أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران














المزيد.....

الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران
مجدى خليل
بسرعة حاولت إيران ركوب موجة الأنتفاضات العربية التى سميت بالربيع العربى فعقدت فى سبتمبر 2011 " المؤتمر الدولى الأول للصحوة الإسلامية" بحضور اكثر من 1000 عالم مسلم محلى ودولى جاءوا من 84 دولة كما جاء فى البيان الختامى للمؤتمر. وبناء على توصيات هذا المؤتمر تم تأسيس " الجمعية العالمية للصحوة الإسلامية" ومقرها طهران ويرأسها على آكبر ولاياتى وزير الخارجية الإيرانى الاسبق. مؤخرا فى يومى 29و30 أبريل 2013 تم عقد المؤتمر الدولى الثالث للصحوة الإسلامية بحضور أكثر من 700 عالم مسلم من أنحاء العالم المختلفة. والسؤال ماذا تهدف إيران من وراء هذا النشاط المحموم؟.
يسعى النظام الإسلامى فى إيران إلى حماية نفسه داخليا وخارجيا بتعميم تجربة الدولة الدينية الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط متصورا أن ذلك سيخمد الرفض الشعبى الواسع له بالداخل وسيعطى لإيران الشيعية عجلة القيادة فى ما يسمى بالعالم الإسلامى خارجيا، معتبرا أن الصحوة الإسلامية هى قيم إيران الناعمة كما قال امام المؤتمر على خامنئى، وبتصدير الصحوة وقيادتها والتنظير لها من على شريعتى إلى مرتضى مطهرى إلى الخومينى ستؤول عجلة القيادة حتما إلى الدولة الإيرانية كما يتصورون. وفى سبيل هذا التكتيك ولابعاد الخلاف المذهبى عن الصورة وضعت إيران نصب اعينها قضايا إسلامية متفق عليها بتصدير قضية فلسطين فى كل تجمع إسلامى حتى أن على خامنئى قال أمام الحاضرين فى المؤتمر الأخير أن معيار أى حركة إسلامية هو موقفها من تحرير القدس، ولمزيد من دغدغة عواطف المسلمين فى العالم رفع خامنئى من مستوى الطموحات والكلام إلى هدف خلق أمة إسلامية موحدة وحضارة إسلامية جديدة،حضارة إسلامية دولية على أنقاض الحضارة العالمية الحالية والتى يقودها الغرب.
نعم يحق لإيران أن تقول أن ثورتها الدينية عام 1979 كانت ملهمة لحركات التطرف والعنف السياسى فى الدول السنية، ولكن ليس من حقها أن تدعى أن الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة هى مجرد خلافات فى علم الكلام كما قال خامنئى فى المؤتمر الأخير، فموقف إيران ذاته من هذه الانتفاضات له ابعاد مذهبية حيث دافعت بضراوة عن انتفاضة الشيعة فى البحرين بأعتبارها ثورة من آجل الحرية وحاربت بقوة انتفاضة السنة فى سوريا بزعم أنها مؤامرة دولية لتقويض سوريا، بل والادهى من ذلك خلو المؤتمر من عالم واحد من علماء السنة فى إيران جعل الكلام عن نفى الخلافات المذهبية مجرد لغو فارغ.
الحقائق التى تجاهلها خامنئى ورفاقه ويعلمها الدارسون المستقلون هى أن الشيعة مضطهدون فى الدول التى يحكمها السنة والسنة مضطهدين فى الدول التى يحكمها الشيعة، وأن الخلاف المذهبى اعمق بكثير من خلاف فى علم الكلام ويمتد إلى تكفير كل طرف للآخر بإدعاء خروجه عن صحيح الإسلام، وأن الشيعة طوال التاريخ الإسلامى كانوا أقلية مضطهدة ولم تكن لهم دولة سوى تجربة الفاطميين فى مصر والتى دمرها صلاح الدين الايوبى المسلم الكردى وحرق مكتبتهم الكبرى وحول مذهب المصريين اجباريا إلى المذهب السنى وحول الأزهر الفاطمى إلى أهم مرجعية سنية، والدولة الثانية فى تاريخ الشيعة هى الدولة الصفوية الإيرانية القائمة حتى الآن. ما تجاهله خامنئى أيضا أن معظم النزاعات فى المنطقة ورائها صراعا مذهبيا بدرجة أو بأخرى، وأن الحرب بين صدام وإيران كان ورائها العرب السنة فى الخليج تمويلا وتشجيعا لمنع تصدير الثورة الإيرانية، وأن حرب أمريكا على العراق عام 2003 شجعتها وتعاونت معها إيران من آجل نصرة الشيعة فى العراق، وأن النزاع السنى الشيعى فى لبنان على أشده وهو فى الحقيقة صراع سعودى إيرانى، وأن السعودية ودول سنية أخرى تمول التمرد السنى فى العراق بكافة الطرق، وأن السعودية وقطر وتركيا والأردن وراء الفوضى والخراب الذى يحدث فى سوريا حاليا، وأن أول من حذر من الهلال الشيعى هو الملك السنى عبد الله ملك الاردن ومن قلب واشنطن، وأن إيران تشجع الاقلية الشيعية الحوثية فى اليمن والأغلبية الشيعية فى البحرين والاقلية الشيعية فى السعودية وتحارب معركة الأسد العلوى فى سوريا.
الأمر الآخر الذى تجاهله خامنئى أن ما يسمى بالربيع العربى إذا أنتهى بحكم الإسلاميين للمنطقة فأن الصراع السنى الشيعى سيكون هو الموضوع الأبرز فى المستقبل نظرا للعداوة الشديدة التى تكنها الحركات الإسلامية السنية للمذهب الشيعى وخاصة التنظيم السلفى بكافة اجنحته الكلاسيكية والجهادية، وأن التقارب الاخوانى الإيرانى حاليا ينبع فقط من مصالح آنية متبادلة، فالتقية الأخوانية تفوق بمراحل التقية الشيعية المعروفة، وأن تركيا هى المرشحة لقيادة المنطقة السنية وليس إيران. كما أن النموذج الإيرانى لم يستطع أن يقنع شعبه بالداخل فكيف يقنع الخارج؟. النظام الذى اغلق الجامعات فى الثمانينات لمدة ثلاثة سنوات من آجل تطهيرها من الاساتذة المستقلين المرموقين لصالح التطرف والولاء لولاية الفقيه هل يصلح لأن يكون نموذجا؟.وأما بالنسبة لمسألة القدس فلماذا لم يحررها نظام ولاية الفقيه وهو يحكم منذ 34 عاما وهى أكثر من نصف عمر القضية الفلسطينية.
باختصار أن من يحفر حفرة لأخيه سيسقط فيها ومن يدحرج حجرا سيقع عليه، والتهليل الإيرانى بالصحوة الإسلامية سينقلب فى وجه إيران حتما... كراهية وحروبا فى المستقبل القريب.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الكورية هل سيتم توحيد الكوريتين بالحرب؟
- تفجيرات بوسطن: محمد العريان أم محمد مرسى؟
- اخطر تقرير عن علاقة الاخوان بتفجيرات بوسطن
- حقيقة هجرة الأقباط إلى إسرائيل؟
- المحبة اقوى من الغضب
- عشر سنوات للحرب على العراق: هل فشل النموذج الأمريكى؟
- مؤتمر المواطنة والأقليات
- الجزيرة من احتكار المشاهد إلى احتقار عقله
- وداعا سيدة الرحمة
- من يقف وراء العنف السياسى فى مصر؟
- وداعا رائد الجيولوجيا الحديثة فى مصر
- عام عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط
- أمريكا والأخوان المسلمين
- أمريكا أمة منقسمة
- الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر
- عشرة أسباب لمقاطعة الاستفتاء على الدستور
- صكوك الغفران الأخوانية
- لماذا تفشى التحرش الجنسى فى مصر؟
- دستور قندهار
- دراما الأنتخابات الأمريكية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران