أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - المحبة اقوى من الغضب














المزيد.....

المحبة اقوى من الغضب


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أختار الإرهابيون الذين فجروا القنابل فى مارثون بوسطن، اقدم سباق للجرى فى العالم كله ، لبيعثوا برسائلهم للكراهية والتى تمتلئ بالعنف والخراب والدم. مارثون بوسطن للمسافات الطويلة بدأ عام 1897، ويقام فى ثالث يوم اثنين من أبريل كل عام، وهو اليوم الذى يشكل العيد الوطنى لولاية ماسوشوتس. هذا العام كان له حيوية خاصة حيث شارك فى المارثون 27 الف عداء من جميع انحاء العالم جاءوا لتكريم ال 26 تلميذ الذين قتلوا فى مدرسة نيو تاون العام الماضى على يد شخص مختل،فإذا بالمارثون يمتلئ بالدماء والسيقان المبتورة بفعل شخصيات إرهابية هذه المرة.
بعيدا عن التحليلات السياسية والتى سوف نتناولها فى مقالات قادمة بعد ظهور الحقيقة حول هذا العمل الجبان. لقطة إنسانية وأحدة هزت بعمق كل المتابعين لهذه المأساة، وهى لحظة استشهاد الطفل مارتن بيل ريتشارد ذو الثمانية أعوم. هذا الطفل كان مع أسرته يتابعون السباق حيث أن والده من المتنافسين فى العدو، وعند لحظة وصول والده لنقطة النهاية بعد ساعات من الجرى ،أنطلق الطفل راكضا فرحا مسرعا لمعانقة والده، فإذا بالقنبلة الغادرة تمزق جسده الطفولى البرئ.هذا الطفل رغم سنه الصغير إلا أنه كان داعية سلام، وتناولت وسائل الإعلام المختلفة صورته وهو يحمل لافتة مكتوبا عليها( لا للمزيد من أذية البشر... السلام) No more hurting people…Peace.فى مساء نفس اليوم الأثنين نشر والد الطفل بيل ريتشارد رسالة قال فيها " توفى ابنى الغالى متأثرا بجروح أصيب بها فى تفجير بوسطن. زوجتى وابنتى يتعافيان من جروح خطيرة. نشكر عائلتنا واصدقاءنا الذين نعرفهم واولئك الذين لم نلتق بهم ابدا على تعزياتنهم وصلواتهم). بعد نشر قصة الطفل فى وسائل الإعلام تجمع فى مساء اليوم التالى الثلاثاء أكثر من الف شخص فى الحديقة القريبة لمنزل الطفل واحيوا سهرة تكريم وتخليد للطفل وتعزية لأسرته بآلاف الشموع التى ملأت المكان والتى غرسوها فى كل بقاع الحديقة وسط الصلوات والترانيم والاغانى الوطنية. على مستوى المدينة كلها كان رد الفعل رائعا وسريعا، حيث امتلأت الحدائق العامة والكنائس بأهازيج الحزن والترانيم والشموع والاغانى الوطنية. فى كنيسة شارع ارلنجتون القريبة من مكان التفجير امتلأت الكنيسة على آخرها بعدد يزيد عن 700 شخص وسط البكاء والغضب النبيل والصلوات والدموع، وقال راعى الكنيسة كيم هارفى ( نجتمع اليوم وسط الغضب وقلوبنا منكسرة، لكن المحبة اقوى من الغضب، المحبة اقوى من الخوف... المحبة هى المنتصرة).
عندما قرأت هذه الكلمات الرائعة قارنتها بما يحدث فى بلادنا فى مثل هذه المناسبات من دعوات الثأر والانتقام والكراهية والتحريض، ويخرج المشاركون فى مثل هذه المناسبات بعد صيحات الانتقام وشعارات الكراهية واغانى القتال الحماسية وقلوبهم مليئة بالبغض والكره والعدائية، ولهذا تسير مجتمعاتنا فى دوائر مغلقة مليئة بلون الدم.
حقا إن المحبة اقوى من الخوف ومن الموت ومن الهاوية. المحبة تطرح الخوف إلى الخارج وتجعل الإنسان رغم الحزن النبيل العميق إلا أنه يفهم ويدرك إرادة الله فى حياة البشر. المحبة تجعل الإنسان يتجاوز الخوف ويعود لممارسية حياته الطبيعية. المحبة تجعل الإنسان يصفح ويتسامح ويترك العدالة الأرضية والسمائية تأخذ مجراها... المحبة لا تسقط ابدا وتنتصر على كل الشرور وعلى كل مكائد الشيطان ببساطة لأن المحبة هى الله، والله لا يسقط ابدا بل يسحق الشيطان تحت اقدامنا، ولهذا فأن الحقيقة المؤكدة هى أن المحبة تنتصر فى النهاية رغم آلام الزمان الحاضر.
يا الهى كم أشعر أننى تأثرت بثقافة بلادنا التى تستمرئ عدم التسامح وتتتشنج أمام الصفح والغفران للمسيئين. يا الهى كم احتاج إلى محبتك التى هى اعظم عطية منك للبشر، كم احتاج إلى محبتك لكى انتصر على نفسى وعلى ثقافة التدمير الذاتى التى تتغلغل فى بلادنا. كم احتاج إلى محبتك من آجل سلام نفسى وروحى وعقلى وحواسى بعيدا عن الخوف والقلق والاضطرابات والحزن والاكتئاب واليأس.
كم احتاج إلى محبتك لأننى اكذب واخدع نفسى إن قلت أننى اعرفك بدون أن يمتلئ قلبى بهذه المحبة. يا الهى ساعد عقلى المحدود وقلبى الصغير ليستوعب محبتك الكبيرة العظيمة.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر سنوات للحرب على العراق: هل فشل النموذج الأمريكى؟
- مؤتمر المواطنة والأقليات
- الجزيرة من احتكار المشاهد إلى احتقار عقله
- وداعا سيدة الرحمة
- من يقف وراء العنف السياسى فى مصر؟
- وداعا رائد الجيولوجيا الحديثة فى مصر
- عام عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط
- أمريكا والأخوان المسلمين
- أمريكا أمة منقسمة
- الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر
- عشرة أسباب لمقاطعة الاستفتاء على الدستور
- صكوك الغفران الأخوانية
- لماذا تفشى التحرش الجنسى فى مصر؟
- دستور قندهار
- دراما الأنتخابات الأمريكية
- تحية للبطل الشهيد أفرايم إبراهيم مرزوق ووالده
- مصر على خطى باكستان
- محنة فريد زكريا ومحنتنا
- التاريخ الناطق بمتحف الهولوكوست
- هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - المحبة اقوى من الغضب