أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أمريكا أمة منقسمة














المزيد.....

أمريكا أمة منقسمة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ هجرتى إلى أمريكا لم انضم إلى أى من الحزبين الكبيرين وغالبا ما يكون تصويتى فى الأنتخابات الرئاسية بناء على تقييم الشخص وليس الحزب،أما فى أنتخابات الكونجرس فغالبا يكون صوتى للحزب الجمهورى ذو الاجندة المحافظة والمتعاون معنا كثير من ممثليه فيما يتعلق بوضع الأقباط فىى مصر، غير أننى فى الأنتخابات الأخيرة كنت عضوا ضمن مجموعة الشرق الأوسط من آجل رومنى، وهم مجموعة من الخبراء الذين استاءوا من تصرفات إدارة اوباما خاصة تجاه ما يسمى بالربيع العربى، وقد دفعنا هذا لدعم المرشح الجمهورى رومنى والانضمام إلى حملته لعلى أنتخابه يعيد ضبط الشرق الأوسط لصالح القوى المدنية وليس الإسلامية كما فعل أوباما،وللأسف لم يحالف رومنى الحظ ولكن الخطورة أن الأنتخابات الأخيرة أنها كشفت انقساما عميقا فى الامة الأمريكية، وهذا الانقسام بل والتراجع الأمريكى يرجع بدوره إلى تزايد نسبة الاقليات فى المكون الأمريكى من جهة وتحالف الليبرالية المتطرفة واليسار ضد القيم الأمريكية التقليدية التى تأسست عليها هذه الامة من جهة أخرى.هذا الأنقسام تراه فى ولايات محافظة تصوت لمنع تطبيق الشريعة الإسلامية وولايات متطرفة ليبراليا تصوت لصالح زواج المثليين، تراه فى تصويت كثيف من البيض لصالح رومنى(61% لرومنى،37% لاوباما)، فى المقابل تصويت مرتفع جدا من الأقليات المختلفة لأوباما، ففى السود صوت 93% لأوباما مقابل 6% فقط لرومنى، وفى الهسبانك القادمين من أمريكا الجنوبية صوت 71% لأوباما مقابل 27% لرومنى، وفى الاسيويين صوت73% لأوباما مقابل 26% لرومنى،وفى المسلمين صوت 67% لأوباما مقابل 7% فقط لرومنى.
خطورة هذا الأنقسام أنه يمتد للقيم الأمريكية، فالأغلبية البيضاء الانجلوسكسونية البروتستانتية التى تسمى بالواثب هى التى شكلت قيم هذه الدولة العظيمة ، بل أن عظمة هذه الدولة وكل مجدها وتقدمها نابع من هذه القيم التى تجسدت بشكل واضح فى فكر الأباء المؤسسين للدولة، فما الذى تغير حتى وصلنا إلى هذه الحالة؟، فى تقديرى الاجابة تكمن فى تراجع نسبة البيض فى المكون الأمريكى من ناحية ونمو الليبرالية المترفة الفاسدة المتطرفة من ناحية أخرى.
أما عن نسبة البيض فى المكون الأمريكى فهم يشكلون 63%وفقا لإحصاء 2011، ولكن هذه النسبة تضم كل ما هو غير هسبنك أو اسود أو اسيوى أو هندى، ولكن المهاجرين من الشرق الأوسط مثلا يصنفون كبيض. وفى تقديرات أخرى أن نسبة الواثب حاليا لا تتعدى 40% من المكون الأمريكى. ولكن الخطورة فى التراجع المنتظم فى نسبة البيض من الواثب بسبب عاملى الهجرة والنمو السريع فى المواليد بين الأقليات، ووفقا لنفس الاحصائية فرغم أن نسبة البيض تشكل 63% فأن المواليد منهم فى السنوات الخمس الأخيرة تدور فقط حول رقم 49%، ومن الواثب اقل من 30%.فإذا اضفنا إلى ذلك أستمرار تدفق المهاجرين فأن معنى ذلك أن أمريكا ستصبح أمة مختلفة بعد عدة عقود من الآن.
من ناحية أخرى يتزايد التيار الليبرالى المتطرف الفاسد فى أمريكا سنة بعد سنة، وحيث أن أمريكا بالفعل أنجزت وضمنت لمواطنيها كافة الحريات والحقوق الأساسية التى تقرها المواثيق الدولية،فان التطرف فى طلب المزيد اتجه إلى قضايا تافهة ومقززة مثل زواج المثلين والاجهاض غير المحدود والسعى للتحلل من أى سلطة بما فى ذلك رغبة البعض فى أنهاء ما يسمى بمفهوم الدولة بدعوى أنها شكلت قيدا على حرية الإنسان وحقوقه ( لاحظ أن العلاقات المثلية موجودة فى كل الدول، ولكن زواج المثليين هو درجة أخرى من الإنحدار حيث أنه اعتراف من الدولة بزواج رجل برجل وامراة بامرأة والسماح لهذه الاسر الشاذة بنسب اطفال اليها). ولا ابالغ فى القول إنه إذا استمر هذا التدهور فأنه فى أقل من عقد سوف يكون هناك زواج رسمى قانونى بين الإنسان والحيونات.
من ناحية أخرى فأن المنافسة السياسية قائمة على كاريزما الشخص وليس مؤهلاته، وعلى قدرته على جمع أموال لحملته الأنتخابية وليس قدرته على تقديم حلول لمشكلات بلده، حتى أن البعض اشار إلى أن جورج واشنطن لو ترشح امام شخص كاريزمى يجيد الكلام مثل أوباما أو كلينتون فسوف يخسر الأنتخابات. فالمعروف أن جورج واشنطن كان قائدا بكل معنى الكلمة تتجسد فيه مؤهلات القائد وقيم الواثب العظيمة فى حين أن شخص مثل اوباما مفوه فى الكلام ولكن دارسوا شخصيته توصلوا إلى خوفه من اتخاذ قرارات قوية وجريئة.
أحد أبعاد هذا الأنقسام أن الواثب يؤمنون بأمريكا وبقدرتها على الصمود فى كافة الظروف لأنهم بنوا هذه الدولة قطعة قطعة، ولكن الأقليات لأ تؤمن بنفس الدرجة بالدولة الأمريكية، فهم يؤمنون بالتجربة أكثر من ايمانهم بالدولة، وفى حال فشل التجربة فهم مستعدون للعودة إلى أوطانهم الاصلية.
معنى هذا أن الدولة الأمريكية على المدى البعيد فى خطر؟ نعم هذا صحيح بل أن هناك من يصف الوضع الراهن بالحرب الاهلية الصامتة، وقد نبه إلى ذلك عالم السياسة الأمريكى المرموق الراحل صامويل هنتنجتون فى كتابه ( من نحن؟) مبرزا عناصر الهوية والثقافة الأمريكية فى عدد من المحددات الرئيسية وتشمل: اللغة الإنجليزية، والمسيحية، والالتزام الدينى، والمفاهيم الانجليزية لحكم القانون، ومسئولية الحكام، وحقوق الأفراد، والقيم البروتستانتية الداعمة للفردية، وأخلاقيات العمل، والاعتقاد بأن الناس لديهم القدرة وعليهم واجب محاولة خلق جنة على الأرض،أى " مدينة على التل" وفقا للتعبير الأمريكى الشهير، ولكن الكثير من هذه العناصر وهذه القيم معرض للتراجع بل والتأكل، ومن هنا ينبع الخطر الحقيقى على أمريكا، ومن هنا أيضا يبرز الانقسام فى الأمة الأمريكية.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر
- عشرة أسباب لمقاطعة الاستفتاء على الدستور
- صكوك الغفران الأخوانية
- لماذا تفشى التحرش الجنسى فى مصر؟
- دستور قندهار
- دراما الأنتخابات الأمريكية
- تحية للبطل الشهيد أفرايم إبراهيم مرزوق ووالده
- مصر على خطى باكستان
- محنة فريد زكريا ومحنتنا
- التاريخ الناطق بمتحف الهولوكوست
- هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟
- مملكة الإرهاب فى غزة
- خمس سنوات على إنقلاب حماس فى غزة
- وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط
- مرسى يأخذك إلى الجنة
- جماعة الاخوان المسيحيين
- اختزال حل المشاكل فى نائب الرئيس
- رئيس مدنى أم رئيس إسلامى
- لماذا فاز مرسى؟
- ملاحظات على الأنتخابات الرئاسية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أمريكا أمة منقسمة