزا أو مثل العجوز وقد كبرت على الاحتفال بعيد ميلادي,ما رأيكم أن نشتري بمناسبة هذا اليوم دلوا من اللبن؟ أو اثنين كيلو لحم؟,فعبست البنت الكبرى برديس بوجهها وإشاحته عني,ثم تبسمت لكي أوحي لها بأنني أمزح معها ليس إلا, وعدت لأقول:شعري صار أبيضا وبدأ أيضا بالتساقط على الأرض وأنا لا أستحق بأن تغلق أبواب المدارس من أجل عيد ميلادي أو أن تحدث أزمة مرور في شارع الجامعة بسبب عيد ميلادي, لأنني إنسان وأشعر بآلام الآخرين فقد اخترت الاعتكاف جانبا وتوكيل أمري للذي خلقني أنا...أنا....أنا!..أنا إنسان انتهيت نهائيا وأنا أسطورة قديمة شغلت هذا المكان عدة سنين والآن عليها أن ترحل قبل أن يظهر إنسان آخر أكثر مني إبداعا قائلا لي:ارحل,أنا سأرحل وحدي دون أن تُطلق رصاصة واحدة في الفضاء أو في الصدور,لن آخذ دوري ودور غيري, عشت هذه الحياة وأنا أمزح وأضحك وألهو وألعب وحان وقت الوداع.

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=214999



www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=106306


www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=307319


www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&userID=1619...



www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=171430



www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=260323



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابيقورية
- إسرائيل ليست مزحة
- الإنسان طيب وشرير في نفس الوقت
- المشاعر والأحاسيس من وجهة نظر رواقية
- درس من الإنجيل
- الغنوصية
- الاستثمار في الإنسان
- الحلاج الفقير الذي تكرهه الناس
- الحج عن المعضوب
- مبروك...مبروكه ..وطقومة قزاز
- سلمان المُحمدي
- الأفكار الكبيرة تبدأ من بذرة صغيرة
- ما حدى مرتاح
- المرأة مثل البهيمة عند العرب
- مبسوط جدا
- شكل الربيع العربي
- الانبراطورية السنية السلفية السعودية
- العقلية اليهودية صالحة لكل زمان ومكان
- اليهودية الإصلاحية
- أبحثُ عن ولدٍ ضائع


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - عيد ميلادي 2